ما يحدث فى شارع فيصل.. تطوير أم تدمير ؟
أعمال المرحلة الثانية للتوسعة «كارثة».. والمحافظ لا يستمع لشكاوى السكان

وقد وضع الدكتور علي عبد الرحمن محافظ الجيزة السابق خطة في نوفمبر الماضي لتطوير وتوسعة شارع فيصل بتكلفة تقديرية 30 مليون جنيه بحيث يتم الانتهاء من كل الأعمال في نهاية مارس من العام الحالي بهدف الحد من التكدس المروري عند إغلاق أجزاء من شارع الهرم لتنفيذ محطات الخط الرابع لمترو الأنفاق.

وبالفعل بدأ العمل في المرحلة الاولي في آواخر ديسمبر لينتهي آواخر يناير ـ اقل من شهرين ـ وذلك في المسافة من المريوطية حتي المطبعة وحققت نجاحا ملحوظا ونقلة نوعية للشارع الا أن المحافظ الحالي د..خالد زكريا عقب توليه المسئولية أوقف تنفيذ التطوير حيث قال إن توسعة الشوارع لن تحل مشكلة التكدس المروري وإن الحل في النقل الجماعي، بشكل واسعار معينة ثم غير موقفه ليبدأ في المرحلة الثانية من التطوير من المطبعة حتي مطلع كوبري فيصل في مايو الماضي.

وصاحبت أعمال تلك المرحلة التي لم تستكمل الف متر فقط حتي الآن ـ في 3 أشهر ـ موجة انتقاد واسعة حيث وصف المواطنون من سكان فيصل ما يجري من أعمال حاليا  بأنه  يختلف اختلافا كليا عن أعمال المرحلة الأولي والتي نفذت في عهد المحافظ السابق من المريوطية حتي المطبعة،  وتحققت من خلالها نقلة نوعية وحضارية كبيرة للشارع الذي أصبح أكثر تنظيما واتساعا بتضييق الجزيرة الوسطي للشارع وجعل الرصيف علي جانبي الطريق لا يتجاوز المترين، مما أسهم في الحد من إشغالات المحال التجارية والمقاهي التي تحتل الأرصفة، وتنفيذ أعمال تطوير المرحلة الأولي في مدة قصيرة من أواخر ديسمبر حتي أوائل يناير الماضي.

 وقال محمد الدسوقي، من سكان فيصل، إن الجزء الذي تم الانتهاء منه في المرحلة  الجاري العمل فيها من المطبعة وحتي حسن محمد وهي 600 متر فقط يوضح أن ما يجري ليس توسعة وإنما هو تضييق لنهر الطريق لأنه أنشأ رصيفين واحد للمشاة وآخر لانتظار السيارات ليصبح إجمالي الرصيف في كل اتجاه علي جانبي الشارع 5 أمتار.

وتساءل الدسوقي، كيف سيستوعب الطريق كثافة المرور الحالية وعند البدء في أعمال حفر المرحلة الرابعة لخط مترو الأنفاق بشارع الهرم التي ستبدأ العام المقبل وسيتم تحويل معظم الكثافة المرورية الي شارع فيصل وهو في الأساس مكدس مروريا، مشيراً إلي أن أعمال التطوير والتوسعة الحالية ستضيق نهر الطريق بدلا من توسعته لانه تم انشاء ارصفة بصورة مبالغ فيها.

واتهم الدسوقي المسئولين في المحافظة بإهدار المال العام لأنه ستتم إزالة الأرصفة التي تنشئها المحافظة حاليا وضيقت الشارع بإنشاء رصيفين للمشاة وانتظار السيارات، في الوقت الذي أصبحت فيه توسعة الشارع ضرورة ملحة وليست رفاهية.

 وقال محمد حسين، من سكان فيصل، جاءت أعمال المرحلة الثانية «لتغتال» فرحتنا بما تم في المرحلة الأولي واتساع الشارع حيث تحولت التوسعة الحالية إلي تضييق للشارع وذلك من ناحيتين الأولي هي البطء الشديد حيث لم يتم انجاز سوي 600 متر فقط في أكثر من 3 شهور، بالإضافة إلي تكسير الأرصفة القديمة دون انجاز أي أعمال وهو ما جعل الشارع في حالة سيئة وأصبح المرور سواء للمشاة أو السيارات معاناة وعذابا يوميا وأصبح مقلبا للأتربة بالإضافة إلي القمامة المنتشرة بالشارع.

 وأشار يوسف محمود إلي أن مشكلتنا في مصر هى أن المسئول الجديد ينسف كل ما قام به المسئول السابق عليه ويبدأ العمل من جديد والمفترض أن يستكمل ما انتهي إليه السابق وفقا للخطة الموضوعة، موضحا أن ما يحدث مثال علي غياب التخطيط والرؤية المستقبلية، مضيفا أن محافظ الجيزة د. خالد زكريا لم يستجب لآراء وشكاوي المواطنين الذين يتكبدون التعب والمعاناة.

وقال حمدي سعيد، من سكان فيصل، إن المستفيد من التوسعة التي تبدأ من المطبعة وتمتد لمطلع كوبري بإنشاء رصيفين للسيارات والمشاة يخدم أصحاب المحال التجارية والمقاهي فقط، وأنه لن يستطيع صاحب سيارة الوقوف أمام أي محل بشارع فيصل، وسوف يتسبب في مشكلات واشتباكات بين اصحاب السيارات الذين يريدون الانتظار واصحاب المحال والمقاهي حيث أصبح الرصيف أمامهم متسعا ليمتلئ بالاشغالات - ولا عزاء للمواطن - الذي لن يستفيد من الأرصفة سواء في السير أو مكان لانتظار سيارته.

وتساءل أحمد حسن، أحد السكان، هل من المنطقي أن يتم تطوير شارع بطريقتين أو شكلين مختلفين فما جري بالمرحلة الأولي من المريوطية حتي المطبعة هو العكس تماما مما يجري حاليا وهو ما يعد من غرائب وعجائب تنفيذ المشروعات. 

من جانبه قال خالد زكريا محافظ الجيزة: إن البدء في استكمال المرحلة الثانية لتطوير وتوسعات شارع فيصل تمتد من إدارة الهرم التعليمية وحتي شارع أحمد كامل بطول  2.5كم، مشيرا إلي أنه تم الانتهاء من 600 متر من شارع ضياء وحتي الإدارة التعليمية، بإنشاء أرصفة للمشاة وأماكن لانتظار السيارات واستقطاع أجزاء من الجزيرة الوسطي وإضافتها لنهر الطريق.

وأضاف المحافظ أن مشروع تطوير شارع فيصل والشوارع الجانبية يأتي في إطار الاستعداد لأعمال حفر مترو الأنفاق بشارع الهرم وزيادة الضغط المروري علي شارع فيصل باعتباره البديل الطبيعي لشارع الهرم.