ودعا فضيلة المفتى فى حوار لـ«الأهرام»: إلى عدم الالتفات إلى حملات التشكيك والتزييف التى يشنها البعض من هنا أو هناك، بهدف زعزعة ثقة المصريين فى قيادتهم، أو النيل من سمعة المشروعات الكبيرة التى تحققت على أرض الواقع، مؤكدا أن هذه الحملات الخبيثة تخفى وراءها حقدًا دفينًا لمصر والمصريين، وتنطلق من أجندات مريبة لا تريد الخير للبلاد والعباد.
وقال إن دار الإفتاء بصدد عقد مؤتمر دولى حول إشكاليات الفتوى برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى وبمشاركة 50 عالما ومفتيا من مختلف دول العالم.
<< فضيلتكم دعوتم إلى مؤتمر عالمى للإفتاء تحت عنوان «الفتوى إشكاليات الواقع وآفاق المستقبل» والمقرر انعقاده منتصف أغسطس الحالى.. ما هى الرسالة التى تريدون إرسالها للعالم من خلال هذا المؤتمر؟
< تستعد دار الإفتاء فى السابع عشر من أغسطس الجارى لعقد مؤتمر دولي، بعنوان: “الفتوى .. إشكاليات الواقع وآفاق المستقبل”، ويعقد المؤتمر تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وبحضور المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، والدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وبمشاركة وفود من كبار المفتين والعلماء والفقهاء من 50 دولة، وعدد من الوزراء، والسفراء، والمفكرين.
ويهدف المؤتمر إلى الارتقاء بالإفتاء من أزمة الفوضى والجمود إلى الإفتاء الحضارى بمنهجه العلمى الفعَّال والأصيل، والتعرف على المشكلات فى عالم الإفتاء المعاصر، ومحاولة وضع الحلول الناجعة وخاصة ما يتعلق منها بمعرفة المخرج الشرعى الصحيح من الاضطراب الواقع فى عالم الإفتاء.
كما يسعى المؤتمر إلى إعادة الدور الريادى لدار الإفتاء المصرية كمؤسسة إفتائية عريقة لها ثقل علمى وتاريخي، وإسهام فى مسيرة التقدم والرقى التى بدأتها مصر بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو، والتى كان آخرها افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة، والتى فتحت باب أمل للمصريين جميعًا. كما أن المؤتمر رسالة للعالم بأهمية الفتوى وتأثيرها على نفوس المجتمعات الإسلامية، خاصة فى الفترة الحالية التى تمر بها البلاد، عقب الانتشار الحاد للفتاوى الشاذة، التى تهدف إلى النيل من الإسلام والمسلمين، والزج بالدين فى عمليات مشبوهة، لا علاقة لها بالإسلام ومقاصد الشريعة. وسيتم خلال المؤتمر الإعلان عن عدة مبادرات جديدة تضبط إيقاع الفتوى وتحقق الريادة الإفتائية لمصر فى الداخل والخارج. فوظيفة الإفتاء قد أصابها الكثير من الخلل والانحراف عن مسارها من خلال عدة أمور؛ أهمها أنها أصبحت سلاحًا مشرعًا فى تبرير العنف وإراقة الدماء وزعزعة استقرار المجتمعات، والمؤتمر سيحاول وضع الحلول الناجحة وخاصة ما يتعلق منها بمعرفة المخرج الشرعى الصحيح من الاضطراب الواقع فى عالم الإفتاء، كما أن المؤتمر رسالة للعالم بأهمية الفتوى وتأثيرها على نفوس المجتمعات الإسلامية، خاصة فى الفترة الحالية التى تمر بها البلاد، عقب الانتشار الحاد للفتاوى الشاذة، التى تهدف إلى النيل من الإسلام والمسلمين، والزج بالدين فى عمليات مشبوهة، لا علاقة لها بالإسلام ومقاصد الشريعة، حيث سيشارك فى المؤتمر إلى جانب لفيف من الشخصيات العامة وعدد من المفكرين والمثقفين.
<< وكيف يمكن للمجتمع أن يواجه الفتاوى المتطرفة المتعلقة بتكفير الأشخاص وإهدار دمهم؟
نحن حذرنا ومازلنا نحذر من خطورة انتشار الفتاوى المتطرفة خاصة ما يتعلق منها بتكفير الأشخاص، والتى يتبعها استحلال دمائهم وإزهاق أرواحهم، وهو الأمر الذى حرمته الشريعة الإسلامية أشد تحريم، ونحن من أجل التعامل مع هذه الظاهرة أنشأنا فى دار الإفتاء مؤخرًا »مرصد فتاوى التكفير«، لمواجهة تلك الظاهرة الخطيرة؛ لأن التكفير من القضايا التى تحكمها ضوابط وشروط وأحكام لا يجوز تجاوزها، ولأجل علاج مثل هذه الظاهرة والتصدى لها لا بد من تضافر الجهود وتكاتف الجميع لتوضيح المفاهيم التكفيرية وموقف الإسلام من التكفير، وخطورة إطلاق الأحكام التكفيرية على العامة من الناس والخاصة من أولى الأمر، والتمسك بالمنهج الأزهرى الوسطى القويم ونشر الفكر الصحيح وتصحيح المفاهيم المغلوطة التى نشرتها الفرق المختلفة، ومواجهة الفكر المتطرف بالقوة الفكرية.
<< بمناسبة افتتاح قناة السويس الجديدة ماذا تقول للمصريين؟
< أهنئ الرئيس عبدالفتاح السيسى والشعب المصرى بهذا الحدث العظيم، فهذه القناة ستكون نقطة انطلاق بإذن الله تعالى وتحولاً فى حياة المصريين جميعًا، باعتبارها مشروعًا قوميًّا سيوفر الكثير من فرص العمل لشبابنا، ويزيد حركة الاستثمارات فى مصر مما ينعكس على رخاء البلاد والعباد. وأدعو المصريين إلى عدم الالتفات إلى حملات التشكيك والتزييف التى يشنها البعض من هنا أو هناك، بهدف زعزعة ثقة المصريين فى قيادتهم، أو النيل من سمعة المشروعات الكبيرة التى تحققت على أرض الواقع، فهذه الحملات الخبيثة تخفى وراءها حقدًا دفينًا لمصر والمصريين، وتنطلق من أجندات مريبة لا تريد الخير للبلاد والعباد، فمصر قد انطلقت نحو التقدم والرقي، والمصريون مصممون على استكمال ما بدأوه دون كلل أو ملل.
البعض ممن لا يريدون لهذا الشعب أن يفرح بما حققه من إنجازات يقللون من حجم هذا الإنجاز العظيم.. فما رأى فضيلتكم فى هذا؟
أقول للمصريين لا تعبأوا بهؤلاء المثبطين، الذين لا يريدون الإعمار والنجاح، بل من حقكم يا مصريون أن تفرحوا بإنجازكم الكبير والعالمي، وأن تصطفوا جميعًا خلف قيادتكم القوية. أما من الناحية الشرعية فنحن مأمورون شرعًا بإعمار الأرض، والأخذ بكل أسباب العلم الذى يحقق هذا الإعمار، فأى مشروع يخدم الأجيال الحالية والقادمة ويؤدى إلى رفعة مصر يجب على كل مصرى أن يساهم فيه كل حسب جهده وطاقته، ولا ينبغى أن يقعد أى أحد عن المشاركة حتى ولو بالدعاء إلى الله أن ينعم على هذا البلد بالتوفيق والسداد.
اكتمال مشروع قناة السويس الجديدة كشف عن معادن الناس ومدى انتمائهم للدولة.. كيف ترى فضيلتكم ذلك؟
بالفعل مع موعد تحقيق الإنجاز التاريخى بافتتاح قناة السويس الجديدة وجدنا حقدًا وتغايظاً ومكايدة سياسية من بعض من يقدمون أجندتهم الخاصة على صالح الوطن، فإن هذا الإنجاز العظيم فى هذا الوقت القياسى سوف يخرس كثيرًا من الألسنة التى تروج الشائعات والأراجيف فى الداخل والخارج، وهذا الإنجاز أيضًا سوف يضع مصر على خارطة العمل والإنتاج بصورة أوضح وأشمل، وسوف يجعل كثيرًا من الألسنة التى روجت الباطل تلزم حدها، أما على الجانب الإيجابى فقد كشف المشروع منذ بدايته عن معدن طيب وأصيل لدى المصريين الذين جادوا بما عندهم من أموال وامتلأت قلوبهم بالفرح لإنجاز المشروع وساندوا قيادتهم لتحقيق هذا الإنجاز، فالمشروع ميز بين الغث والسمين.