رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

‎سفير المغرب فى حوار لـ «الأهرام»:
تنسيق مشترك لمكافحة الإرهاب والتكامل بين البلدين

أجرى الحوار ـ علاء سمير
ترتبط المغرب ومصر بعلاقات متميزة على جميع الأصعدة السياسية والثقافية والاعلامية والرياضية وكذلك التبادل التجارى بين البلدين. وقبل ٨ أيام من افتتاح المشروع المصرى العملاق قناة السويس الجديدة، كانت هناك الأعياد المغربية الخاصة بعيد جلوس الملك محمد السادس على كرسى العرش الملكى المغربى .

وكان للأهرام هذا الحوار مع محمد سعد العلمى سفير المملكة المغربية ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية.

يصف العلمى مشروع قناة السويس الجديدة بأنه مشروع قومى- استراتيجى ضخم وإنجاز تاريخى للمصريين بسواعد وأموال مصرية من كل فئات الشعب، وأنه سوف يكون نقطة تحول ليس فقط فى منطقة الشرق الأوسط بل فى العالم كله، مشيرا إلى أنه فخر للعرب وستتحاكى به الأجيال القادمة، ولابد أن نقف جميعا احتراما أمام عقول المصريين، وعلى رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسى، مؤكدا أن هذا المشروع سيعظم من دور مصر على المستويين العربى والعالمى،  وأن العالم سيقف تقديرا واحتراما له .

‎ويقول العلمى إن المغرب ومصر يتمتعان بمواقع جغرافية استراتيجية تؤهلهما بأن يكونا أقوى دولتين فى منطقة الشرق الأوسط ، فمصر هى البوابة الكبيرة إلى آسيا وشرق أفريقيا وتحتاجها المغرب لزيادة حجم استثماراتها كما أن المغرب تطل على المحيط الاطلسى وغرب افريقيا وهذا يعظم من استثمارات مصر أيضا فى تلك المنطقة خاصة وأن المغرب تقوم حاليا بتوسعة فى مشروعها ميناء طنجة المتوسطى حيث يتم بناء مناطق حرة فى الصناعة والسياحة والتجارة على البحر الابيض المتوسط، مضيفا أنه لابد من دراسة مشروعات ضخمة مشتركة لتنشىْ تكاملا بين البلدين، وليصبحا مناطق ‎جذب للاستثمارات على مستوى العالم.

‎وعن قيام المغرب باستثمارات فى قناة السويس الجديدة يتحدث العلمى نقوم حاليا فى مرحلة تعميق الدراسات وتحديد المجالات واستكشاف الميادين التى يمكن العمل بها من خلال هذا المشروع الضخم خاصة انه سيكون هناك نشاط ملحوظ فى الملاحة التجارية وتقديم الخدمات اللوجستية واقامة مشروعات صناعية وأنشطة اقتصادية متعددة تشمل التجارة والسياحة وسوف تكون منطقة جذب للصناعات والاستثمارات وسيطرأ تغييراقتصادى بشكل شامل وسيكون له الاثر على كل مناطق مصر وخاصة منطقة سيناء.

‎وعن الرئيس السيسى يقول سفير المغرب بأنه عندما التقى به وجده رجلا قوى الارادة ويحب بلده بشدة ولديه القدرة على تخطى كافة الصعاب ولديه من العزيمة بأن ينهض بمصر فى فترة زمنية قصيرة ويعظم من دورها على مستوى العالم مشيرا إلى انه اذا كانت قناة السويس هدية مصر للعالم فان الرئيس السيسى هو هدية السماء للمصريين. ‎وعن الشعب المصرى يتحدث العلمى بأنه لم يشعر بأنه غادر المغرب عندما جاء إلى مصر لتولى مهمته كسفير للمغرب على الاراضى المصرية مشيرا إلى ان الشعب المصرى يجعلك منصهرا معه وكأنك واحد من أهل مصر ، فالشعبان المصرى والمغربى تجمعهما علاقات طيبة بها الود والمحبة ، وهذا ما ينبغى العمل من أجله لبناء مصالح ومشروعات قومية فى كافة المجالات الاقتصادية والفنية والثقافية والرياضية، وعلينا ان نستفيد من هذه العلاقة الحميمة لتعم على المنطقة العربية بأكملها.

‎ويستطرد قائلا أن هناك اجتماعا للجنة العليا المشتركة بين المغرب ومصر برئاسة قادة البلدين الرئيس السيسى والملك محمد السادس سوف تعقد بالقاهرة خلال الاشهر القادمة مشيرا إلى انه يتم العمل على تهيئة المناخ المناسب والجيد ليخرج اجتماع اللجنة بنتائج ايجابية ملموسة وسوف يعطى هذا الجتماع دفعة قوية لإقامة مشروعات مشتركة وشراكات استراتيجية بين البلدين الشقيقين.

‎وعن رؤيتة لإقامة مشروع قومى مشترك لدول شمال أفريقيا يقول العلمى أنه ينبغى العمل على إقامة خطوط بحرية مشتركة من موريتانيا إلى مصر ، وكذلك خطوط سكك حديدية مشيرا إلى ان البنية التحتية سوف تساعد على نمو الاقتصاد لهذه الدول وستزيد من حجم التبادل التجارى والسياحى وسيكون لها اكبر الاثر على شعوب البلاد العربية. ‎وحول الجدران العازلة بين تونس وليبيا وكذلك المغرب والجزائر يقول سفير المغرب انه من الطبيعى ألا يكون هناك جدران عازلة بين الاشقاء العرب وان يكون هناك حدود مفتوحة خاصة لدول البحر الابيض المتوسط وان تكون الزيارات بين تلك البلاد بدون تأشيرة دخول كما كان يحدث فى الماضى إلا ان ضرورات تفعيل تلك الحواجز جاءت بعد تصاعد موجات الارهاب الغاشم والذى اصبح له تنظيمات دولية تجتاح العالم ، فهى حواجز أمنية لتدحض خطر الارهاب فى هذه المرحلة المؤقتة خاصة بعد ان كانت ليبيا مخزنا كبيرا للاسلحة وتقوم العناصر الارهابية بتوزيعها على الدول المجاورة. ‎وكذلك الثغرات الموجودة على حدودها فى قيام بعض العناصر بالهجرة غير الشرعية كما هى الحال فى الانفاق الموجودة على حدود مصر مع غزة. ‎ويضيف العلمى لابد من تعاون مشترك والوقوف صفا واحدا للتصدى للارهاب للحفاظ على أمن بلادنا وشعوبنا ووضع استراتيجية موحدة لمواجهة الاخطار الناجمة عن الارهاب الاسود ، وهذا مانقوم به حاليا من تنسيق ومشاورات لضمان عدم تسرب كل مايمكن ان يعرض أمن البلاد للاخطار مشيرا إلى انه لابد من الحذر لكى ننعم بالاستقرار مؤكدا أن المغرب قضت على الهجرة غير الشرعية لأوروبا من خلال مضيق جبل طارق.

‎وعن الوضع فى المغرب يقول العلمى، أن الملك محمد السادس يتميز ببعد نظر ورؤية عميقة وآفاق واسعة ، واتخذ إجراءات فى غاية النضج ، وجعل من قبول التعدد توجها لكافة الأطياف المغربية فلم يعد هناك فرق بين عربى وأمازيغى واندلسى وافريقى، فكل هذه المكونات انصهرت لتكون شخصية مغربية متميزة. ويضيف العلمى ان هناك انفتاحا ثقافيا فى المغرب منذ سنوات عديدة ودائما يعيش منفتحا على بعضه البعض ، وأصبح هناك توسع فى ثقافة الرأى والرأى الأخر وثقافة الاختلاف والتعايش والتسامح فالمغرب يعترف بهويات متعددة وكان هناك من يتصور بأن حال المغربي شبه أوضاع دول

‎الربيع العربى ولكن هذا لم يكن حقيقيا، حيث عمل الملك محمد السادس على تنفيذ مبادىْ الاصلاحات الدستورية قبل الربيع العربى فى فترات مختلفة وبما يتناسب مع كل مرحلة فكان هناك نقابات وحياة سياسية ديمقراطية ومناخ ديمقراطى وثقافة ديمقراطية تتمتع بها المغرب قبل الربيع العربى.

‎ويستطرد سفير المغرب قائلا ان دستور المغرب الجديد جاء إضافة جديدة لإصلاحات سياسية جديدة وقيم ديمقراطية مختلفة لأن مناخ الديمقراطية كان متوافرا بعد فترة استقلال المغرب ، ولدى المغاربة تراكم وأسس الدولة الراسخة ، وكانت هناك مظاهرات فى فترة الربيع العربى ولكنها كانت مظاهرا تعبر عن التصدى للفساد وتطالب بنحو مزيد من الديمقراطية لتتحول إلى دولة مؤسسات تنتقل بالمغرب من ديمقراطية فردية إلى ديمقراطية تشاركية ، وأصبح هناك آليات لتضمن مشاركة كل المواطنين فى العملية السياسية.

‎وحول قانون الأسرة الجديد يقول العلمى انه جاء ليعطى للمرأة مكانتها وحقها فى المشاركة ضمانا لحماية الأسرة ويشد من أزرها ، فالمرأة أصبح لها دور كبير فى المغرب فى إطار متفتح ولها دور فى المجتمع فأصبحت جزءا من العمل السياسى فى البرلمان والمحليات والنقابات المهنية وفرضت نفسها بقوة فى مختلف المجالات.

‎ويضيف العلمى ان هناك مجموعة من الاصلاحات العميقة خاصة بعد خطاب الملك محمد السادس الأخير فى العيد ال16 لجلوسه على العرش واهتمامه بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والتى تتميز بتلبية الاحتياجات للمواطن المغربى من الماء والطرق والصحة والتعليم والكهرباء والسكن وصرف صحى ومقاومة الفقر بكافة أشكاله ودعم ذوى الاحتياجات الخاصة مطالبا بحصر شامل لكافة الاحتياجات لكل مواطن فى كل قرية صغيرة أو كفر فى المغرب مشيرا إلى أن هناك تقريرا مؤخرا من البنك الدولى يعتبر فيه المغرب من أهم 3 تجارب على مستوى العالم فى تحقيق أهدافها والعمل على تنفيذها.  ‎وحول التصدى للمناطق العشوائية فى المغرب يتحدث العلمى بأن المغرب لها دور كبير فى التصدى لتلك الظاهرة السيئة واستطاعت القضاء على أكثر من 50 % من المناطق العشوائية فى المغرب وهى فى تقلص مستمر وسوف تنتهى تماما تلك الظاهرة فى خلال 5 سنوات بعض انتهاء البرنامج المعد لها مشيرا إلى ان هناك تعاونا مغربيا مصريا لنقل تجربة وخبرة المغرب إلى مصر فى هذا المجال والاستفادة منها وتجنب الاخطاء السابقة التى وقعت بها المغرب للقضاء على المناطق العشوائية فى مصر.

‎ويقول سفير المغرب أن هناك بعض المناطق النائية والمنعزلة لم تحصل على المرافق والخدمات إلا ان المواطن المغربى يتمتع بالكهرباء بنسبة تصل إلى 90% وكذلك المياه الصالحة للشرب بنسبة 90% والتعليم وصل إلى 95% إلا ان مستوى الخدمات الصحية لايزال فى حاجة إلى مجهود أكبر وجعلها بالصورة اللائقة من خلال تنفيذ مشروع التغطية الصحية لكافة المواطنين وخاصة المناطق المنعزلة، إلى جانب الاهتمام بالجانب الاجتماعى وخاصة الطبقات التى تحتاج إلى دعم.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق