رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

سينما 11 سبتمبر تجيب عن التساؤل: «لماذا يكرهوننا؟»

رشا عبد الوهاب
منذ 14 عاما، هزت هجمات 11 سبتمبر 2001 الولايات المتحدة والعالم بأسره، وفي اليوم ذاته وجهت أصابع الاتهام إلى أسامة بن لادن وتنظيمه القاعدة في تخطيط وتنفيذ الهجمات التي ضربت برجي مركز التجارة العالمي ووزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون». وعلى الرغم من أن بعض الساسة الأمريكيين كشفوا عن توقعهم لمثل هذه الهجمات.

 إلا أن خيال السينما الأمريكية سبق معلومات وبيانات المخابرات الأكثر تفوقا في العالم في التنبؤ وتوقع مؤامرة بهذا الحجم على أمريكا، سيناريوهات المؤامرة واختطاف الطائرات والإرهاب والهجوم الكبير الذي يشبه يوم القيامة، قدمتها هوليوود قبل سنوات طويلة من الهجوم الدامى.

وفور أن بثت شاشات التليفزيون حول العالم هذه اللقطات المروعة للانهيار العظيم للبرجين واختباء الرئيس الأمريكي جورج بوش ونائبه خوفا من استهدافهما، وبعد أن تسابقت الميكروفونات والكاميرات للحديث مع الناجين وشهود العيان، سارعت أفلام هوليوود لتتصدر المشهد وتتذكرها العقول ويثار التساؤل: السينما الأمريكية توقعت كل هذا؟!

هذه المؤامرة الكبرى ظهرت في أفلام قبل هذا الحدث بنحو 13 عاما مثل «موت عنيف Die Hard» من إنتاج 1988، وقام ببطولته النجم بروس ويلز وآلان ريكمان وإخراج جون ماك تيرنان، وفيلم The Siege «الحصار» إنتاج 1996 والذي تقوم فيه خلايا إرهابية بمهاجمة مدينة نيويورك من بطولة بروس ويلز ودينزل واشنطن ، وصانع السلام أو Peacemaker من بطولة النجمين جورج كلوني ونيكول كيدمان وإخراج ميمي ليدير، ويعتبر أول إنتاج لشركة «دريم ووركس» عام 1997.

وتعتبر الأفلام الثلاثة دليلا على أن هوليوود كانت مثل الساحرة التي نظرت في بلورتها وتوقعت اللعنة القاتلة.

وبعد الهجمات مباشرة، سارع صناع الأفلام إلى إنتاج عشرات الأفلام التي تتناول الهجمات من زوايا مختلفة، ومن بين هؤلاء المخرجين البارزين مخرجنا الكبير يوسف شاهين، إلى جانب أوليفر ستون، وروبرت ريدفورد، وكين لوتش، وكاثرين بيجيلو، ومايكل مور، حاولوا أن يقولوا شيئا مميزا حول أحداث ذلك اليوم.

ومن بين الأفلام المهمة التي تناولت الحدث 11/9 11Septemberوهو فيلم عالمي يضم مساهمات 11 من صانعى السينما العالميين، من دول مختلفة. وقام كل مخرج من هؤلاء بتقديم رؤيته الخاصة للأحداث في فيلم قصير من 11 دقيقة و9 ثوان ومشهد واحد. وقدم التصور الأصلى وقام بالإنتاج المخرج الفرنسي ألان بريجاند. وصدر الفيلم عالميا تحت عدة أسماء ووفقا للغة كل دولة، لكن تم تصنيفه في الموقع العالمي للسينما تحت اسم «11/9 - 11September»، بينما صدر بالفرنسية تحت اسم «11 دقيقة و9 ثوانٍ وصورة واحدة»، وباللغة الفارسية تحت اسم 11 سبتمبر. وشارك في إخراج وكتابة الفيلم يوسف شاهين والإنتاج ماريان وجارييل خوري من مصر، وسميرة مخلوف من إيران، وكلود ليلوتش من فرنسا، ودنيس تانوفيك من البوسنة، وكين لواتش من المملكة المتحدة، وأليخاندرو جونزالير إيناريتو من المكسيك، وعاموس جيتاي من إسرائيل.

وفي 2004، حاول المخرج الأمريكي مايكل مور من خلال فيلمه «فهرنهايت 11/9»، والذي يعتبر من أشهر الأفلام الوثائقية التي انتقدت سياسة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن في تعامله مع الأحداث، وكذلك أكذوبة الحروب التى أعلنتها أمريكا على العالم عقب الهجمات في الوقت الذي واصلت فيه كبريات وسائل الإعلام الأمريكية الصمت وحاولت تشويه عمل مور.

وفي عام 2006، ظهر كل من فيلمي «مركز التجارة العالمى» لأوليفر ستون، من بطولة نيكولاس كيدج وماريا بيلو ومايكل بنا وماجي جيلينهال، وتستند قصة الفيلم على أحداث 11 سبتمبر بشكل أساسي. وفي العام نفسه، تم إطلاق فيلم «يونايتد 93» من إخراج بول جرينجراس وبطولة الممثل البريطاني من أصل مصرى خالد عبدالله والمغربي عمر بيردوني وكريستيان كليمينسون، والذي يدور حول اختطاف إحدى الطائرات بواسطة 4 إرهابيين تابعين لتنظيم القاعدة.

ومن بين أبرز الأفلام الوثائقية التي تناولت الأحداث كان فيلم Twin Towers أو «البرجان التوءمان» .. الفيلم تسجيلي قصير مدته 34 دقيقة من إنتاج 2003، أخرجه بيل جوتينتاج وروبرت ديفيد بورت. وتدور قصة الفيلم حول شقيقين، الأول شرطى والثاني إطفائي، وما قام به خلال الهجمات من محاولات لإنقاذ الضحايا. وحصل الفيلم على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم تسجيلي قصير. الفيلم مأخوذ عن قصة حقيقية للشقيقين جو وجون فيجيانو اللذين لقيا حتفيهما خلال جهود الإنقاذ. كما كان فيلم «رجل على الحبل» أو Man on Wire: الفيلم الوثائقي البريطاني من إنتاج جميس مارش من الأفلام المهمة التي لم تتناول الأحداث بشكل مباشر لكنها ألقت ضوءاً ساطعا عليها. ويؤرخ الفيلم لسير فيليب بيتي الشهيرة على حبل ممتد بين برجي مركز التجارة العالمى عام 1974. ويستند الفيلم إلى كتاب بيتي «للوصول إلى السحاب»، والذي صدر تحت عنوان جانبي «رجل على الحبل». الفيلم لا يقدم صورا مباشرة عن أحداث 11 سبتمبر، لكنه يصور اللقطات التي يسير فيها بيتي على الحبل، وتفاصيل التحضيرات وأسرار الهروب من أمن نيويورك لتنفيذ هذه المهمة الخطيرة التي يحظرها القانون.

أما الفيلم الدرامي «نهارا ليلا نهارا ليلا» أو Day Night Day Night من تأليف وإخراج جوليا لوكتيف عام 2006، ومن بطولة لويزا ويليامز فإنه يصور 48 ساعة في حياة مراهقة تبلغ من العمر 18 عاما تخطط لأن تصبح مهاجمة انتحارية في ميدان التايمز. وبعد أحداث 11 سبتمبر، أصبح من الشائع في نيويورك أن ترى ملصقا يدعو المواطنين إلى الإبلاغ عن أى أشخاص أو أنشطة مشبوهة، ضباطا مسلحين يفتشون حقائب الركاب الذي يدخلون محطات القطار. وساعد اعتقال الأمريكي الأبيض جون ليند كمقاتل عدو خلال الغزو الأمريكي لأفغانستان على الخوف والتحذير من «أعداء الداخل». هذه الفكرة قدمت زاوية سياسية حول هذه الفتاة الأمريكية الشابة الطموح والأخلاقية في رحلتها عبر مانهاتن لتفجير ميدان التايمز. الفيلم لم يقدم إجابات حول هوية الفتاة أو لماذا تفعل ذلك؟ الفيلم عبارة عن دراما تجريد استثنائية تقدم الإرهاب كأداء. وكذلك قدم فيلم «كلوفيرفيلد» من إخراج مات ريفيس وإنتاج جي جي أبراهامز وبريان بورك زاوية تقليدية لمحاكاة الأحداث.

بينما حاول فيلم «بابل»، إنتاج أمريكي- مكسيكي - فرنسي مشترك، ومن إخراج إليخاندرو جونزاليس إناريتو تقديم إجابات حول صراع الثقافات، حيث تدور أحداث الفيلم في المغرب واليابان وأمريكا والمكسيك. وكان أحد الأسئلة المثارة بشكل كبير بعد 11 سبتمبر، التي طرحها الأمريكيون: لماذا يكرهوننا؟، وحاول فيلم بابل مثل أفلام أخرى أن يكون تعبيرا لمواجهة التفتت الثقافي.

وينتمى فيلم «4 أسود أو Four Lions» لنوعية أفلام الكوميديا السوداء، حيث يسخر من الإرهابيين. الفيلم بريطاني من إخراج كريس موريس وتأليف سام وموريس باين وجيسي أرمسترونج. ويرصد كيفية تحويل 4 أشخاص إلى انتحاريين وتعلمهم صناعة متفجرات في الوقت الذي تتساءل فيه المخابرات البريطانية حول ماهية الجهاد.

وحاول الجزء الثاني من فيلم «الجنس والمدينة Sex and the City» تقديم إجابات عن أسباب الصراع بين الشرق المنغلق والغرب المنفتح. وكما قال جرايدون كارتر، رئيس تحرير مجلة «فانيتي فير» إن أحداث 11 سبتمبر وضعت نهاية للسخرية.

ومن الأفلام الأخرى التي تناولت الأحداث «WTC View»، حيث يتناول قصة المصور إريك الذي يسكن في منزل جديد يطل على مركز التجارة العالمي ثم يبحث عن زملائه في السكن بعد صدمة الهجمات.

وكذلك فيلم ياسمين من إخراج كينيث جلينان الذى يدور حول اعتقال زوج ياسمين الباكستاني المسلم على خلفية هجمات سبتمبر وكيف أنها قادت حملة للإفراج عنه من داخل مركز اعتقال.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق