رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

كتاب «الشرق الأوسط أبو لحية»:
مخابرات غربية جمعت المتطرفين فى «عش الدبابير»

رانيا حفني
صدر كتاب «الشرق الأوسط أبو لحية» للكاتب أحمد محمد عبده،عضو اتحاد كتاب مصر ، ويضم الكتاب 6 فصول ويرصد المؤلف خلالها مظاهر الغيبوبة التي نغط فيها منذ عدة قرون، وكيف اجتهد المتاجرون باسم الدين في خلط الدين بالسياسة وكيف جذبوا البسطاء بثلاث مصطلحات قادرة علي تخدير عقول العامة وحتي المتعلمين مثل الخلافة الإسلامية والإسلام هو الحل والمشروع الإسلامي وغيرها من المصطلحات الفضفاضة التي في ظاهرها أمل وفي باطنها الكذب والبهتان والزيف والخداع. في حين ان الشريعة قد خلت من أي نص يرسم لنا شكل الدولة في الإسلام كما ان التاريخ يثبت ان الخلافة قامت علي جماجم الناس باستثناء خلافة أبى بكر وعمر.

.........................................................................

وفصول الكتاب تحمل عناوين أفيون ماركس, محنة هذه الأمة, الغرب في خدمة الإسلام, كهف الأفكار الشاذة, شريعة الذبح المقدس و تعطيل نصوص الفتنة وسفك الدم.

يبدأ الكتاب بالكنيسة الكاثوليكية التي ظلت لقرون طويلة هي المتحكم الوحيد والأقوي في شئون أوروبا سياسيا واجتماعيا واقتصاديا بل عسكرياإلي أن انتفض علي الكنيسة المصلح الاجتماعي مارتن لوثر 1483-1546 الراهب والقس الألماني وأستاذ اللاهوت الذي قام بالثورة علي تغييب الناس باسم الدين وجاهد لفصل الدين عن الدولة, وكان ذلك بداية لعصر الإصلاح والتقدم الذي يشهده العالم الآن. ولقد أوضح عالم الاجتماع الألماني ماكس فيبر ان الطبقات الفقيرة والمحرومة تتجه الي الدين للهروب من الظروف التي يعيشونها وليس تدينا. فالناس يهربون الي الدين في فترات الضعف والقهر والهزيمة وعندما تتزعزع عندهم الثوابت وعندما تسود شريعة الغاب. ويبحث كارل ماركس, الفيلسوف الاشتراكي عن أسباب التخلف الذي أصاب المجتمعات الأوروبية قبل ثورتها العلمية والصناعية ليقول جملته الشهيرة « ان الدين هو أنين الكائن المضطهد وقلب العالم عديم الرحمة وحس الظروف القاسية ..إنه أفيون الشعوب» فهو بالفعل المخدر الذي يحقنه رجال الدين للناس. ولذا أشار الكاتب السيد ياسين الي ان جوهر الحداثة الفكرية الغربية التي أدت الي تقدم المجتمع الأوروبي هو ان العقل وليس النص الديني هو الأساس في اتخاذ القرارات السياسية وصياغة الاستراتيجيات المناسبة للتطور. فلا يجوز في المجال السياسي الادعاء بأن الحاكم هو ظل الله علي الأرض مكانته لا تمس بناء علي مرجعية دينية. ان تكوين العقل النقدي هو الأساس في قيام الدول المتقدمة.

وتمر الأيام لتصبح حال المسلمين ما بين دولة أيديولوجية تقصي المخالف وتقمعه مثل إيران ودولة ممزقة الأوصال مثل السودان و دولة مفككة مثل الصومال, ودولة تحولت الي جحور للثعابين مثل أفغانستان وعالم إسلامي غير قادر علي حماية حدوده مثلما حدث في سوريا وليبيا واليمن والعراق. وقام الغرب بإنشاء تنظيمات إرهابية وجماعات مسلحة لتكون بمثابة السوس الذي ينخر في جسد هذه الأمة. ليتحول المسلمون من مرحلة التخلف الي مرحلة الانقسام والتفتيت من خلال حروب الجيل الرابع وهو حرب الفوضي الخلاقة من خلال الثورات المصطنعة التي أشعلتها النفسية العربية المحتقنة والمعقدة. وجاء خريف الثورات العربية ليفجر براكين الانتقام والتكفير.

 

بداية الإرهاب في مصر

اعتمدت جماعة الإخوان المسلمين علي الخط الحركي القائم علي التغيير بالقوة المسلحة مع التستر بالدين هدفها الأول هو السلطة بعباءة وسطية وعلي مدي 80 عاما لم نر لها أي اثر دعوي أو اجتماعي أو سياسي ودائما ما يحرصون علي تخزين السلاح للضرورة. ويقول المستشرق البريطاني هيوارث دون ان الاخوان هم الأقرب الي روح الخوارج حيث قاموا بتوظيف الدين لأسباب سياسية وخدعوا الكثير من الشباب علي مدي سنوات بشعارات حسن البنا الذي لم يكن سوي سياسي ديكتاتوري وضد الوطنية المصرية بل مبدأه كان الغاية تبرر الوسيلة لذا لم يجد مانعا من الاستفادة من الانجليز والألمان. ولعل من ابرز جرائمهم: نسف بيت مصطفي النحاس باشا عام 1945 اغتيال أحمد ماهر رئيس وزراء مصر اغتيال القاضي احمد الخازندار تفجير وزارة الداخلية عام 1948 اغتيال حكمدار القاهرة عام 1948 اغتيال النقراشي باشا اغتيال إبراهيم عبد الهادي رئيس وزراء مصر 1949 محاولة اغتيال جمال عبد الناصر 1954. وقد انشأ سيد قطب عام 1965 تنظيمه السري المسلح بغرض اغتيال رجال الدولة وتفجير بعض المنشآت, ولا ننسي بالطبع اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات 1981 مرورا بإرهابهم خلال فترة التسعينيات وما نعيشه الآن.

 

تنظيم داعش...مجاهدو الكعب العالي

تم حصر حوالي 80 تنظيما إسلاميا يشعلون النيران في البلاد العربية والإسلامية ومنها: الإخوان المسلمون أنصار الجهاد تنظيم القاعدة السلفية الجهادية أنصار الشريعة أنصار بيت المقدس طالبان بوكو حرام شباب المجاهدين وغيرها من التنظيمات. وقد ذكرت صحيفة «راديكال» التركية في أغسطس 2014 ان المستشار السابق بوكالة الأمن القومي الأمريكي وعميل جهاز الاستخبارات الأمريكية واللاجئ السياسي بروسيا ادوارد سنودن قد قام بتسريب وثائق تثبت ان الاستخبارات الأمريكية والبريطانية والموساد الإسرائيلي وراء إنشاء تنظيم داعش بهدف استقطاب المتطرفين من جميع دول العالم في مكان واحد في عملية يرمز لها باسم «عش الدبابير» حيث يتم خداع عامة المسلمين بشعاراتهم الإسلامية واستقطاب أولادهم المغرر بهم بفكرة الخلافة والمشروع الإسلامي لإيجاد كيان يوجه سلاحه للدول الإسلامية كي تنهار ببطء. وأكدت الوثائق ان أبو بكر البغدادي قد خضع لدورة مكثفة لمدة عام لتدريبه عسكريا علي أيدي عناصر من الموساد بالإضافة الي حصوله علي دورات في فن الخطابة وعلم اللاهوت. لنري اليوم تنظيم المال والنساء والروابي الخضر علي ضفاف دجلة والفرات ليتمكن بعد ذلك من الانطلاق لدائرة عربية أوسع وتعطي امريكا لنفسها الحق في اجتياح مناطق عربية. والدليل علي ذلك ان تلك الجماعات الجهادية كما تطلق علي نفسها لم نجدها في فلسطين ولم نجدها وقت التصفية العرقية في البوسنة والهرسك والتي راح ضحيتها 8000 قتيل مسلم ولم نجدها وقت التصفية العرقية لمسلمي ميانمار.

 

همجية الواقع

واليوم تواجه المنطقة العربية حربا عبثية من مسلمين علي بلاد المسلمين, لنري العراق ينهار شعبا وأرضا وسوريا تقاوم التتار والمغول واليمن يسقط بين أنياب القاعدة ومخالب الحوثيين وليبيا تقاوم الاحتضار وأفغانستان علي عكازين والصومال يرضع من الحصي والسودان يعاني من المجاعة والتقسيم. كل هذا علي مذبح ذئاب ملتحية ورايات سوداء الدولار في محافظهم والنساء في مخادعهم. وتحولت منطقة الشرق الأوسط الي سلخانة رقابها تحت سكاكين الجماعات السنية المسلحة ومد شيعي إيراني ناعم ومسلح في بعض الأماكن كاليمن. مئة عام مرت علي سايكس بيكو الدول وجاء اليوم لسايكس بيكو الدويلات لتبقي المنطقة العربية في حالة انصهار.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق