الصمت يعم الجميع وسط ضجيج سيارات الإسعاف التى تنقل المصابين، الأمن يفرض كردونا أمنىا والأهالى فى حالة صدمة داخل شققهم التى تحولت إلى حطام وأكوام من المنقولات بعد أن تطايرت الأبواب والشبابيك وملأت الدماء أرجاء المكان، عاش سكان العقارات المجاورة لموقع التفجير لحظات من الرعب فلا يفصلهم سوى أمتار قليلة عن الانفجار الهائل لذى وصل صداه إلى محافظتى القاهرة والجيزة .
يقول الدكتور جواد محمود صاحب أحد المراكز الطبية والذى تحطم فى التفجير «الانفجار استمر لمدة حوالى 30 ثانية وكان أشبه بزلزال أو يوم القيامة، فالحوائط والمنازل زلزلت من جميع الجهات ».. وأضاف :هذه المتفجرات كيف وصلت إلى هنا ؟كيف لشخص عادى أن يمتلك كل هذه المتفجرات مهما كان؟ الانفجار أدى لتطاير الأبواب من المنزل وتحطم كل شىء بالمركز الطبى ، وقال أحمد عبد الرحمن سالم معلم بإدارة غرب شبرا الخيمة وصاحب الشقة الأقرب والتى تطل مباشرة على مبنى الأمن الوطنى والذى أصيب فى وجهه ورأسه من جراء التفجير يقول«لحظة الانفجار سمعت صوتاً ورأيت ضوءا شديدا للغاية وشعرت بأن الشقة تتكدس فوق بعضها وكم كبير من التراب وسط صراخ النساء وبكاء الأطفال وأصبت فى وجهى ورأسى بسبب تطاير الزجاج.
وأضاف: بعدها انتشرت سيارات الإسعاف بالمكان، الحمد لله أننا خرجنا سالمين وحسبنا الله ونعم الوكيل، ناس فى حالها تفاجأ بأنها مصابة ويتهدم منزلها، ذنبنا إيه؟
كما ادى التفجير إلى إصابة سيدة بالرأس والوجه نتيجة سقوط سخان المنزل فوق رأسها، ويقول نجلها شعرنا بانفجار ضخم وكل الشقة وقعت علينا، فبمجرد أن أغمضنا أعيننا لتفادى الزجاج كانت الشقة كلها فوقنا والنساء تصرخ وأصيبت والدتى .
وقال إبراهيم عبد الوهاب أحد سكان العقار الملاصق للانفجار مباشرة «كلنا قمنا مهرولين، جميعنا اعتقد أن منزله يسقط، كل يجرى فى اتجاه واحد ، وذهبنا عند مبنى الأمن الوطنى فشاهدنا الكارثة، جدران وأبواب وشبابيك بحوائطها سقطت بالكامل .«. وأضاف، «لازم يعدموا اللى فى السجون من الإخوان لأنهم من يخططون لكل ذلك، والقضاء يصدر أحكامه متأخرا، يجب أن تكون هناك أحكام بالإعدام حتى تكون رادعا للجناة » ، وقالت وفاء إبراهيم أحدى السكان التى تضررت شقتها وهى تبكى « عشنا لحظات رعب، اتشهدنا على نفسنا والحمد الله .. حسبى الله ونعم الوكيل، ربنا فوق الجميع» . أما ياسر مسعد، صاحب إحدى الشقق فقال، «كنت فى المنزل ومعى الأولاد وفوجئنا بصوت انفجار شديد وقوى ووجدنا الشقة فوق دماغنا فى ثانية، تهدمت الشقة علينا والحمد الله أن ماحدش حصله حاجة، لأننا على بعد أمتار من الانفجار».
فيما قال شعبان عبد الله صاحب مكتب لإلحاق العمالة بالخارج، «كنت وزوجتى نتناول العشاء وسمعنا صوتا لا يوصف، لم نكن نعرف مصدر الصوت واعتقدنا أن العقار يسقط، فما حدث أقوى من الزلزال، الشقق كلها اتهدمت، نروح فين بولادنا».
فى الوقت نفسه وبعد ساعة من التفجير سادت حالة من الإستياء بين المئات من أهالى شبرا الخيمة الذين تجمعوا أمام مبنى الأمن الوطنى ليهتفوا صوتا واحدا ضد الإهارب والجماعات المتطرفة التى تقوم بمثل هذه الأعمال الخسيسة التى تستهدف الأبرياء وأفراد الجيش والشرطة، فيما تسببت شدة التفجير فى كسر ماسورة مياه أغرقت الشارع وحاول المواطنون فتح البالوعات لصرف المياه .