«الأهرام» حاور السفير بدر عبدالعاطى قبل ساعات من توجهه لمباشرة عمل كسفير لمصر فى برلين واستعرض معه أبرز التكليفات والمهام المكلف بها فى منصبه الجديد التى أعلنها سامح شكرى وزير الخارجية خلال لقائه السفراء الجدد المنقولين للعمل بالخارج وتوقيعهم لاول مرة على وثيقة العهد بالاضافة للأطروحات المختلفة للتعاون مع الجانب الألمانى فى الملفات السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية .
{ فى البداية تتولى منصبك كسفير لمصر فى برلين فى توقيت مهم كيف ترى هذه المهمة ؟
{{ ان نقطة البداية تتركز فى انها مسئولية كبيرة ملقاة على عاتقى وتشريف أن أتولى تمثيل دولة عظيمة فى حجم مصر وشعب عظيم مثل الشعب المصرى فى هذه المرحلة الدقيقة والمهمة التى تمر بها مصر والتى تقود قيادتها السياسية عملية تحديث سياسية واقتصادية واجتماعية وتكنولوجية وبالتالى فمصر منفتحة كل الانفتاح على العالم الخارجى وعلى رأسه ألمانيا للاستفادة من علاقات التعاون مع الدول الصديقة لإحداث طفرة فى عملية التحديث الجارية فى مصر.
كما ان تمثيل مصر لدى دولة كبيرة فى حجم ألمانيا يعد مسئولية خاصة، فألمانيا الدولة الرئيسية والمحورية داخل الاتحاد الأوروبى واكبر قوة اقتصادية وسياسية بلا منازع داخله مشيرا إلى أن ألمانيا لديها الكثير من إلامكانات التكنولوجية والاقتصادية والعلمية والوزن والثقل السياسى على المستوى الإقليمى الأوروبى والمستوى الدولى ومصر يمكن أن تستفيد منها خاصة فى مجالات الاستثمار والسياحة والعلوم والتكنولوجيا والتدريب والتعاون الفنى. وهناك مصلحة أكيدة لدى ألمانيا فى الاستفادة من علاقة وثيقة مع مصر باعتبارها أكبر دولة فى المنطقة العربية والشرق الأوسط ومحورية وبالتالى فهناك إدراك متزايد أن استقرار ألمانيا وأوروبا والعالم مرتبط ومرهون باستقرار مصر حيث اعتبر أن ذلك من أهم نتائج زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لألمانيا.
{ ما هى أهم وأبرز الأولويات والتكليفات التى ستبدأ فى تنفيذها مع مباشرة مهام عملك ؟
{{ إن الأولويات التى سأحرص على القيام بها وفى ضوء التكليفات الصادرة هى العمل على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلال الزيارة الرئاسية من خلال العمل على نقل العلاقات المصرية الألمانية الى آفاق أرحب لتكون علاقة بين شريكين حقيقيين وليس علاقة مانح بمتلقٍ وعلاقة تقوم على الاحترام المتبادل والندية فى التعامل وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول وأهم من ذلك العلاقة القائمة على المصالح المشتركة فهناك الكثير لألمانيا أن تستفيد منه من علاقتها بمصر وهناك الكثير الذى يمكن أن تستفيد منه مصر.
ولا شك أن أى دولة فى العالم لا تستطيع أن تكون لها سياسة خارجية قوية وسوية تجاه الشرق الأوسط دون علاقة قوية مع أكبر دولة فى الشرق الأوسط وهى مصر وهذه الأهمية تتضاعف العديد من المرات فى ظل حالة السيولة التى تمر بها المنطقة حاليا من انتشار للجماعات الإرهابية ووجود تهديد لكيان الدولة القومية فى ظل مخططات التهديد والتقسيم التى تواجه العديد من الدول فى المنطقة ومنها ليبيا والعراق وسوريا واليمن
موضحا أن مصر كانت وستظل خاصة بعد زيارة الرئيس لألمانيا خط الدفاع الأول فى محاربة الإرهاب وقاعدة الاستقرار فى المنطقة وتتحرك بكل قوة لاعادة الاستقرار إلى ليبيا بالتنسيق الكامل مع الحكومة الشرعية مشيرا الى ان هناك ظاهرة بغيضة هى ظاهرة المقاتلين الأجانب التى انتشرت فى أوروبا والذين وصل عددهم الى نحو 40 الفا من الشباب الاوروبى الذين انخرطوا فى صفوف تنظيم داعش الإرهابى فى العراق وسوريا ويمثلون خطرا فادحا على مجتمعاتهم الأوروبية وبالتالى فمصر لها دور رئيسى من خلال مؤسساتها الدينية مثل الازهر الشريف ودار الافتاء ووزارة الأوقاف والكنيسة القبطية فى مكافحة الفكر المتطرف ووقف التمويل عن الجماعات المتطرفة .
{ ما هى أهم الموضوعات والملفات التى طرحت مع المسئولين والحكومة بأعضائها قبل سفركم ؟
{{ التقيت المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء وفضيلة الإمام الأكبر وقداسة البابا والمفتى ووزراء الحكومة وهناك رغبة وجدية فى دفع العلاقات والاهتمام بمحاربة الفكر المتطرف وهذا سيكون مجالا أساسيا للتعاون مع الجانب الألمانى وستكون هناك زيارات متبادلة وقضية الاستثمار على رأس الأولويات حيث تواصلت مع الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس ودار الهندسة التى تتولى رسم المخطط الرئيسى لمشروع تنمية محور قناة السويس ولدى مواد باللغة الانجليزية سنحرص كل الحرص على طرق كل الأبواب لكل الشركات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة فى المانيا للترويج للاستثمار فى مصر وهناك شركات ألمانية تعمل فى مصر فى قطاع البنية التحتية فى مصر منها سيمنز وهناك شركات ستتولى حفر الأنفاق أسفل قناة السويس فى إطار خدمة مشروع محور التنمية والتقيت وزير الاستثمار وتحدثت عن مناخ الاستثمار وقانون الاستثمار الموحد الجديد كما التقيت كل رؤساء الشركات الألمانية العاملة فى مصر بتنسيق مع الغرفة التجارية العربية الألمانية مؤكدا ان فرص الاستثمار تتضاعف مع شق قناة السويس الجديدة.
{ وماذا عن التحرك نحو تطوير التبادل التجارى بين مصر وألمانيا؟
{{ ان ميزان التبادل التجارى لا يرقى لمستوى العلاقات بين البلدين ويصل الى 5 مليارات يورو وكذلك حجم الاستثمارات الألمانية لا ترقى لحجم ألمانيا حيث لا تزال ألمانيا فى المرتبة العشرين بين الدول التى لديها استثمارات فى مصر وهذا أمر غير مقبول وغير ايجابى على الإطلاق ولذلك فإحدى الأولويات ضرورة ان يكون حجم الاستثمارات الألمانية فى مصر بما يتناسب مع قدرات الدولة الألمانية وقد طلبت بالفعل مقابلات مع رؤساء الشركات الألمانية ولدينا عروض لجانب الإطار التشريعى للاستثمار فى مصر .
{ وما هى أبرز التحركات نحو تنشيط السياحة الألمانية لمصر؟
{{ التقيت وزير السياحة وهناك آمال عريضة ملقاة على عاتق التعاون مع ألمانيا لتعود ألمانيا كما كانت إحدى الأسواق الرئيسية الوافدة إلى مصر فى قطاع السياحة خاصة ان مصر لديها إمكانات ضخمة منها سياحة الشواطئ والسياحة الثقافية والبيئية وسنركز على الترويج للأقصر وأسوان والغردقة وشرم الشيخ كما ان بورصة برلين للسياحة وهى من أكبر البورصات العالمية سيكون هناك حرص على المشاركة الفعالة وتدشين لخطة دعائية ممنهجة للتنشيط السياحى لمصر.
{ وما هى أهم الأطروحات لتطوير التعاون العلمى والتكنولوجى؟
{{ يعتبر القطاعان العلمى والتكنولوجى من أهم القطاعات ونعمل على التركيز عليهما بتكليف من رئيس الوزراء ووزير الخارجية للاستفادة من الإمكانات الألمانية وتم التنسيق مع وزير البحث العلمى وهناك مجالات لتكثيف التعاون مع ألمانيا والاستفادة من التدريب وخاصة فى مجالات معالجة وإعادة تدوير المخلفات والصرف الصحى فى توليد الطاقة وتوفير الرعاية للمبعوثين المصريين فى المانيا .
{ وماذا عن التعاون الثقافى بين البلدين؟
{{ ان التعاون الثقافى وتقديم مصر الجديدة والمعاصرة من أهم الأولويات فالشعب الألمانى شغوف مثل باقى الشعوب الغربية باالحضارة الفرعونية وهم يدرسونها فى المناهج وسنعمل على تقديم الفن المصرى المعاصر من خلال دار الأوبرا والبالية وكل أنواع الفنون من خلال تنظيم فعاليات كما ستكون البداية بتنظيم أسبوع لأفلام الفنان العالمى عمر الشريف وبالتالى سنعمل على تقديم الفنون المصرية وهناك اتصالات مع كل الدوائر الثقافية. كما أن استرداد الآثار المهربة من أهم الأولويات وهناك شق آخر يتعلق بتشجيع عمل البعثات الأثرية الألمانية فى مصر والاستفادة من الخبرات الألمانية فى التدريب والترميم وخاصة نحن مقبلون على افتتاح المتحف المصرى الجديد.