رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

خبراء عسكريون: العملية هى الأضخم للقضاء على الإرهاب
اللواء عبد المنعم سعيد: تطوير أداء القوات المسلحة .. وأساليب جديدة لمواجهة الإرهابيين

تقرير ـ ليلى مصطفى:
أعلنت القوات المسلحة منذ 5 أيام بدء عملية شاملة للقضاء على ما تبقى من الإرهاب فى شمال سيناء والتى أطلق عليها «حق الشهيد»، وذلك فى مناطق «رفح» و»الشيخ زويد» و«العريش»،


وتهدف العملية العسكرية الشاملة التى بدأتها قوات الجيش بمعاونة الشرطة المدنية إلى القضاء على الرءوس المدبرة والمنفذة من تلك الجماعات لتحجيم قدراتها القتالية والتخريبية فى حق المجتمع والمواطن المصرى الآمن، ومن ثم القضاء عليها نهائيا من خلال الضربات الاستباقية، بهدف تطهير سيناء من هؤلاء الخونة، ويقوم الجيشان الثانى والثالث بأكبر عملية عسكرية فى سيناء ضد العناصر الإرهابية، بقيادة الفريق أسامة عسكر، منذ صباح الاثنين الماضى وهى أكبر هجوم برى وجوى تشهده سيناء منذ حرب أكتوبر 1973 تمهيدا لبدء مراحل التنمية المرتقبة لربط سيناء بالوادى .

وفى هذا الإطار أكد اللواء عبد المنعم سعيد رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الأسبق ومحافظ جنوب سيناء سابقا أن العملية العسكرية «حق الشهيد» سوف تشمل عدة مهام للقوات المسلحة، وسيشارك بها أسلحة متنوعة لعل أبرزها مشاركة القوات البحرية.

وأشار عبد المنعم سعيد إلى أن مدينة العريش دخلت ضمن عمليات القوات المسلحة، بسبب حدوث بعض العمليات الإرهابية من وقت لآخر، لافتًا إلى أنه من المتوقع أن تستمر العملية حتى يتم تطهير سيناء بالكامل هذه المرة على خلاف العمليات السابقة، التى كانت تقوم بها القوات المسلحة والشرطة بشن حملاتها على كل بؤرة على حدة، بالإضافة إلى أن الشرطة المدنية  تشارك مع القوات المسلحة فيما يتعلق بجمع المعلومات، إضافة إلى مشاركة فرق مكافحة الإرهاب التابعة لها، لافتًا إلى أنه من المحتمل أن يتم القضاء على الإرهاب فى سيناء قريباً.

وأوضح عبد المنعم سعيد أن العملية تعتمد على أسلوب جديد فى مواجهة  تمركزات الإرهابيين والسيارات الملغومة، وزرع العبوات الناسفة، وأن هناك تطورا كبيرا فى أداء القوات، والدليل على ذلك الأعداد الكبيرة التى تم القبض عليها من الإرهابيين فى هذه العملية منذ انطلاقها، مقارنة بالعمليات السابقة، مشيرا إلى أن كل البؤر الإرهابية مرصودة، والعملية مستمرة إلى أن يتم القضاء على الإرهاب، وسوف تستهدف أماكن دقيقة فى مناطق الشيخ زويد، ورفح، والعريش لضمان سلامة أهالى سيناء.


العمليات العسكرية مستمرة لحين تطهير سيناء.

وأكد اللواء عبد المنعم سعيد أنه «من الصعب أن يتم تحديد موعد انتهاء العملية العسكرية فى سيناء، لأنه تحدث متغيرات على أرض الواقع، لأن الحرب على الجماعات الإرهابية وحرب العصابات تستغرق أوقاتا طويلة، ولا يمكن حسمها فى فترات قصيرة، لأن المعلومات فيها غير كافية وتحتاج إلى مجهود كبير ، بالإضافة إلى طبيعة الأرض التى يختبئ بها الإرهابيون ، ومساعدة  بعض الدول لهم  والتى تمدهم بالسلاح والمال والأفكار وتطبيق الفوضى الخلاقة التى دعت اليها كوندوليزا رايس والتى تدعو إلى تفتيت الدول العربية إلى دويلات لكى تفرض الدول الكبرى سيطرتها على المنطقة.  ولكن من المؤكد  تراجع نشاط التنظيمات الإرهابية خلال الفترة المقبلة، نتيجة تشديد الإجراءات الأمنية وبدء تدشين مرحلة جديدة للعمليات النوعية ضد العناصر الإرهابية فى سيناء، لكن المهم هو تحقيق الهدف من العملية وهو القضاء على الإرهاب.

واستطرد عبد المنعم سعيد قائلاً: لقد تعرضت القوات المصرية فى الفترة الماضية لهجمات مسلحة من الجماعات المتشددة استهدفت نقاط ارتكاز لهذه القوات، مما أسفر عن مقتل وإصابة المئات من الجنود المصريين، وكثيرا ما تتسبب العبوات الموضوعة على جانب الطرق، التى تستخدمها الآليات العسكرية فى شمال سيناء، فى قتل العديد من أفراد الجيش والشرطة، وحينها استطاعت القوات المسلحة أن تغلق عددا كبيرا من الانفاق وقامت بتوفير مساكن بديلة لسكان المنطقة الحدودية ولكنها وجدت أن الإرهابيين لم يتعظوا فاتحذت اتجاها آخر هو العمل الهجومى بدلا من الاكتفاء بالاعمال الدفاعية ، وبدأت تهاجم الجماعات الإرهابية فى أوكارها وتستطلع بالطيران والأجهزة الإلكترونية اماكن تجمعهم من أجل القضاء عليهم، وهذا دليل على قوة الجيش المصرى الذى أنشئ منذ 7 آلاف سنة ، فجيش مصر له تاريخ قديم منذ قدماء المصريين ولم يهزم قط ، لكن مشكلتنا الحالية اننا نحارب عصابات والتقديرات فيها غير واضحة فنحن نتعامل معهم فى هذه الحرب عن طريق لعبة القط والفأر.

واختتم حديثه قائلاً: إن تأمين سيناء يأتى بالقضاء على الإرهاب وتعمير سيناء بجهود الشعب ، لأن الشعب المصرى قادر على أن يجعل من سيناء جنة الله فوق الأرض.  

من جانبه قال اللواء نصر سالم رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق واستاذ العلوم الاستراتيجية باكاديمية ناصر العسكرية العليا: نحن نتعامل مع «شوية عيال» مختبئين تحت الأرض، ولذلك نحن نستغرق وقتا ومجهودا فى البحث عنهم، ورغم ذلك نجد أن هناك تطورا ملحوظا فى أداء القوات أثناء مواجهة الإرهاب، والشاهد على ذلك هو مشاركة الجيشين الثانى والثالث فى تلك العمليات، علاوة على مشاركة قوات الصاعقة، وقوات مكافحة الإرهاب التابعة لوزارة الداخلية، مما يضفى ثقلا على عمليات القوات، بالإضافة إلى مشاركة  عناصر من الصاعقة وقوات التدخل السريع وبمعاونة وحدات مكافحة الإرهاب التابعة للشرطة المدنية.

حق الشهيد لا تؤثر على المدنيين

وأكد اللواء نصر سالم: أن العمليات العسكرية فى سيناء لم تؤثر على المدنيين لأن القوات المسلحة كثفت إجراءات تأمين الأهداف الحيوية والمرافق والممتلكات العامة والخاصة بمناطق العريش والشيخ زويد ورفح والطرق المؤدية إليها، بالإضافة إلى وجود تعليمات واوامر صارمة بعدم ضرب أى ارهابى حاول أن يختبئ او يحتمى بمدنيين  سواء فى بيوتهم أو فى أماكن وجودهم حتى لايتعرضوا للأذي، كما أن الهدف من الحقيبة القتالية وهو حماية المواطن السيناوى وحماية أرض سيناء، فالأوامر واضحة وصارمة ولم يتم التعامل مع أى ارهابى بشكل عشوائي، لأن هناك ضوابط وضعتها القوات المسلحة لحماية الأبرياء. 

وأوضح نصر سالم أن  العملية العسكرية المتزامنة فى مدن العريش ورفح والشيخ زويد بشمال سيناء، تهدف لتطهيرها تماما من البؤر الارهابية كضربات استباقية ضد عناصرها المتحصنة فى هذه المدن، مشيرا إلى أن القوات المسلحة تهدف إلى تأمين 3 اتجاهات استراتيجية شمالا وشرقا وغربا فى شبه جزيرة سيناء، وأن العملية مستمرة مادام هناك تسريب خارجى من العناصر لدخول البلاد للتخريب ووجود تكفيريين على الأرض، مضيفاً: إن اللقاءات التى قام بها الرئيس السيسى فى جولته الأخيرة حول الإرهاب كانت تصب فى اطار مواجهة الفكر المتطرف وتبادل المعلومات.

كماأن عملية «حق الشهيد» يتم  الإعلان عن نتائجها أولا بأول، موضحا أن العملية تشير إلى أن سيناء امان ومصر مسيطرة عليها بالكامل بما فيها مناطق العمليات بمدن العريش والشيخ زويد ورفح، واضاف قائلا إن  مقاومة الارهاب تحتاج الى عمل مخابراتى وجمع معلومات دقيقة لأنك تتعامل مع شخص هو غير موجود أمامك ويختفى وسط الأهالى وبالتالى لابد من تدفق المعلومات والبيانات الدائم عن كل المناطق والأشخاص المطلوبين.

وتساءل اللواء سالم قائلا: لمصلحة من ما يحدث فى سيناء؟ وأجاب علينا أن ندرك أن مايحدث هو مخطط من جانب امريكا واسرائيل  للاستيلاء على سيناء ، لأن الاتفاق الذى تم فى عهد «مرسي» هو أن مصر تأخذ من اسرائيل جزءا من صحراء النقب وفلسطين تأخذ سيناء وتضمها على غزة بحيث تصبح فلسطين غزة الكبري، وحينها سيتم الإعلان عن سيناء أنها ولاية اسلامية وعلى غرارها سيتم الاعتراف باسرائيل أنها دولة يهودية، وفى هذه الحالة اذا تم الاعتراف باسرائيل بانها دولة يهودية سوف تطرد 2 مليون اسرائيلى من عرب 48 وبالتالى سوف تستقبل مصر النصيب الأكبر منهم وتكون سيناء وطنا بديلا لهم هذا هو المخطط الذى تم احباطه، وللأسف شارك فى هذا المخطط كل من تركيا وقطر عن طريق تنفيذ اجندات بعينها لمصلحة الدول الكبري.

واستطرد نصر سالم قائلا: لهذه الاسباب تقوم القوات المسلحة بالقضاء على هؤلاء الإرهابيين، فقواتنا المسلحة تحارب ثلاثة أنواع من الارهابيين فى سيناء ، النوع الأول وهو الأصلى وقامت امريكا بدفعه الى مصر وهم المجاهدون الأفغان الذين كان صفوت حجازى يلتقى بهم ويسكنهم فى سيناء ومعهم تنظيم حماس، اما النوع الثانى فهم انصار بيت المقدس والحمساويون معهم من أطلق سراحهم «مرسي» ضمن العفو الرئاسى ومن بينهم محمد الظواهري، أما النوع الأخير فهم مجموعة من الشباب الذين تم التغرير بهم من ابناء سيناء سواء عن طريق غسل المخ أو عن طريق الإيمان بخلق دولة اسلامية وان غير ذلك يعد كفرا وهؤلاء لا يمثلون اهالى سيناء الشرفاء الذين استنكروا كل ما يفعله هؤلاء الشباب.

ولهذا نجد ان الحل هو القضاء على الانفاق تماما والقضاء على القيادات التى تأتى الينا من قطاع غزة بالإضافة إلى مساعدة وجهود اهالى سيناء الشرفاء فى القضاء على هؤلاء المرتزقة عن طريق اخبارنا وامدادنا بالمعلومات الدقيقة.

الجدير بالذكر أن القوات المسلحة دخلت عامها الرابع فى حربها على الإرهاب بسيناء ، حيث كانت بدايتها العملية «نسر » التى اطلقت فى عام 2011، لمواجهة الإرهاب فى الشيخ زويد ورفح، وفى تسلسل متسارع للأحداث خاضت القوات المسلحة حرباً شرسة فى محافظة شمال سيناء، إلا أن الملاحظ فى العملية الأخيرة هو دخول مدينة العريش عاصمة المحافظة ضمن عمليات القوات للقضاء على الإرهاب.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق