رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

«زنار» العذراء..ومسجدها

فى أثناء جولتى بحمص، زرت كنيسة «أم الزنار» وسميت بهذا الاسم نسبة إلى «زنار» أى «حزام» السيدة العذراء، وتم اكتشاف الزنار عام 1953، لكن الكنيسة نفسها واحدة من أقدم الكنائس بالعالم، أقيمت عام 59 ميلادية،

 وهى مقر لطائفة السريان الأرثوذكس، وأحد المعالم الشهيرة التى تحج إليها جميع الطوائف المسيحية، وقد أتيح لى النزول تحت الأرض حيث البناء الأثرى القديم للكنيسة التراثية، وهو أشبه بمغارة عميقة تحت الأرض، احتمى بها المسيحيون الأوائل هربا من الاضطهاد اليهودى والرومانى، وقد استخدمتها الجماعات المسلحة كمخبأ ومركز عمليات خلال المعارك بحمص القديمة، اليوم عادت الشعائر إلى الكنيسة حيث تقرع الأجراس، والمحبة مازالت «حاكمة» بين مسلمى سوريا ومسيحييها برغم التنوع المذهبى الشديد.

الدليل على ذلك أنه قبل أن نغادر طرطوس إلى حمص، تلقينا دعوة لزيارة مسجد جديد، يعد تحفة معمارية، حمل اسم «مسجد السيدة العذراء مريم عليها السلام»، تبرع ببنائه رجل سورى فى رسالة سلام للسوريين على اختلافهم، وأكد لنا الإمام الشاب عبدالله محمد السيد أن هذا هو أول مسجد يحمل هذا الاسم فى العالم العربى والإسلامى، ولفت إلى أن بعض المتشددين اعترض بشدة على تسمية المسجد بهذا الاسم، فكان الرد عليه: «إذا كانت إحدى سور القرآن تحمل اسم (مريم) فكيف لا نسمى المسجد بها؟!»، وكانت تلك حجة حاسمة، عبدالله اصطحبنى إلى نافذة بالمسجد، شاهدت من خلالها مقابر لمسلمين ومسيحيين ولمقاتلى الجيش السورى فى المعارك الحالية، وكلها متجاورة فى بقعة واحدة، حتى الموتى يرفضون الفتنة والفرقة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق