والسؤال الآن : هل تشعرين برغبة فى المقارنة الدائمة بينك وبين صديقتك أو زميلتك بالعمل أو جارتك سواء كان ذلك فى الشكل أو الأسلوب لأنها فقط امرأة ناجحة فى حياتها العملية، أو أنها أكثر جمالا، أو أكثر شهرة، وتكون هذه المقارنة الدائمة سببا فى الكثير من المشاكل والمتاعب، أو فى الغيرة المدمرة أو سببا فى عدم شعورهن بالرضا الداخلى عن أنفسهن.
د.آية ماهر أستاذة الموارد البشرية وعضوة المجلس الأعلى للثقافة تقول: إن المقارنة بين الزميلات أو الصديقات عادة نشأت بسبب المقارنة بين أحوال من هن أكثر تفوقا أو أكثر حظا منهن، وعادة ما تولد الغيرة بسبب مقارنتهم المستمرة بهن، فتزيد من ضغوط الحياة عليهن وتشعرهن بمشاعر سلبية تنعكس على صفائهن النفسى وعلى علاقتهن بزملائهن ورؤسائهن فى العمل أو على أفراد أسرتهن، ولكن بالرغم من أن المقارنة بين السيدات تعتبر طبيعة بشرية، لكن يجب الاعتياد التدريجى على عدم مقارنة أنفسنا بغيرنا لأننا لا نلمس كل معايير المقارنة لديهم أحيانا.. وهذه بعض النصائح التى قد تعينك على ذلك وهي:
- قارنى نفسك بنفسك أولا ولا تقارنيها بأحد، أى كيف كنت أنت منذ سنتين وكيف أصبحت الآن، وما الذى تريدين تحقيقه فى حدود إمكاناتك وفى ضوء ظروفك العائلية ورفاهية الوقت المتاحة لكى تكونى أكثر موضوعية فى مقارنتك.
- عندما يأتيك هذا الشعور المتعب بمقارنة نفسك بزميلتك أو صديقتك، حاولى أن تطردى هذا الشعور لديك لأنك لا تعرفين كل الجوانب الأخرى فى حياتهن حتى تكون المقارنة عادلة، واهتمى بأن تدمجى نفسك أكثر فى جو العمل أو الأنشطة المختلفة مثل لقاءات الأصدقاء أو الرياضة.
ـ تخلصى من عادة تتبع أخبار زميلتك أو صديقتك التى تقارنين دائما نفسك بها فى الفيس بوك أو من خلال معارفهم، لأن تتبع أخبارها سيجلب لك مزيدا من مشاعر الغيرة وهروب الراحة النفسية لديك.
ـ حللى دائما نقاط قوتك وضعفك بواقعية وحاولى دائما أن تعالجى نقاط الضعف لديك لأن هذا سيرفع من ثقتك فى قدراتك ونفسك وسيقلل من شعورك الدائم بالمقارنة مع زميلاتك.
ـ التفكير فى الأشياء بالحكمة والعقل، فتفوق زميلة ما فى العمل عليك ليس معناها أنها تتفوق عنك فى كل شىء مثل علاقاتها مع زوجها وأبنائها أو تعدد أنشطتها المختلفة، لأنك لا تعرفين الجوانب الخفية فى حياتها ولو تم مقارنتك معها من خلال معايير متعددة من الممكن أن تكونى الرابحة فى الأمور الحياتية والاجتماعية أكثر من أمور العمل ويحسدك الكثير على التميز المتعدد.
ـ اذا تكرر بداخلك الشعور بالمقارنة مع زميلتك أو صديقتك، اسألى نفسك أولا ما هو سبب تركيزك معها فهل هى الغيرة بسبب المقارنة المستمرة معها، ثم ضعى إستراتيجية واضحة بخطة علمى نفسك كيف تكون مميزة أو أكثر كفاءة، لكن اعلمى أن الوصول للمناصب لا يكتمل بالعمل الكفء فقط، ولكن لا بد أن يكون مصحوبا بعلاقات طيبة مع الآخرين وتوسيع شبكة علاقاتك، لأن المهارات الحياتية تعتبر من مقومات النجاح اللازمة لأى قيادة.
ـ إذا شعرت بشعور غير مريح بالمقارنة والغيرة من زميلاتك أو صديقاتك أو غيرهن، فهذا لأنك على يقين بأن زميلتك ليست كفئا لهذا المنصب، لكنها حصلت عليه بالوساطة أو المحسوبية، ولكن أعلمى أن الله لن يخذلك أبدا فى تعبك واجتهادك، فلابد أن تتذوقى فرحة تعبك ولو بعد حين وتعوضين فى أمور حياتية أخرى فى حياتك وأبنائك.
وتذكرى دائما أن الكراسى والمناصب والجاه دائما فى حراك دائم مثل الكراسى الموسيقية ، فاستكينى وركزى مع نفسك أكثر من غيرك حتى ينعكس هذا الصفاء النفسى عليك وعلى أسرتك.