وبناء عليه ظل أصحاب الفيلم يروجون لهذا التغيير، مع أن من شاهده لم يجد إلا العكس تماما
حيث يدور حول عمر العطار «محمد رمضان» الذى يعمل ضابطا فى قسم الوراق ويتمتع بحسن الخلق وحب الجميع بمن فيهم رئيسه «ياسر جلال» وفى إحدى جولاتهم للقبض على المجرم محمود العراقى «محمد ممدوح» تحدث معركة كبيرة بين الطرفين ينتج عنها هروب العراقى بعد مقتل شقيقه على يد عمر .
وعندما يعود العطار إلى منزله يكتشف أن عصابة العراقى قد سبقته ،وبعد معركة جديدة أخرى بينهما تسفر عن قتلهم زوجته أمام عينيه .
وكأى رجل يطبق القانون ينتظر فى البداية أن يأخذ الثأرمن خلاله ، ولكن يرى من وجهة نظره أن يد العدالة بطيئة فى تحقيق هدفه , يقرر أن يطبقها هو بنفسه .
وهنا يخلع بدلة الضابط ويتحول إلى بلطجى يأخذ حقه بيده , وليته حتى اكتفى باليد فحسب , بل إنه أصبح يقتل كل من يظن أنه هو قاتل زوجته , حتى قضى على جميع أبطال الفيلم تقريبا , ثم سلم نفسه فى نهاية الفيلم .
نجح المخرج حسين المنياوى أن يقدم فيلمه الأول فى إطار كبير من التشويق والإثارة والأكشن وبقدر كبير من الحرفية ، وأسهم فى ذلك بالتأكيد القصة والسيناريو الجيد والمتماسك للمؤلف محمد سليمان .
كما أدى أبطال الفيلم ياسر جلال ونسرين أمين ومحمد ممدوح ومحمد أبو الوفا ومحمد شاهين وسليمان عيد ودنيا سمير غانم كضيفة شرف , أدوارهم بتميز شديد رغم صغر حجمها
أما محمد رمضان فإننا نسأله أين التغيير الذى بشرنا به ؟ إذا كان كل ما فعله هو مجرد تحويلة بسيطة من دور البلطجى سابقا إلى الضابط البلطجى حاليا
لكنه وفيما عدا ذلك وبجانب نجاحه فى الأكشن الذى أصبح هو نجمه الوحيد مؤخرا بلا منازع , فقد نجح أيضا أن يقدم جرعة تمثيل عالية , وربما يكون هذا تغييرا فى حد ذاته !
وللحقيقة فقد لمسنا تغييرا آخر فى الفيلم أنه ابتعد إلى حد ما عن مشاهد العرى والرقص وأغانى المهرجانات وكل تلك الخلطة الشهيرة , ويعد هذا أيضا واحدا من أهم أسباب نجاح الفيلم .
وإن كنا نطمع فى المزيد من التخلص من كل تلك الأوبئة التى أصابت السينما فى سنواتها الأخيرة .
ولن نذهب لبعيد ففيلم مثل شد أجزاء الذى حقق المعادلة الصعبة بأن يكون جيدا وناجحا وفى الوقت نفسه حقق إيرادات خيالية, فلماذا لا تفعل باقى الأفلام مثله فيما عدا البلطجة؟ وليكن شعار المرحلة هو سينما جديدة خالية من البلطجة!