رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

هل يرث الأبناء «سلوك» الآباء

ثريا ثابت
يتصف الإنسان ببعض أنماط السلوك التى يكتسبها إما وراثيا، أو بطريقة مكتسبة.. والأسئلة التى تبادر إلى ذهن أى أم عقب ولادة طفلها هى: أى صفات سلوكية ستميز طفلها؟ وهل هذه الصفات سيرثها منها أو من والده؟ وهل يمكن تعديل هذه الصفات إذا كانت وراثية؟

يجيب على هذه التساؤلات د.محمد يوسف أبو زيد أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس فيقول إن نمط السلوك يعتمد أساسا على عدة محاور.. الجينات الوراثية: التى يولد بها الإنسان وتحدد سمات شخصيته، وهى تحمل أيضا نسبة الذكاء الاجتماعى والأكاديمى التى تميزه عن غيره.

أما المحور الثانى المتمثل فى النشأة والتربية، فيجب توضيح أن هناك فرقا بين النشأة والتربية، فالنشأة تعتمد أساسا على المكان الذى ولد ونما وعاش فيه الإنسان مراحل طفولته ومراهقته.. وتعتمد هذه النشأة على الوسط النفسى المحيط به، وعلى البيئة والعادات والتقاليد السائدة فيه. أما التربية فتعتمد على توجيه الوالدين مثل أسلوب الترغيب أو الترهيب, المكافأة والعقاب أو الاثنين معا.

ويعتمد المحور الثالث على المدرسة حيث يقضى فيها الطفل أكثر من نصف يومه، مع زملاء ومدرسين يأتون من خلفيات بيئية مختلفة يتأثر بها الطفل سواء رغب فى ذلك أم لا..

فإذا أردنا الإجابة على هذه التساؤلات فسوف نجد أن دور الآباء والأمهات يأتى فى المرتبة الأقل من هذه المنظومة، لأنه ليس لهم دور فى الجينات الوراثية حيث يتحكم فيها الله وحده، ولا أيضا فى المدرسة. إنما يقتصر دورهم فقط على النشأة والتربية، فإذا أحسن الآباء والأمهات اختيار سلوكهم الشخصى فسوف يقدمون لأطفالهم نموذجا جيدا يحتذون به، ولن يجدوا مشقة فى توريث أطفالهم نمط سلوكهم هذا، لأنهم سوف يصبحون مثل فيلم واقعى يشاهدونه بأعينهم، يتبقى بعد ذلك مراقبة سلوكهم والتوجيه داخل المنزل ومع أصدقائهم والمحيطين بهم فى منطقة سكنهم.

كذلك فإن الدور الأهم بالنسبة للآباء يكمن فى اكتشاف شخصيات أبنائهم (ميولهم ومواهبهم) وتعزيز هذه المواهب والميول بالممارسة وبالتشجيع ليكون الطفل أو المراهق أو رجل أو امرأة المستقبل فى تناسق وتناغم مع الحياة التى اختاروها لأنفسهم.

لذلك يمكن أن نقول فى النهاية إنه لا يمكننا توريث أبنائنا أنماط سلوكنا وإنما يمكننا توريثهم الأخلاق والفضائل والمبادئ الحميدة والتعاليم الدينية الخاصة بنا.

ويوضح د.محمد يوسف للآباء والأمهات فى النهاية.. أن كل زمن وله طريقة تعامل مع الأبناء، وأولاد هذا الجيل نشأوا فى زمان غير زماننا وأسرع نمطا من زماننا، وأكثر تطورا وأقل موارد. والأفضل أن نترك لهم حرية اختيار الطريق.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق