وأشعل الحادث الأخير نيران الغضب فى صدور أبناء القرية، خاصة أن هناك 51 صيادا من أبناء القرية محبوسون فى السجون الليبية منذ عدة أشهر بمدن بنغازى وطرابلس والخمس ومصراتة.
ويوجد فى برج مغيزل عدد كبير من السيدات الأرامل والأطفال الأيتام، وذلك بسبب غرق الصيادين فى مياه البحر خلال رحلات الصيد أو فى المعديات خلال عبور نهر النيل، حيث كتب القدر على هذه القرية التى تقع على شاطئ البحر المتوسط ونهر النيل فرع رشيد، أن تعيش فى أحزان دائمة ومستمرة، وألا تعرف الافراح الا نادرا، فلا يكاد يمر يوم إلا وتسمع عن أنباء غرق صيادين واحتجاز مركب صيد فى دول المتوسط والقبض على عدد من الصيادين من أبناء القرية، حتى أن أبناء القرية أطلقوا عليها «قرية الأحزان» لأنها بالفعل تعيش فى أحزان دائمة.
وبعيدا عن أحزان البحر هناك على البر ومعاناة من سوء المرافق العامة والخدمات، وسوء حالة الطرق والمواصلات حتى أنه يصعب الوصول إليها من مركز مطوبس التابعة له بعد عصر كل يوما لسوء حالة الطريق المؤدى إليها، بالإضافة إلى سوء حالة الطرق التى تربطها بالقرى الأخري، ويعتمد أبناء القرية فى قضاء مصالحهم وشراء بضائعهم واحتياجاتهم علي مدينة رشيد التابعة لمحافظة البحيرة، وذلك عن طريق استخدام المعديات من شاطئ نهر النيل، وهذه المعديات متهالكة، ويتم حشر الركاب بها بالمخالفة للعدد المقرر لكل معدية منهم، ويحدث لهم العديد من حوادث الغرق فى قاع النهر، كما حدث خلال الفترة الماضية.
وأكد على عوض، صياد، أن القرية تعانى من نقص المرافق العامة والخدمات وانتشار التلوث بها وسوء حالة المستشفى ومياه الشرب والصرف الصحي، وسوء حالة المواصلات والطرق ونعيش فى عزلة تامة عن باقى المدن والقرى على مستوى المحافظة، حيث نرتبط أكثر بمدينة رشيد عن طريق المعديات ولا نرتبط بمدينة مطوبس التابعين لها، ونطالب بسرعة إنشاء رافد الطريق الدولى الساحلى الجديد «أبوالروس» لربط القرية بالطريق الدولى الساحلى ومدينة مطوبس، وباقى المدن مع انشاء كوبرى علوى على نهر النيل فرع رشيد لربط مدينة رشيد بالقرية والطريق الدولى الساحلى الجديد.
يقول أحمد عبده نصار نقيب الصيادين بكفرالشيخ، رئيس جمعية الرعاية الاجتماعية الخاصة بالصيادين بالقرية،إن مشكلة القبض على مراكب الصيد فى ليبيا مستمرة دائما خاصة المراكب المصرية المملوكة لأبناء قرية برج مغيزل.
ففى خلال هذا العام تم القبض على 5 مراكب جميعها من القرية يعمل عليها أكثر من 85 صيادا من برج مغيزل، وخلال العام الماضى تم القبض علي 15 مركبا يعمل عليها أكثر من 200 صياد من أبناء القرية.
وطالب نقيب الصيادين بضرورة تدخل الخارجية المصرية والحكومة وهيئة الثروة السمكية لوضع حد لهذه المهزلة، وعقد اتفاقيات مع الدول العربية، خاصة ليبيا وتونس لضمان حرية الصيد للمراكب المصرية فى المياه الدولية وتعديل جميع الاتفاقيات الخاصة بالصيد فى البحر المتوسط.