وهذه الخطط لا تتغير بتغير الحكومات أو الوزراء بل إن أى رئيس جمهورية لابد أن يلتزم بهذه الخطط فأى فرد مهما يكن عبقريا لن يكون فكره أفضل من فكر كل العلماء مجتمعين ومن مهامها أيضا انتقاء الكفاءات من العلماء لتقديمهم إلى متخذى القرار ليشغلوا المراكز القيادية وليكونوا قادة المستقبل واستعادة العقول المهاجرة وتوفير المعيشة الكريمة والبيئة الصالحة لهم لاحداث التقدم المنشود، وهناك مثلا الصين التى استعادت معظم عقولها المهاجرة وكانت النتيجة نهضة الصين التى نشهدها حاليا.
إن التأخر الذى حدث فى مصر بسبب تغير الحكومات دون وجود خطة استراتيجية تلتزم بها الحكومات المتعاقبة أدى لعدم استكمال كثير من المشروعات مثل مشروع تنمية سيناء الذى كان من المفروض أن يستوعب 3 ملايين مواطن، وتغير مسار قناة الشيخ زايد التى كان المخطط أن تصل إلى وسط سيناء لتروى مليونى فدان وتنشأ حولها عشرات القرى، ومشروع توشكى، وأيضا مشروع الشجرة الطيبة لإنشاء قرى انتاجية بالجهود الذاتية للشباب الذى وافقت عليه حكومة الدكتور كمال الجنزورى الأولى وتبناه بنك ناصر وحددت جميع المحافظات مساحات لتنفيذه، وكان من الممكن إنشاء مئات القرى وغيرها من المشروعات، وتجلى ذلك واضحا فى وزارة التربية والتعليم التى قامت بإلغاء السنة السادسة للتعليم الابتدائى ثم أعادتها عدة مرات وكان من أسباب التأخير أيضا تعيين وزراء بكفاءات محدودة دون خطة لاختيار الأنسب والأصلح لهذه المواقع.
د. مصطفى سعيد