هذه الفكرة تتلخص في أن يقدم مسرح الشباب عروضا ليس فقط لشباب العاصمة أو الاسكندرية ولكن في معظم البلاد حتي يحظي المشاهد المتفرج في هذه البلاد بمتعة مشاهدة المسرح. خاصة أن هذه الفكرة لا تكلف الهيئة -أي هيئة المسرح- والتي يطلقون عليها الآن البيت الفني للمسرح. لا تكلفة التحرك مثلا من بلد إلي آخر ثم الاقامة وغيره من المصروفات ولكن تقدم المسرحية مثلا في الاسكندرية ثم من خلال أتوبيس واحد ينقل طاقم العرض إلي البلاد المحيطة بالاسكندرية لدمنهور مثلا وغيرها علي أن يعود الطاقم في المساء بعد العرض ليبيت في منزله. انها بلاشك تستحق التشجيع وسوف يتحمل صعابها مدير مسرح الشباب من أجل أن يطل الشباب علي شباب المناطق المحيطة ببلدته وهكذا في بورسعيد مثلا فيكون التحرك إلي الاسماعيلية والسويس أيضا بالاتوبيس والعودة مساء إلي بيوتهم في بورسعيد فلا يكلفون الدولة مصاريف الإقامة في فنادق خارج بلادهم.
الفكرة في بدايتها وقد شاهدت هذه البداية في مسرح الشباب بالقاهرة قبل انتقال مجموعة العرض إلي الاسكندرية.
المسرحية التي قدمت كبداية لهذا المشروع تحمل اسم «شغل عيال» كتبها شريف الدسوقي وأخرجها محمد مرسي إبراهيم.
نحن أمام فنانين واثنين من الشباب أمام البحر.. بحر الاسكندرية ليحكوا عما يمثل لهم البحر.
هنا يتناولون مشاكل الشباب في معظم ما يواجههم.. ضغط المنزل.. التحرش.. محاولة زرع الفتن الدينية.. المدارس والتعليم.. أي التلقين.. وهكذا عدد كبير مما يواجهه الشباب في اخراج بسيط للغاية مجرد شباب يتحركون حسب الموقف بملابس موحدة والمهم أنني أحسست بمنتهي الحماس والحيوية في إلقاء الشباب لكن ما أثر بالسلب كانت المباشرة وكانت تحتاج من المؤلف إلي جهد أكبر لتحقيق ما يريد أن يقوله النص ولكن بدون المباشرة.
الممثلون يمتلكون طاقة كبيرة واستشعر أنهم يحبون المسرح.. يحبون الفن.. يحاولون أن يقدموا شيئا لهذا الفن العريق فن المسرح.
الديكور كان في غاية البساطة.. مجرد شاشة تقدم لنا البحر يطل منها في مشهد الممثلون الأربعة من خلال ثقوب في هذه الشاشة تشعرك بأنهم يحدثونك من داخل البحر ومن داخل أمواجه. الموسيقي في الحدود المطلوبة فقط كما الديكور أيضا في الحدود المطلوبة لبساطته.
ايقاع خاص قدمه المخرج للممثلين ليشغلوا خشبة المسرح بالكامل رغم قلة عددهم وربما كان هذا هو السبب في أن خشبة المسرح كانت تتسع لكل من المتفرجين والممثلين حيث جلس المتفرجون علي خشبة المسرح في شبه دائرة حول الممثلين مما قدم احساسا أكبر بالالتقاء معهم.
المهم فكرة ستتبعها خطوات ربما لتغطي معظم بلاد وأيضا قري مصر من خلال ورشة مسرح الشباب وكانت الورشة أو المسرحية التي شاهدتها لك من شباب الاسكندرية في بداية هذا المشروع الذي أتمني أن ينال حقه من الاهتمام.