وذلك لتعزيز تنمية الدهون البنية وحث الجسم على حرق المزيد من الطاقة. وقد اعتمد العلماء في تجربتهم علي خلايا جذعية مأخوذة من الدهون البيضاء والتي توصف بالدهون الضارة التي تختزن الطاقة في الجسم ثم قاموا بتصنيع مادة هلامية تحول الدهون البيضاء لدهون بنية. وكانت دراسات عديدة أثبتت إمكانية تحويل الدهون البيضاء لدهون بنية مع درجات الحرارة المنخفضة.
ولإنتاج الخلايا الدهنية دون خفض الحرارة وضع الباحثون الخلايا الجذعية البيضاء علي هيكل مصغر من شبكة ضيقة من الهيدروجيل ثلاثى الأبعاد وتضم حمض الهيالورونيك وسلاسل قصيرة من البروتينات القادرة علي تشجيع نمو الخلايا الدهنية البنية، وزيادة التمثيل الغذائي ثم حقن العلماء هذه التركيبة تحت جلد الفئران المتطابقة جينيا حيث قام الهلام المصنع بتحويل الخلايا الدهنية البيضاء لدهون بنية وهذه هي المرة الأولى التي تحفز بيئة ثلاثية الأبعاد لنمو خلايا مماثلة للخلايا البنية الطبيعية، كما يذكر اندرياس ستال الباحث المشارك في الدراسة.
وعندما تم تغذية الفئران التي عولجت بنظام غذائي غني بالدهون لمدة ثلاثة اسابيع فانهم اكتسبوا وزن اقل مرتين ونصف عن مجموعة اخري لم تعالج بالزرع، كما سجلوا مستويات اقل لمستوي السكر في الدم والأحماض الدهنية الثلاثية. والجدير بالذكر أن الدهون البنية تتوفر بكمية أكبر في الأطفال الرضع إلا أنها تختفي وتقل تدريجيا مع تقدم العمر، وإن تظل بعض تلك الدهون فى الرقبة والكتفين والحبل الشوكى. هذه النتائج المشجعة قد تجعل الدهون البنية هي المسار الطبى الجديد لمكافحة السمنة حيث ترتبط السمنة بالعديد من المشاكل الصحية آخرها ما أعلنته دراسة دنمركية حديثة أثبتت أن السمنة تزيد من خطر العدوى الميكروبية والفيروسية حيث تم تحليل عينات دم لثلاث الاف شخص أعمارهم بين 27 و50 عاما وتبين من التحليلات أن أغلبهم مرشحون بشكل أكبر للتعرض لخطر الالتهابات الجلدية خاصة الرجال والتهابات الجهاز التنفسي لدى النساء وأنهن معرضات مرة ونصف أكثر من غيرهن لالتهابات المثانة وقد لوحظ هذا الارتباط كذلك في حالات زيادة الوزن البسيط.