وأيضا التطور فى السياسة الخارجية المصرية لتنويع العلاقات والخيارات الاستراتيجية لمصر، خصوصا أنها تأتى بعد زيارة الرئيس لكل من روسيا وسنغافورة، كما ستليها زيارته لإندونيسيا. وتأتى زيارة الرئيس السيسى للصين قبل زيارة الرئيس الصينى للقاهرة، والمرجح أن تتم فى النصف الثانى من ديسمبر المقبل.
وأوضح السفير مجدى عامر، فى تصريحات صحفية ببكين أمس، أن مشاركة سرية حرس شرف من القوات المسلحة المصرية فى العرض العسكرى الصينى احتفالا بالذكرى الـ70 للحرب العالمية الثانية تؤكد عمق علاقات الصداقة بين البلدين، وهى أول مشاركة من هذا النوع للقوات المصرية خارج إطار الدول العربية. وتتكون السرية المصرية من 81 ضابطا وضابط صف ومجندا، ضمن قوات أجنبية من 11 دولة لها فرق Ýì العرض، بالإضافة إلى 6 دول أخرى ستكون ممثلة بحملة أعلام فقط، وهى المرة الأولى أيضا التى تدعو فيه الصين هذا العدد من الدول، ومصر هى الدولة العربية والإفريقية الوحيدة المشاركة فى هذا الحدث، حيث اختارت الصين هذه الدول لتكون ممثلة لقاراتها، ليكون هناك تمثيل للعالم كله فى الاستعراض العسكري.
وحول الاتفاقيات المقرر توقيعها خلال الزيارة ـ قال السفير مجدى عامر، إنه نظرا لأن الزيارة ليست ثنائية فقط ـ فقد تم الاتفاق مع الجانب الصينى على توقيع عدد محدود من الاتفاقيات الجاهزة للتوقيع، عقب لقاء الرئيسين المصرى والصيني، وأن يتواصل التفاوض على اتفاقيات أخرى سيجرى توقيعها خلال الفترة المقبلة، وفى أثناء زيارة الرئيس الصينى شى جين بينج المقبلة لمصر. وأوضح عامر أن من بين الاتفاقيات التى سيتم توقيعها الاتفاقية الإطارية حول المشروعات الصينية التى ستقام فى مصر، وهى اتفاقية لتحديد الشكل العام لهذه المشروعات، والتى أكدت الصين أنها على استعداد لتنفيذها وتمويلها. وسيتم تشكيل لجنة وزارية مشتركة من أجل هذا الموضوع ستحدد بصورة عامة النظام الذى سيتم اتباعه فى المستقبل بين الجانبين، لإقامة وتمويل مشروعات صينية فى مجال التنمية بمصر. أما الاتفاقية الثانية، التى سيتم توقيعها خلال الزيارة، فهى اتفاقية قرض بـ100 مليون دولار من بنك التنمية الصينى للبنك الأهلى المصري، لتمويل المشروعات المتوسطة والصغيرة، وهو القرض الثانى من نوعه خلال عامين.
وأضاف السفير المصرى فى بكين أن هناك اتفاقيات أخرى سيتم توقيعها على المستوى الوزاري، واتفاقيات من المحتمل أن يتم التوقيع عليها، حيث إن التفاوض حولها لم ينته بشكل نهائي، ومنها اتفاقية مشروع القطار المكهرب شرق القاهرة (السلام- بلبيس)، وهى فى المراحل النهائية، لكن هناك تفاصيل مالية كثيرة يجرى الاتفاق عليها، حيث إن المشروع سيتم بتمويل كبير يصل إلى 1.5 مليار دولار، والاتفاقية الثانية المحتمل التوقيع عليها اتفاقية مشروع لتجديد وتحديث جزء من شبكة الكهرباء المصرية.
وأشار السفير مجدى عامر إلى أن هناك مشروعات أخرى جديدة يجرى التفاوض عليها مع الجانب الصيني، خصوصا فى مجالى الطاقة والنقل.
وفى رده على سؤال حول ما إذا كان الرئيس السيسى سيبحث مع الجانب الصينى سبل تطوير التعاون العسكري، قال السفير إن كل الأمور مفتوحة.
وأكد السفير مجدى عامر اهتمام الصينيين بالاستثمار فى منطقة قناة السويس، وأنهم ينتظرون إعلان المخطط النهائى لتنمية هذه المنطقة، خصوصا أن قناة السويس جزء أساسى من مبادرة الرئيس الصينى لإحياء طريق الحرير، وقد وضعتها الصين ضمن خطة المبادرة، لأن الصين أكبر مستخدم لقناة السويس، كما أن الجانب الصينى مهتم كذلك بالمشاركة فى المشروعات التى ستقام فى العاصمة الإدارية الجديدة. ونفى السفير المصرى فى بكين وجود أية خلافات فى وجهات النظر بين مصر والصين حول الأزمة السورية.