بينما يتم توفير الباقى من تبرعات أهل الخير والمجتمع المدنى. ويقول الدكتور محمد عبدالرحمن الشاذلى أستاذ الأنف والأذن والحنجرة بطب القاهرة ورئيس البرنامج إنه يولد فى مصر 20 ألف طفل سنويا يحتاجون إلى زرع القوقعة، وخلال عام 2014 أجرى فقط ما يقرب من 1200 حالة على مستوى الجمهورية، مما يعكس حجم المعاناة وقوائم الانتظار. ويرجع ارتفاع نسب الإصابة فى مصر إلى زواج الأقارب، ومشكلات ما قبل وبعد الولادة مثل الحمى الشوكية والتهابات الأذن وإصابات الرأس وغيرها.
ويضيف أن زرع القوقعة بمستشفى وادي النيل برنامج متكامل للزرع والمتابعة والتأهيل لأطول فترة ممكنة، وأنه تم إجراء 650 حالة بمتوسط 5 حالات أسبوعيا، بتكلفة 130 ألف جنيه للحالة الواحدة، وأنه ما زالت هناك 650 حالة أخرى بانتظار دورها، وأن هيئة التأمين الصحى تسهم فيها ب 90 ألف جنيه، فيما تقدم إدارة المستشفى الدعم الفنى والإدارى واللوجيستى لضمان استمرار البرنامج. ويوضح أن اختيار المرضى يتم بناء على اختبارات دقيقة منها الوظيفة السمعية والصفة التشريحية للأذن، وإجراء الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي للقوقعة، لتحديد شكلها وتواجد العصب السمعى، ثم اللجوء للجراحة التى شهدت تقدما كبيرا، ومنها تقليل حجم الجرح الخارجى لتقليل الالتهابات، وبعد الجراحة يتم متابعة المرضى وتأهيلهم من خلال أطباء السمعيات والتخاطب ومتابعتهم بصفة شهرية لضمان استمرار جلسات التخاطب.
ويرى الدكتور طارق الدسوقى أستاذ مساعد أمراض السمع والاتزان وعضو الفريق، أن اختيار المريض والتوقيت المناسبين هما الأهم، وأنه بعد جراحة الزرع، والتأكد من وجود الجهاز فى مكانه السليم، والتئام الجرح، وتجنب المضاعفات والعدوى، يتم تشغيل جهاز السمع بعد 3 إلى 4 أسابيع، حتى يتم الوصول تدريجيا لأقصى كفاءة لجهاز السمع بحسب استجابة المريض، مشيرا إلى أن الهدف هو الوصول إلى السمع المثالى خلال 3 إلى 6 أشهر من بداية البرنامج، وأن جهاز السمع يحتاج للفحص مرتين بالعام.
ومن جانبه، يقول الدكتور حسام عبد الغفار أستاذ أمراض السمع والاتزان بطب القاهرة إن أهم ركيزة هى قدرة المخ على تقبل الإشارات السمعية التى ينقلها الجهاز السمعى "القوقعة"، وبالتالي قدرته على معالجة الأصوات، وتحويلها إلى معان، وإن دور طبيب السمعيات ومهارته فى برمجة الأجهزة تأتي لتحسين مخرجات الجهاز السمعى ليكون الأقرب إلى مجال السمع الطبيعى، وإنه ظهرت حديثا أجهزة متقدمة تكنولوجيا تعطى 21 قناة تغطى كل المجال السمعى، مع سرعة معالجة 3500 نبضة فى الثانية، وقدرة على عزل الأصوات والضوضاء. وتقول د. أسماء عبد المجيد مدرس أمراض التخاطب بطب القاهرة إنه بعد زرع القوقعة وتركيب السماعة الخارجية، يتم تدريب المريض على فهم الأصوات والكلمات وتمييزها، ويستغرق ذلك عاما حتى يبدأ المريض فى تحدث كلمات ثم جمل وعبارات.
وتوضح أن الاستجابة للجلسات يتوقف على سن المريض وذكائه والمواظبة على جلسات التخاطب.