م جاء دعما للبنان الذى يبعد مائة كيلو متر فقط عن داعش التى تتوسع وتنتشر كالسرطان فى سوريا والعراق؟ أم جاء لمحاولة تطويق حراك العماد ميشال عون المرشح الرئاسى المدعوم من حزب الله وإيران،خوفا من سرقة مظاهرات الشارع للإتيان برئيس ليس على هوى الغرب، مما يزيد من قوة وشوكة حزب الله تجاه إسرائيل؟
رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون قال فى مؤتمر صحفى مع نظيره اللبنانى عقب وصوله إلى بيروت الاسبوع الماضي: «إن وجود مسلحى تنظيم داعش على بعد كيلومترات قليلة من حدود لبنان أمر خطير»، مؤكداً دعم القوى الأمنية والجيش اللبنانى لمحاربة الخطر الإرهابى بأسلحة تبلغ قيمتها 7,5مليون جنيه إسترليني. وأضاف كاميرون: إن حكومته تريد أن ترى لبنان مستقراً، وتؤكد الحاجة إلى رئيس يمثل البلاد على المستوى الدولي.
وقال كاميرون: أردت فى أول زيارة لى للبنان أن أطّلع بنفسى على أوضاع اللاجئين السوريين فى لبنان، مؤكدا أن بلاده ستواصل تقديم الدعم المالى للاجئين السوريين فى لبنان.
وخلال زيارته الأولى لبنان التقى كاميرون بعض اللاجئين وتحدث إلى الأطفال السوريين، لافتًا إلى أنه يدرك أن الحالة الإنسانية فى سوريا تزيد الضغط على لبنان خصوصا قطاع التعليم وغيره لذلك قدمت بريطانيا المزيد من المال من أجل تأمين الطعام ودعم التعليم. وأضاف كاميرون :أنا مدرك أن الأزمة الإنسانية فى سوريا تلقى بثقلها الكبير على لبنان وخدماته العامة ومدارسه ومساكنه.
لهذا السبب، وفرت المملكة المتحدة نحو 300 مليون جنيه استرلينى مساعدة للبنان منذ بدء الأزمة من غذاء ومأوى ودعم طبي. وسنحرص على إنفاق 29 مليون جنيه استرلينى من ال 100 مليون المرصودة أخيرا هنا فى لبنان لمساعدته على تحمل العبء. ولدعم رئيس الوزراء اللبنانى تمام سلام أثنى كاميرون على سلام واصفا إياه بأنه يقوم بعمل هائل فى وقت صعب، مبديًا دعم بلاده للوصول إلى توافق سياسى ينهى الفراغ الرئاسى الذى يعيشه لبنان منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان فى 25 مايو 2014 وفشل البرلمان فى انتخاب رئيس جديد بسبب خلافات القوى السياسية، فى وقت يحتاج فيه لبنان الى رئيس ليقود البلاد ويمثلها دوليا ويكون شريكا للمملكة المتحدة، وللذين يريدون أن يساعدوا لبنان، ويعمل معكم ومع القادة السياسيين اللبنانيين لدفع التوافق السياسى قدما وإلى تخطى الظروف الصعبة التى تواجه بلدكم.
من ناحيته قال سلام إن زيارة كاميرون تأتى فى وقت عصيب فى المنطقة وأوروبا لأن لبنان يقع على خط الجبهة الأمامى فى مواجهة الأزمات وأبرزها الفراغ الرئاسى والعدد الكبير من اللاجئين السوريين، فى ظل تراجع المساعدات الدولية التى لم تصل إلى المستوى المطلوب لمساعدة لبنان.
وأوضح سلام أنه اتفق مع كاميرون بشكل كامل على أن مشكلة اللجوء التى وصلت إلى قلب أوروبا لن تتوقف إلا بحل سياسى يوقف الحرب فى سوريا، كما أن نجاح عملية التصدى للإرهاب فى المنطقة يكمن فى تقوية نهج المعتدلين وإحلال سلام شامل فى المنطقة.
وفى مركز المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، أطلع كبار مسئولى المفوضية رئيس الوزراء ديفيد كاميرون عن عملهم فى دعم الأسر السورية اللاجئة فى البقاع ومختلف المناطق اللبنانية حيث بلغ التمويل البريطانى الهادف إلى تلبية حاجات السوريين فى المنطقة مليار جنيه استرلينى ويجرى إنفاق جزء منه فى لبنان.
وتحدث كاميرون إلى بعض اللاجئين السوريين الذين سيجرى توطينهم فى المملكة المتحدة. كما التقى كاميرون قائد الجيش اللبنانى العماد جان قهوجى فى قاعدة رياق العسكرية وكرر التزام المملكة المتحدة الصارم استقرار لبنان ولا سيما الشراكة مع الجيش اللبنانى عبر برنامج «التدريب والتسليح» الهادف إلى الحد من امتداد النزاع السورى ومكافحة خطر داعش على الحدود.
وبالرغم من الأسباب الظاهرة للزيارة الخاطفة لبيروت ،فإن كاميرون جاء ليقول إن بريطانيا تدعم الحكومة اللبنانية التى يحاول خصومها القضاء عليها لفرض رأيهم على الشارع الذى يموج بمظاهرات بدأت ضد تراكم النفايات وانتهت بتحرك التيار البرتقالى بزعامة عون للمطالبة بانتخاب الرئيس من الشعب، وسط دعم إعلامى من حليفه حزب الله الذى يلوح بإمكانية النزول إلى الشارع لدعم عون فى مواجهة فريق 14آذار،فهل تفلح زيارة كاميرون فى إصلاح ماأفسدته المظاهرات وكاد يعصف بالحكومة العتيدة؟