رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

طمـوحات مشـــتركة مــع الدول العربية

◀ كتبت ــ سارة فتح الله
تشهد العلاقات العربية اللاتينية مرحلة تطور فى التعاون المشترك زاد بشكل ملحوظ فى العشرة أعوام الماضية، من خلال اللقاءات الرسمية التى تمثلت فى القمم العربية - اللاتينية التى تعقد كل ثلاث سنوات، أو الاجتماعات التحضيرية لهذه القمم والتى تجمع بين المسئولين من الجانبين، أو من خلال الزيارات المتبادلة بين وفود البلاد العربية واللاتينية.

ولعل السبب الابرز فى تقارب العلاقات بين الدول العربية ودول أمريكا اللاتينية يعود فى المقام الأول إلى تقارب وجهات نظر الجانبين تجاه القضايا الدولية والعربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، حيث صوتت معظم دول القارة اللاتينية الاعضاء فى مجلس الأمن باستثناء كولومبيا - نظرا لوجود قواعد عسكرية أمريكية على أراضيها ـ من أجل إعطاء فلسطين وضع دولة مراقب فى الأمم المتحدة.

وستكون القمة العربية اللاتينية المقرر عقدها فى الرياض فى نوفمبر القادم انعكاسا للتطور الذى وصلت إليه تلك العلاقات وفرصة لانطلاق أكبر للتعاون بين الاقليمين، والتنسيق السياسي، والتقارب على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتنسيق المواقف والسياسات فى المحافل الدولية.

وستجمع القمة بين عدد من الدولة العربية ودول أمريكا الجنوبية، بالإضافة إلى جامعة الدول العربية، واتحاد دول أمريكا الجنوبية «اوناسور» وكانت القمة السابقة بين التجمعين قد عقدت فى بيرو عام 2012.

ولم يرتكز تطور العلاقات العربية اللاتينية على الشق السياسى فقط ، بل امتد ليصل الى الجانب الاقتصادي، فمع بداية انعقاد القمم العربية اللاتينية، تضاعف حجم التبادل التجارى بين دول امريكا الجنوبية و العالم العربى . حيث تضاعفت تجارة البرازيل مع دول الخليج اربعة اضعاف خلال هذه الفترة.

كما صرح إبراهيم محيى الدين، مدير إدارة الأمريكتين فى الجامعة العربية، أن الاجتماع التمهيدى المشترك الذى عقده كبار المسؤولين من الجانبين للتحضير لقمة الرياض أكد أن حجم التبادل التجارى العربى البرازيلى على سبيل المثال زاد من 3 مليارات دولار إلى 30مليار دولار خلال التسعة أعوام الأخيرة

مشيرا إلى أن هناك رغبة كبيرة لدى الجانبين للارتقاء بهذه العلاقة على جميع الأصعدة، إلى المستوى الذى يليق بتاريخ الأمتين. وسيعقد على هامش قمة الرياض ايضا منتدى لرجال الأعمال من الجانبين يُناقش عددًا من الموضوعات، من أهمها دراسة الروابط البحرية بين الدول الإقليمية، والتى أعدتها الأمانة العامة، بالاشتراك مع خبراء من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، يتم ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية لإرسالها إلى الجانب الأمريكى اللاتينى لإبداء ملاحظاته بشأنها تمهيدًا لرفعها للقمة القادمة فى الرياض.

هذا بالاضافة إلى إنشاء شركة مشتركة فى مجال النقل البحرى بين الجانبين، لما لذلك من أهمية فى تعزيز التبادل التجارى والاستثمار المشترك.

ولعل تصريحات السفير أحمد قطان سفير السعودية بالقاهرة ومندوب المملكة الدائم لدى جامعة الدول العربية قبل القمة خير تعبير عن عمق تلك العلاقات ومدى تطورها خلال الفترة الماضية، حيث عبر عن ارتياح بلاده للتوافق والتقارب فى وجهات النظر بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية، التى وصفها بالصديقة، مشيدا بموقفها تجاه القضية الفلسطينية، متوقعا أن يدعو إعلان الرياض الذى سيصدر عن القمة المشتركة بين الجانبين إلى مكافحة الإرهاب، ودعم ثقافة السلام والقضية الفلسطينية.

كل تلك المعطيات فى النهاية تصب فى صالح القوتين العربية واللاتينية، وتبشر بمزيد من التعاون فى المستقبل، تعاون يهدف للبناء والتعمير، ومزيد من المواقف السياسية المشرفة التى دائما ما يتخذها الجانبان تجاه القضايا الدولية وقضاياهم الخاصة، بغض النظر عن مقاييس ومصالح القوى العظمى.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق