لكن صلتى به ربما كانت أكثر من خلال المسرح برغم أن معظم أعماله كانت للسينما، ربما لأن المسرح من الفنون التى أقدرها وأقدر مجهود الفنان بها، ومن هنا سافرت معه إلى أكثر من بلد خارج مصر منها الاردن، حيث عرض مسرحية «لن تسقط القدس» التى كتبها شريف الشرباشى، ثم كانت رحلة أخرى أتذكرها فى الجزائر عندما قدم مسرحية قام هو بإخراجها، وعندما طلبت من وزيرة الثقافة الجزائرية أن تأتى معى لتتعرف شخصيا بالفنان نور الشريف، سارعت تاركة مكانها فى اللوج لتذهب إلى الكواليس لمقابلة نور الشريف.
من الصعب أن أتحدث عن علاقات الصحفى بالفنانين عبر سنوات عديدة كنت فيها استشعر حبه للفن، وغيرته عليه خاصة عندما طلب منى عدم مشاهدة مسرحيته فى الافتتاح لأنه لم يكن مقتنعا بأنها لم تصل للدرجة التى يطلبها من حيث الإجادة.
وبالفعل غادرت المسرح القومى، وذهبت مرة أخرى لمشاهدة العرض بعد ما استشعر أن العمل أصبح فى شكل مناسب، وكانت معه كمساعدة أو كمخرجة تحت التمرين ابنته الكبرى سارة.
وشاهدت وسمعت الصوت الجهورى الذى خلق للمسرح سامى العدل فى مسرح السامر قبل هدمه، وفى إحدى مسرحيات الثقافة الجماهيرية، ولفت نظرى انه فنان مسرحى يملأ خشبة المسرح بحيويته، وهو يؤدى دوره فى مسرحية بمسرح الغد، ويكون أول ممثل مصرى يحصل على الجائزة الأولى فى التمثيل بمهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى.
والآن ربما كتب علىّ أن أسمع أيضا بخبر وفاة الفنان العالمى بمعنى الكلمة التى عادة ما تقال فى غير وضعها.. أسمع خبر أو اقرأ خبر وفاته من صحيفة محلية فى سويسرا تصدر فى محافظة أرجاو أى لهذه المحافظة فقط، وقد تصدرت صفحتها الأولى بصورة كبيرة للفنان عمر الشريف، بالرغم من أن هذه الصحف عادة لا تهتم إلا بالأخبار شديدة المحلية.. لكن عمر الشريف الذى فرض اسمه فى معظم جرائد العالم والأخبار التليفزيونية، وكذلك الراديو.
إنه الفنان الحقيقى الذى يفرض اسمه على الجميع، وكانت آخر محادثاتى معه عند زيارته للقاهرة منذ 3 أعوام عندما قال لى «إحنا كبرنا يا آمال، فقلت له «قوى يا شاريف» وليقول لى أول مرة أسمع أسمى هكذا فى مصر ..«رحم الله الجميع بقدر ما قدموا وبقدر ما نفتقدهم».