هذا ما طرحه د.على رسمى، أستاذ علم الحشرات بالمركز القومى للبحوث، وشاركه زميله د. محمد أحمد، فى كتابهما العلمى المبسط، ويؤكدان فيه أهمية «علم الحشرات الجنائى»، وهو تخصص يهم علماء الطب الشرعى بالدرجة الأولى ورجال البحث الجنائى ووكلاء النيابة والقضاء، والمثير فى هذا التخصص أن الذباب الأزرق والخنافس هما الحشرتان المعنيتان فى إماطة أركان الجريمة، حيث يحرص الطب الشرعى على رفع الحشرات التى حطت على الجثة من فوق ومن داخلها وترفع الحشرات التى كانت مصاحبة لها فى مكان الجثة، والغريب أن الحشرات تتعقب الجثة وتلازمها بعد تحللها، والأغرب أنها ترافق الجثة وهى مدفونة تحت الأرض حتى عمق قدم واحد.
وشرح الكتاب عبر 16 فصلا افترش بين دفتيه 112 صفحة ما حظى به «علم الحشرات الجنائى»، واهتمام المحافل الدولية به، لأن الحشرات أصبحت تبوح بكل أسرار الجريمة، ومسرحها وأبطالها، وتوقيت حدوثها، والآلة المستخدمة، وهل هى جريمة حرب أم إرهاب أو اغتصاب، والجريمة الأخيرة يتم فيها تحليل يرقات الذباب للتوصل إلى البصمة الوراثية للمغتصب، حيث تنتقل البصمة إلى أمعاء اليرقات عند تغذيتها على أنسجة المنطقة التناسلية للمجنى عليها، والممزوجة بالسائل المنوى.
ويشرح الدكتور رسمى كيف ينجذب الذباب الأزرق لرائحة الجثة بعد الوفاة لبدء مرحلة التحليل الذاتى، قديما كان هناك قول شائع يقول: «الذباب الأزرق لا يعرف طريقه، كأنه «لا يستعصى أى مكان على هذا الذباب الأزرق»، وهو إشارة إلى أن الإنسان سوف يخفى شيئا لا يعرف مكانه حتى هذه الذبابة!
الكتاب: علم الحشرات الجنائى
المؤلفان : د. على رسمى ود. محمد أحمد
الناشر: المركز العلمى 2015