لذلك كان من الطبيعى أن الشريف أراد أن يحافظ على نجوميته وتألقه الفنى طوال حياته، فلم يصبه أبدا فى يوم ما أى نوع من الملل أو الفتور الفني، مثلما يحدث أحيانا مع بعض النجوم، كما أنه لم يتهاون فى حق تاريخه الناجح بعمل أدوار دون المستوى تسيء له أو تسيء وتشوه من فنه.
ويحسب له أيضا أنه يعد من الفنانين القلائل جدا برغم انتهاء العصر الذهبى له فى السينما فى فترة الثمانينيات وأوائل التسعينسات، فإنه لم يبتعد أو يتوار عن ساحتها أبدا، ولم يفعل مثل الكثير من أبناء جيله من الكبار الذين فضلوا التليفزيون واختاروه بديلا لهم عن السينما، التى أعطت لهم ظهرها بعدما سيطر عليها موجة أوهوجة الأفلام الشبابية والكوميدية فقط.
أما هو فلم يستسلم لتلك المتغيرات الجديدة، بل وجد أن الدور الحقيقى له كفنان، تجاه السينما التى كان لها الفضل عليه فيما وصل إليه من النجومية والمكانة الفنية الكبيرة التى يتمتع بها كنجم سينمائى فى المقام الأول، أن يظل موجودا فيها دون أن يفكر أن ينسحب أو يهرب منها مثل غيره .
بل على العكس تمسك أكثر بالقيام بأداء دوره، ولم يبخل بما يملكه من مواهب متعددة كممثل أولا ومنتج وأحيانا مخرج أيضا، وبالفعل ظل يمارس دوره حتى آخر رمق فيه، وقد أسفرت نتيجة ذلك عن مجموعة كبيرة أخرى من الأفلام أضيفت إلى رصيده الكبير السابق، ومنها الكلام فى الممنوع والعاشقان وهو يعد «تجربته الأولى فى الإخراج» وأولى ثانوى الذى نال عنه أحسن ممثل فى مهرجان الإسكندرية، هذا بالإضافة إلى أفلام مثل دم الغزال وعمارة يعقوبيان واختفاء جعفر المصرى وليلة البيبى دول ومسجون ترانزيت مع أحمد عز فى أولى تجارب عودة النجوم الكبار لمشاركة النجوم الشباب .
وبرغم معاناته الأخيرة مع مرضه الخطير فإنه أستطاع أن يقاومه ويتغلب عليه حتى يتمكن من تصوير آخر فيلم له «بتوقيت القاهرة» وحمد الله فقد أكرمه بتحقيق حلمه وأمد فى عمره حتى انتهى بل وتم عرضه أخيرا ونال الاستحسان من الجميع. وهكذا هو نموذج لفنان عملاق يعطى درسا لما ينبغى أن يكون عليه الفنان الحقيقي.