أقول أنه فى الواقع توجد فى مصر 32 غابة موزعة على محافظات الوجهين البحرى والقبلى أكبرها وأقدمها غابة الأقصر (1700 فدان) وأصغرها غابة أسيوط (40 فدانا)، بالإضافة إلى غابات بمحافظات الوادى الجديد وشمال وجنوب سيناء والبحر الأحمر وجميعها تروى بالتنقيط أو بنظام الرى المتطور ومزروع بها أشجار خشبية متنوعة مثل الكايا (الماهوجنى الإفريقي)، الكافور، الكازوارينا، التوت، السرو، الصنوبر، الأكاسيا، والسيزال، وذلك بإشراف الإدارة المركزية للتشجير والبيئة فى وزارة الزراعة. ولا شك أن هناك فوائد جمة لزراعة الغابات الخشبية فهى ضرورة وليست ترفا وتسهم فى حل المشكلة البيئية لتراكم مياه الصرف الصحى وزيادة انتاج الأشجار الخشبية مما يساعد على سد احتياجات مصر المحلية من الأخشاب ومكافحة الجفاف والتصحر فى الظهير الصحراوي، كما أن هذه الأشجار تعمل كمصدات للرياح وأحزمة خضراء واقية للمناطق المحيطة بتلك الغابات، ويرتادها المواطنون فى الأعياد والمناسبات القومية بغرض التنزه، كما أن هناك العديد من الأنشطة المرتبطة بإقامة هذه الغابات على المدى القصير مثل زراعة أشجار التوت بغرض تربية دودة الحرير (القز)، وأيضا زراعة السيزال من أجل صناعة الحبال، ويمكن أيضا زراعة نباتات الزينة (زهور القطف)، بالإضافة للبعد الاجتماعى وهو تشغيل الأيدى العاملة. وإن الحاجة ملحة لتنفيذ مشروعات جديدة بهدف مد الرقعة الخضراء فى الصحراء عن طريق إنشاء غابات خشبية جديدة مع التركيز على إنشاء قاعدة بيانات لزراعة الغابات واقترح تشكيل ما يمكن أن نطلق عليه «المجلس الأعلى للغابات والتشجير» يتبع رئاسة مجلس الوزراء وتكون أمانته الفنية بوزارة الزراعة من أجل توعية المواطنين بالدور المهم الذى يلعبه التشجير واستخدام أحدث الأساليب العلمية لذلك الغرض، بالإضافة إلى التبادل العلمى وتوقيع الاتفاقيات مع دول العالم التى لها خبرات فى هذا المجال.
م. نبيل سامى برسوم فرح
مدير عام بوزارة الزراعة «سابقا»