ويخاطب المفتى العام للسعودية ضيوف الندوة عبر تعظيم شريعة الحج خلال هذا التجمع وتأكيد الثقافة فى تقويم سلوك الحجاج أثناء أدائهم مناسكهم وتنقلاتهم وتعاملهم مع بعضهم ومع البيئة المحيطة بهم، وبخاصة أن هؤلاء الحجاج يأتون من كل فج عميق ويحمل كل منهم عادات مختلفة ومتنوعة.
كما تستعرض الندوة ثقافة الحج المشتركة التى تعتبر أمرا ضروريا لضمان أداء هذه الشعيرة على الوجه الأكمل من ناحية وبما يعد دورة دينية ثقافية لإبراز الوجه الناصع للثقافة الإسلامية بين ثقافات الأمم ، من ناحية أخرى، بحيث يشكل ذلك كله مقصداً شرعياً من مقاصد الشريعة وغاياتها ومطلباً إنسانياً حضارياً تقتضيه الدعوة الإسلامية بشأن كل ما يستجد فى العصر الحاضر الذى يعتبر عصر الانفتاح والتلاقح بين الثقافات.
من جانبه أكد أمين عام ندوة الحج الكبرى الدكتور هشام بن عبد الله العباس أن وزارة الحج اعتادت منذ أربعين عاماً تنظيم وعقد هذه الندوة فى مستهل شهر ذى الحجة من كل عام بمشاركة كبار علماء ومفكرى ومثقفى وأدباء العالم الإسلامى خلال موسم الحج وذلك لما ينطوى عليه مفهوم الحج بصفته تجمعاً دينياً وعلمياً يتم عبره التعارف والتواصل الدينى والمعرفى والتلاقح بين الثقافات بين المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها.
وقال إن هذا الحدث عبر محاوره وجلساته يتيح المعرفة لكل المهتمين والمتخصصين فى العالم الإسلامى تدارس ومناقشة القضايا المختلفة ذات الصلة بالحج والحجيج التى تهم أمة الإسلام فى كل أرجاء العالم كما تهيئ لهم تبادل الخبرات والتجارب لمواجهة التحديات التى تستهدف العقيدة والأمة والثقافة، عاداً هذا الموضوع الحيوى واجبا على العلماء والمفكرين ليقوموا بجهودهم العلمية والفكرية لتبصير الحجاج والمعتمرين.