رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

شهداء الإهمال

مهما بلغ صغر البقعة السوداء على الثوب الناصع البياض، نراها، وقد انطبعت عليه لتلطخه وتشوهه وتلحق به الأذي، وبالمثل فإن أى تصرف سيئ أو أحمق يصدر من بعض المنتمين لجهة ما وإن كانوا قلة، فإنه يلحق الأذى بالجهة وبالعاملين فيها خاصة إذا كانت من الجهات ذات الطابع الخاص الذى يتطلب من العاملين فيها سلوكاً وأداء والتزاما فائقا متميزا، وشعورا ذاتيا بالواجب والإحساس بالمسئولية.

ولعل من بين أولى هذه الجهات، هى الجهة التى ترتبط بصحة المواطن وحياته، التى بين جدرانها يتوقف مصيره بين الشفاء والفناء، وهو بين أيدى من اتخذوا تلك المهنة بالغة الإنسانية فائقة السمو، وأقسموا على التمسك بشرف الواجب والإخلاص فى أدائه، وأمر الحياة والموت بيد الله لكنه سبحانه القائل : «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون».

لذا كانت مشاعر المرء بالغة العجب والأسى والأسف، وهو يقرأ بالأهرام ما جاء حول المخالفات الجسيمة التى كشف عنها تقرير قطاع الشئون الوقائية بوزارة الصحة حيال وفاة 10 مرضى بمستشفى الصحة النفسية بالخانكة، وأشير فيه إلى خطأ وإهمال جسيم فى العلاج، وتبين به قدر كبير من التقصير واللامبالاة من مدير المستشفى ونائبه والأطباء، وعدم وجودهم وقت زيارة اللجنة الموفدة من قطاع الشئون الوقائية بأمر من الوزير!رحم الله «شهداء الإهمال» بمستشفى الأمراض النفسية بالخانكة، وربما كان الموت الذى لاقوه راحة لهم مما كانوا يعانونه فى أثناء حياتهم وعذابهم بالمستشفي، وملائكة الرحمة فى غيبة عنهم، بينما هم بحكم طبيعة أمراضهم النفسية فى عالمهم المغلق، يعانون ويتألمون والله وحده العالم بهم!

أخيرا. وجد المرء نفسه يستسمح سيدنا على بن أبى طالب كرم الله وجهه!! وقد استبدل كلمة له فى مقولة خالدة لتكون «لو كان الإهمال رجلا لقتلته».

جلال إبراهيم عبدالهادى ـ مصر الجديدة

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق