فرغم أن التخطيط الذى يأتى من جانب العمليات الإرهابية يقابله تخطيط من جانب قوات الأمن إلا أن تكرار تلك العمليات الإرهابية التى تشابه حدوث البعض منها نفس سيناريوهات عمليات إرهابية أخرى مما يجعلنا نتساءل تأمين تلك المنشآت الحيوية التى تستهدف من حين لآخر مسئولية من؟.
أكد اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، أننا الآن فى حالة حرب مع أجهزة مخابرات وليس كالسابق عندما كنا فى حالة حرب مع جماعات إرهابية فى التسعينيات عندما كان كل جهودهم الاستيلاء على محل ذهب لشراء سلاح أو الاستيلاء على بندقية مسروقة، فحاليا أصبحنا نواجه صواريخ بأنواعها المختلفة وسيارات تواجه وتقتحم مواقع وأكمنة عديدة فى سيناء بتعزيزات لوجستية ومادية من خلال أجهزة أمريكية وصهونية وتركية وقطرية قولا واحدا لتوظيفها في أعمال العنف والتخريب.
وأضاف، أن مصر كان مراد بها أنها تصبح مثل سوريا والعراق وليبيا واليمن لكن بفضل جيشها وشرطتها وسيطرتهما الأمنية، واصفا ما نحن فيه الآن "بحرب ضروس" ملفتا أن جهاز الأمن الوطنى الذى تم استهدافه مؤخرا فى شبرا قام منذ عدة أيام بضبط أربع خلايا إرهابية اثنان منها فى الغربية واثنان فى الشرقية، لافتا إلى أن عناصر تلك الخلايا اعترفوا عند ضبطهم بارتكاب عدة عمليات إرهابية ضد قوات الجيش والشرطة واعتزامهم القيام بعمليات أخرى مستقبلية.
وحول أسباب استهداف مبنى الأمنى الوطنى بشبرا أوضح اللواء نور الدين، أن أهمها تهديد جهاز الأمن الوطنى الذى يستهدف البؤر الإرهابية عن طريق التفجيرات، بالإضافة إلى تحدى قانون مكافحة الإرهاب الذى صدق عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا، فى إشارة من تلك العناصر الإرهابية أن هذا القانون لم يخيفهم وفى حقيقة الأمر أن القانون أخافهم وإلا ما كانوا فجروا مبنى الأمن الوطنى بشبرا.
وتابع: أن تلك العملية الإرهابية جاءت للرد على النجاحات المتتالية للقوات المسلحة فى سيناء فى اصطياد ما يعرف بجماعات "أنصار بيت المقدس وأجناد مصر وداعش "ملفتا أن آخر تلك النجاحات تصفية 38 عنصرا قبل عملية تفجير مبنى الأمن الوطنى بشبرا بيوم، مؤكدا أن جهاز الشرطة والأمن الوطني يعلم جيداً تحركات عناصر الإخوان، مدللا على ذلك الضربات الأمنية الناجحة للخلايا الإخوانية التي يتم إلقاء القبض عليها مؤخراً .
وأكد مساعد وزير الداخلية الأسبق، أنه كان مخطط لمصر أن تسقط مثل بعض الدول التى سقطت لكن مصر وقفت على قدميها بل وأنجزت مشروع قناة السويس الجديدة وليس هذا فحسب بل تنفذ مشروعات أخرى كمحور القناة ورصيف بورسعيد وغيرها من الإنجازات التى تريد تلك العناصر الإرهابية أن تنفر السياح والمستثمرين من مصر من خلال العمليات الإرهابية ليبرهن للعالم من خلال الضغط أن هناك عدم استقرار .
ولفت اللواء نور الدين إلى أن ما وصفهم "برؤوس الفتة والشياطين" فى إشارة منه إلى قيادات جماعة الإخوان القابعين فى السجون المصرية، قد قاربت محاكماتهم على الانتهاء وقاربت نهاياتهم على حبل المنشقة فيصدرون تكليفاته للآخر لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف الدولة من أجل الضغط عليها ومن ثم إمكان حدوث تفاوض للتصالح معهم وإيقاف هذه العمليات، مؤكدا أن كل هذه الأسباب مجتمعة تجعل تلك العناصر تفعل ما تفعله من إرهاب وضغط.
وأشاد اللواء محمد نور الدين، بدور وزارة الداخلية التى تعمل وفق خطط دفاعية وهجومية مشددا أن السيارات المفخخة لا تصد ولا ترد فى العالم أجمع، مشيرا إلى تشابه الحادث مع حادث مديرية أمن القاهرة الذى حدث خلال ثوانى معدودات وأن كل ما تستطيع الأجهزة الأمنية القيام به هى إبعاد الموجة الإنفجارية عن محيط الاستهداف والمبنى المراد استهدافه من خلال الكتل الخرسانية ملفتا أن شوارع مصر مكتظة بالسكان والحركة المروية مما يصعب زيادة تلك الكتل الخرسانية ولكنها تقلل نسبة الخسائر.
طالب مساعد وزير الداخلية الأسبق، بتطبيق قانون مكافحة الإرهاب الجديد، على مرتكبي حادث تفجير محيط مبني الأمن الوطني بشبرا الخيمة، ويكونوا أول من يحكامون بقانون الإرهاب الجديد ويطبق عليهم عقوبة الإعدام.
ومن جانبه أشار الخبير الأمنى اللواء أحمد عبد الباسط، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إلى أن مبنى الأمن الوطنى بشبرا يقع فى منطقة مكتظة بالسكان وكثيفة المبانى وليس واقعا فى منطقة خلاء بحيث يمكن من خلاله عمل نطاق تأمين كبير قد يصل إلى 50 مترا، بل يعوق النطاق الأمنى.
طالب اللواء عبد الباسط، بالتفكير الفورى فى أن تكون المنشآت المحتملة الاستهداف خاصة المنشآت الأمنية ذات الشأن توضع فى مناطق يسهل فرض نطاق أمنى حولها.
كما لفت إلى أن كميات المتفجرات التى تم استخدامها فى العملية التفجيرية مبالغ فيها بشدة مدللا على أن دوى الانفجار لم يقتصر على منطقة شبرا الخيمة فحسب بل امتد للباقى مناطق القاهرة والجيزة كى يتجاوز الهدف المحدود وهو استهداف منشأة ما إلى هدف آخر وهو بث الرعب فى مدن بأكملها.
وأشار إلى أن مصر دولة مستقرة وآمنة بدليل وجود أقسام الشرطة وغيرها من المنشآت الحيوية كشرطة الإسعاف والنجدة توجد وسط الناس ومنازلهم كوضع طبيعى، رافضا فكرة البحث المستمر عن وجود تقصير أمنى لكن هناك ظروف تفرض نفسها منها عدم فرض نطاق أمنى واسع لكثرة، ملفتا إلى أنه إذا كان هناك تقصير أمنى لكان قد تم اقتحام مبنى الأمن الوطنى بالسيارة المفخخة لكن الكتل الخرسانية حالت من حدوث ذلك مدللا على ذلك عدم وقوع وفيات ونسبة الإصابات ليست بكبيرة.
وحول رسائل تلك العناصر الإرهابية التى يريدون إيصالها من خلال العمليات الإرهابية لفت مساعد وزير الداخلية أنهم يريدون أن يثبتوا من وقت لآخر أنهم على الساحة وقادرون على إلحاق الضرر بمكونات الدولة وقادرون على إيصال صوتهم للغرب لإعطاء صورة خاطئة أن مصر فيها تراجع أمنى، ملفتا أنها منظمات إرهابية وكل خطوة يتخذونها تعنى مزيدا من تمويلهم من الخارج خصوصا من الدول التى تريد إسقاط مصر.
ولفت أن الحل الأنجع والأمثل لا يمكن تحقيقه بالكامل وهو أن تكون لدينا معلومات باستمرار لتحقيق ضربات استباقية لهذه الخلايا، إلا من خلال إجراءات كالضربات الاستباقية وتحطيم العظام واللوجستيات ومنع التمويل وقطع خيوطه وغسل الأموال لافتا إلى أنها إجراءات من شأنها التأثير بالإيجاب على حركة الإرهاب بشكل عام.