و قد كان لروسيا موقف مؤيد لثورة 30 يونيو وما تلاها من تطورات، وسط احترام وتقدير كاملين من القيادة الروسية للقيادة المصرية، ودعم لمصر على الساحة الإقليمية والدولية، ومقاومة أي محاولة لتهميش دورها. وعقب الثورة، حدث تكثيف للزيارات المتبادلة بين البلدين؛ حيث قام وزيرا الخارجية والدفاع الروسيان بزيارة لمصر يوم 14 نوفمبر 2013، كما قام وزيرا الخارجية والدفاع المصريان بزيارة روسيا يومى 12 و13 فبراير 2014، حيث تم عقد المباحثات السياسية بصيغة «2+2»، بما يجعل مصر هى الدولة العربية الوحيدة التى تبنت موسكو معها هذه الصيغة التى تتبناها روسيا مع خمس دول خارج المنطقة، مما يدلل على إقرار روسيا بالأهمية الإستراتيجية التى تحظي بها مصر فى سياستها الخارجية. وقد أجرى الرئيس «بوتين» اتصالاً بالرئيس عبد الفتاح السيسي لتهنئته عقب إعلان النتائج المبدئية للانتخابات الرئاسية، كما أوفد رئيس البرلمان الروسى (مجلس «الدوما») لحضور مراسم التنصيب حاملاً الدعوة لرئيس الجمهورية لزيارة روسيا.
ودعمت زيارة الرئيس السيسي إلى «سوتشي» - في 12 أغسطس 2014 - العلاقة الإستراتيجية بين البلدين. وتناولت القمة التى جمعت الرئيسين المصرى والروسى الأوضاع الإقليمية والدولية، والتأكيد على دعم روسيا لمصر فى حربها ضد الإرهاب، وعلى توافق الآراء المصرية الروسية فى القضايا الإقليمية، و تعزيز التعاون العسكرى بين الطرفين، وتطور العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين. وتم الاتفاق على زيادة روسيا حجم صادراتها من الحبوب إلى مصر بأكثر من 60 % وأن ترفع مصر حجم صادراتها الزراعية إلى روسيا بنسبة 30%، بينما تم الاتفاق على إقامة المنطقة الصناعية الروسية في مصر في محور تطوير قناة السويس، ودفع جهود إقامة منطقة تجارة حرة بين مصر والاتحاد الأوراسي، والتأكيد على أهمية السياحة الروسية إلى مصر وعمل البلدين على تشجيعها.
ويقود سامح شكرى وزير الخارجية التحركات الدبلوماسية وأجرى لقاءات متعددة مع سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسية على مدى الفترة الماضية فى العديد من المحافل الدولية والثنائية والإقليمية.
وكانت زيارة الرئيس بوتين- فى فبراير الماضي- هى اللقاء الثالث بين الزعيمين (مرتين فى روسيا ومره بمصر) خلال فتره وجيزة لا تتجاوز عاما ونصف العام، ودللت الوتيرة السريعة لهذه اللقاءات على المسار الصحيح الذى تتقدم فيه علاقات الصداقة القائمة بين الدولتين فى هذه المرحلة الحاسمة بالنسبة للمنطقة، حيث تم التأكيد علي أن الآمال معلقه علي العلاقة بين البلدين والاتفاق على العديد من مذكرات وبرامج العمل المشترك.