لقد تابع الجميع هذه الحرب الجديدة التي بدأت قبل ثورات الربيع العربي بفترة وهي التي مهدت الطريق لتلك الثورات وكانت اداة حقيقية لتدمير دول مثل ليبيا واليمن و سوريا والوصول بتلك الدول الى مرحلة الدمار، وذلك في الوقت الذي لم يطلق فيه العدو رصاصة واحدة باتجاه تلك الدول وحقق ما لا يمكن تحقيقة بالسلاح والعتاد العسكري، ولكن الدول تآكلت من الداخل بنفسها بسبب حروب الجيل الرابع.
ان حروب الجيل الرابع هي التطور الحقيقي للحرب النفسية التي كانت تستخدم في الماضي القريب بين الدول في وقت الصراعات المسلحة والحرب الباردة، ومع تطور وسائل الاتصال وشبكات الانترنت والتواصل الاجتماعي تم تطوير الحرب النفسية لتصبح حروب الجيل الرابع احدى وسائلها، بل انها وفرت كثيرا من التدخل العسكري والصراع المسلح لتحقق النتائج المرجوة في زمن قياسي بل انها حققت قفزات مذهلة في اغلب المصراعات وبخاصة في منطقة الشرق الاوسط.
لقد تأكدت الولايات المتحدة والدول الغربية المساندة لها ان التدخل العسكري من اجل تنفيذ مشروع الشرق الاوسط الجديد، الذي اقرتة قمة السبع الكبرى في عام 2004 ومن بعدها قمة اسطنبول لحلف الناتو من نفس العام لن يفلح بعد الفشل الذريع الذي حققته القوات الامريكية في كل من افغانستان عام 2001، والعراق عام 2003، لذا كان من الطبيعي البحث عن وسيلة اخرى لاسقاط دول المنطقة من الداخل، وايجاد مناخ من الكراهية والفوضى يجعل تلك الدول تثور على انظمتها واسقاطها، والدخول في صدامات واقتتال داخلي مع جيوش الدول وخلق ميليشيات مسلحة تتقاتل مع بعضها البعض لتنهار تلك الدول وتصبح الكلمة العليا في النهاية للغرب لتنفيذ مشروعها الذي تم اقراره مسبقا.
لقد نجح ذلك المخطط في بعض الدول مثل ليبيا وسوريا واليمن والعراق، إلا انه فشل في مصر بسبب وعي وادراك القوات المسلحة المصرية لتلك المؤامرة، واستطاع الجيش المصري ان يخرج من الشارع بعد ثورة يناير متماسكا، ولم يدخل في صدام مع الشعب رغم ضراوة حروب الجيل الرابع في تلك الاثناء من أجل الدخول في صدام مع الجيش والدليل على ذلك محاولات البعض الفاشلة في الاعتصام امام وزارة الدفاع والعقم في التفكير في محاولة اقتحام وزارة الدفاع، وكانت تلك خطة لتنظيم الصدام بين الجيش والشعب وتصدير ذلك للعالم والبدء في تنفيذ المخطط.
لم تتوقف حروب الجيل الرابع عن مصر بل انها مستمرة وبشدة تسعى الى تأليب الرأي العام وايجاد البلبلة والفوضى مستهدفة في المقام الاول جيش مصر المتماسك، وايضا محاولات ضرب الوحدة الوطنية بين المسلمين والاقباط، إلا ان الوعي المستمر للاجهزة الوطنية المصرية تقف بالمرصاد امام تلك المؤامرات، وايضا وعي وتماسك الجبهة الداخلية كان لهما الاثر الواضح في وأد كل ازمة تحاول ان تصدر الى مصر وشعبها، ولكن ذلك لم يثنى الغرب ومن يتبعونهم في الداخل بل الحرب مستمرة ومتزايدة .