رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

دورات تدريبية لـ87 دارسا من أمريكا اللاتينية
رابطة خريجى الأزهر تحتضن المسلمين الجدد

تحقيق - عصام هاشم:
استمرارا لدورها فى خدمة الإسلام والمسلمين على مستوى العالم نظمت الرابطة العالمية لخريجى الأزهر برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر دورات تثقيفية للمسلمين الجدد من مختلف دول العالم، وركزت الرابطة خلال دورتين على دول أمريكا اللاتينية، وأعلنت استعدادها للتوسع فى هذه الدورات.

ويقول الدكتور عبد الدايم نصير أمين عام الرابطة أن الدورات يحاضر فيها نخبة من أبرز علماء الأزهر، وتركز على موضوعات مهمة للدارسين تراعى واقعهم وفروق الثقافات بينهم، والفقه الخاص بهم بما يتواءم مع المجتمع الذى يعيشون فيه وهو ما يسمى بـ «فقه الأقليات»، وناقشت المحاضرات موضوعات عدة، منها: مفهوم الجهاد والتعايش مع غير المسلمين، وعلوم التفسير، والمواريث، والتاريخ الإسلامي، والرد على الشبهات المثارة حول الإسلام.

وقال أسامة ياسين نائب رئيس مجلس إدارة الرابطة إن مدة الدراسة بالدورة الواحدة شهر، وقد شارك فى الدورتين 87 دارسا من عشر دول هي: المكسيك، أمريكا، البرازيل، الإكوادور، كولومبيا، شيلي، الأرجنتين، إسبانيا، بيرو، كوبا. ونحن بصدد تنظيم دورات أخرى من أجل تزويد هؤلاء المسلمين بما يحتاجونه من أمور تتعلق بالإسلام والرد على الشبهات المثارة ضده لترسيخ اقدامهم فى هذا الدين واعتناقه عن قناعة وفهم.

وأوضح أن الرابطة فضلا عن دورها فى التثقيف العلمى للدارسين، فإنها تنظم برنامجا ثقافيا لهم يزورون خلاله المناطق التاريخية والأثرية فى مصر، كما تحرص الرابطة على أن تكون كحلقة وصل فى التنسيق والتواصل بين هؤلاء المسلمين بمختلف جنسياتهم مما يعزز من وجودهم فى مجتمعاتهم وإن كانوا قلة من حيث العدد.

من جهتهم، أشاد المشاركون فى الدورة بالدور الذى يقوم به الأزهر بشكل عام فى الاهتمام بالمسلمين الجدد كما أشادوا بالأساتذة المحاضرين والبرامج التى وضعها منظمو الدورة. كما أثنى المشاركون على حرص الرابطة على الجمع بينهم رغم اختلاف ثقافاتهم وتباعد بلدانهم. وقالوا إن هذا الأمر لم يكن ليتحقق لو لم تفعله رابطة خريجى الأزهر.

بحث عن الذات

محمد عبد الله ـ فيليب مارتن سابقا (33سنة) أحد المشاركين فى الدورة، برازيلى الأصل يعيش فى الولايات المتحدة الأمريكية، ويعمل مهندسا بشركة مايكروسوفت، كما يعمل متطوعا بمؤسسة إسلام بالإسبانية. ويروى مارتن قصة إسلامه قائلا: منذ سن التاسعة من عمرى كان سؤال واحد يراودنى دائما: من هو الخالق؟ ظللت أبحث عن إجابة لهذا السؤال الكبير بلا جدوي.. وفى سن العشرين انضممت للخدمة العسكرية بأمريكا، وفى تلك الأثناء وقعت أحداث 11سبتمبر، وأشاروا إلى أن الإرهاب هو السبب، وكنت من ضمن المتدربين الذين سيسافرون إلى أفغانستان لمحاربة الإرهاب.. وأثناء التدريبات تمت إصابتي، وقالوا لى لن تصلح للسفر بسبب إصابتك، وبالفعل تم منعى من السفر وأعطونى منحة لدراسة الأنثربولوجيا واللغويات الخاصة بالنبى محمد صلى الله عليه وسلم، وهى منحة يحظى بها أى عضو بالتدريبات العسكرية. وهذا ساعدنى على التعرف على النبى وصفاته وشخصيته كمرب وقائد ووالد وإنسان، وهذا جذبنى كثيرا للدين الذى جاء به هذا الرجل العظيم، وهذا أيضا سر اختيارى اسم «محمد» بعد اعتناقى الإسلام. بعدها حصلت على دورة تدريبية لدراسة ثقافة الشرق الأوسط فدرست العصر الإسلامى الذهبى والخلافة العثمانية وغزوة بدر، فاقتربت أكثر من الدين الإسلامى وبدأت أدرس أكثر عنه وعن تاريخ المسلمين، وقرأت بعض الكتب منها كتاب «العظماء مائة أولهم محمد» صلى الله عليه وسلم، لمايكل هارت. وفى عام 2002 أشهرت إسلامي، وأخذ بيدى شيخ أزهرى مصرى يقيم هناك اسمه محمد العجمي، واحتضنتنى أسرة سورية مسلمة كانت تجسد بساطة الإسلام.

وأردف قائلا: الإسلام جعل لحياتى هدفا ومعني، فلو لم أعتنق الإسلام لظللت فى دوامة ومتاهة كبيرة أبحث فيها عن المعرفة التى ما كنت سأصل إليها لو لم يهدنى الله للإسلام. فالإسلام بالنسبة لى منهاج حياة. وأكد محمد عبد الله مارتن أن توالى هجمات العنف والإرهاب ومحاولة إلصاقها بالمسلمين لم يزحزحه عن إسلامه، بل كان يؤكد لمحاوريه دائما براءة الإسلام من تلك الاتهامات وأن الإرهاب لا دين له ولا جنس ولا وطن، مستدلا بأن الأعمال الإرهابية التى ارتكبت بولاية أوكلاهوما الأمريكية لم تكن على يد مسلم.

زيارة سياحية لمصر

سيزر دومينجز (54 سنة) أمريكى الأصل يعيش فى المكسيك، يعمل بالترجمة من اللغة الإنجليزية إلى الإسبانية. أشهر إسلامه فى 2005. ويروى قصته قائلا: فى صيف2004 كنت أقضى بعض الأيام فى مصر لزيارة الأماكن السياحية، وأثناء زيارتى عددا من المساجد التاريخية والأثرية بدأت أفكر فى الإسلام، فعندما كنت أزور مسجدا وأدخله كان ينتابنى شعور قوى وعجيب يجذبنى تجاه هذا الدين. وحينما كنت أنصت جيدا للقرآن وشعائر المسلمين كان ذلك يجذبنى تجاه هذا الدين. وأثناء عودتى للمكسيك أخذت معى مجموعة من الكتب المترجمة للقرآن وكنت أشعر براحة كبيرة أثناء القراءة، ورغم أننى كنت لا أفهم العربية إلا أننى كنت أرتاح كثيرا لسماع القرآن سماعا مباشرا، كان شيء ما يقول لى إن القرآن كلام الله يجب أن أسمعه كثيرا فروحانية عجيبة تنتابنى عند سماع القرآن.

وكنت أشعر بأننى أريد أن أصبح مسلما، لكننى لم أكن أعتقد ان ذلك سيتحقق، إلى أن جاءت اللحظة التى قررت فيها وقلت لنفسى الآن سأكون مسلما. فالإسلام بالنسبة لى كان نوعا من أنواع التطور فى حياتى وكثرة تنقلى من بلد إلى بلد جعلتنى أقتنع أكثر بالإسلام.

واضاف سيزر قائلا: الشيء الأكثر إعجابا بالنسبة لى فى الإسلام هو الصلاة، ففيها ينتابك شعور روحانى جميل، لا أستطيع وصفه، ولا أنسى دور الأزهر والربطة العالمية لخريجى الأزهر التى تحتضن مسلمى أمريكا اللاتينية وتعلمهم الإسلام بجذوره الحقيقية، فالأزهر بالنسبة لنا هو النبع الرئيسى للعلم والثقافة والمعرفة الدينية الصحيحة عن الإسلام الذى اعتنقناه.

الإسلام ينتشر ذاتيا

من جانبه قال مصطفى محيى الباحث فى شئون الأقليات المسلمة بالخارج إن أحداث الحادى عشر من سبتمبر وما تلاها من أعمال عنف وإرهاب لم تؤثر على اعتناق الإسلام فى أوروبا وأمريكا وغيرها، وذلك لسببين، الأول أن الإسلام ينتشر ذاتيا، ثانيا: الفضول الذى يدفع البعض لمعرفة هذا الدين الذى تثار ضده الشبهات وتلصق به التهم، فالفضول يؤدى إلى المعرفة والمعرفة تؤدى إلى الاقتناع بالدين والرغبة فى اعتناقه، والملاحظ أنه كلما تزايدت محاولات التشويه والتشكيك فى الإسلام كان الإقبال على اعتناقه أكثر. ويكفى أن بعض الإحصاءات تشير إلى اعتناق 20 ألف شخص الإسلام سنويا فى أمريكا.

تحديات.. وحلول

وفى حين أشاد محيى بالدور الذى يقوم به الأزهر تجاه المسلمين الجدد، إلا أنه أكد أن المسلمين الجدد بحاجة ماسة إلى مزيد من الجهود لاحتضانهم وحل مشاكلهم التى تعترضهم بعد إسلامهم، ذلك أن بعض المسلمين يتعرضون لظروف قاسية بعد دخولهم الإسلام، خاصة النساء، فقد يتعرضن لمضايقات ورفض من قبل الأسرة والعمل والمجتمع لمجرد إشهارهن الإسلام والتزامهن الحجاب. وطالب مؤسسات العالم الإسلامى المختلفة برصد جزء من حصيلة أعمال البر والخير والزكوات إلى هذا الجانب وإنشاء لوبى خاص للمسلمين الجدد، وتوجيه وقفيات خاصة للأقليات المسلمة، والإسراع ببناء مراكز إسلامية فى الدول غير الإسلامية ودعمها بالأزهريين المؤهلين لهذه المهمة، وتوفير كتب إسلامية وفرص عمل وملاجئ للمسلمين حديثى الإسلام، بالإضافة إلى إنشاء مواقع إلكترونية رسمية بلغات مختلفة للتعريف بالإسلام وفقه الأقليات ورد الشبهات التى تثار ضد الإسلام، وتيسير التواصل مع المؤسسات الإسلامية على مستوى العالم..

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق