ففى الشطر المتعلق بالبيئة الإستراتيجية تمت الإشارة إلى العلاقة بين مايحدث فى الشرق الأوسط وأفريقيا من جانب والتعقيدات والتغيرات فى بيئة العولمة من جانب آخر، فوفق ما جاء بالوثيقة الأمريكية فإن التعقيد والتغير السريع يميز البيئة الاستراتيجية الحالية، مدفوعا بالعولمة وانتشار التكنولوجيا، والتحولات الديمجرافية «السكانية».
وعلى الرغم من هذه التغييرات وبروز دور الأطراف من غير الدول، لا تزال الدول هى الأطراف الفاعلة المهيمنة فى النظام الدولى. فالدول تتفوق فى قدرتها على تسخير الطاقة، وتركيز المساعى البشرية، وتوفير الأمن.
وفيما يتعلق بإيران أشارت الوثيقة الأمريكية إلى أنها تشكل تحديا إستراتيجىا للمجتمع الدولى. وانها تسعى وراء إمتلاك التكنولوجيات النووية وأنظمة النقل الصاروخية على الرغم من قرارات مجلس الأمن المتكررة التى تطالبها بوقف مثل هذه الجهود. ووصفت الإستراتيجية الجديدة إيران بأنها دولة راعية للإرهاب وأنها قوضت الإستقرار فى العديد من الدول، بما فيها إسرائيل، لبنان، العراق، سوريا، واليمن.
فتصرفات إيران أحدثت هزة فى إستقرار فى المنطقة وجلبت البؤس لعدد لا يحصى من الأشخاص، بينما حرمت الشعب الإيرانى من إحتمالات الحصول على مستقبل مزدهر.
ولكن وعلى الرغم من الهجوم على إيران فإن الوثيقة أشارت إليها من بين الدول التى لا تريد محاربة الولايات المتحدة بشكل مباشر.. «لا يعتقد أن أيا من هذه الدول تسعى للصراع العسكرى المباشر مع الولايات المتحدة أو «حلفائها». ومع ذلك، فإنها تشكل كل المخاوف الأمنية الخطيرة التى يسعى المجتمع الدولى للتصدى لها بشكل جماعى عن طريق سياسات مشتركة، والعمل المنسق.».
شبكة التحالفات والمشاركات
تؤكد الوثيقة أن الشبكة الأمريكية العالمية من الحلفاء والشركاء هي القوة الفريدة التى توفر الأساس للأمن والاستقرار الدوليين. وسوف تستمر المؤسسة العسكرية الأمريكية وحلفاؤها وشركاؤها فى حماية وتعزيز المصالح المشتركة. وستحافظ على تحالفاتها، وتوسع المشاركات، مع إجراء تدريبات وتمارين وأنشطة التعاون الأمنى. والعسكرى. فهذه الأنشطة تزيد من قدرات الجيش الأمريكى وقدرات الشركاء، وبالتالي تعزز القدرة الجماعية لردع العدوان وتلحق الهزيمة بالإرهاب.
وفى هذا السياق أكدت الوثيقة أن وجود القوات العسكرية الأمريكية فى «مواقع رئيسية فى جميع أنحاء العالم» يدعم النظام الدولى، ويوفر فرصا للتعاون مع البلدان الأخرى في حين قوات تحديد المواقع للرد على الأزمات.
الإرهاب
وبالتزامن مع تحديات الدولة، فإن المنظمات المتطرفة العنيفة - التى يقودها تنظيم القاعدة وداعش - تعمل على زعزعة الأمن عبر الأقاليم، خاصة فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. فهم حريصون على تطرف السكان، وإنتشار العنف، والاستفادة من الإرهاب لفرض رؤاهم للتنظيم المجتمعى. وهم أقوياء حينما تكون الحكومات هى الأضعف، ويستغلون الأشخاص المحاصرين فى الدول الهشة أو الفاشلة. وفى العديد من المواقع، فإن المنظمات المتطرفة العنيفة تتعايش مع المنظمات الإجرامية العابرة للحدود الوطنية، لإدارة الاتجار غير المشروع وانتشار الفساد، بالإضافة إلى زعزعة الأمن والاستقرار.
وأشارت الوثيقة إلى قيادة الولايات المتحدة لتحالف واسع من الدول لهزيمة شبكات المنظمات المتطرفة العنيفة فى مناطق متعددة من خلال تطبيق الضغط بطول الإمتداد الكامل لشبكاتها.
وبحجة وجود المنظمات المتطرفة العنيفة تقول الوثيقة الأمريكية إن القوات العسكرية الأمريكية سيتم نشرها على نطاق واسع والاستفادة من عمليات القيادة والسيطرة العالمية المتكاملة للقيام بعمليات عبر الإقليمية.