ومن المعروف أن مجرى ترعة المحمودية- الذى يمتد بطول 10كيلومترات داخل 3 احياء بالإسكندرية يكشف - حكاية وطن اختصه الله بخير عجز الشعب بحكومته عن تنميته والحفاظ عليه .فعلى مر السنين الماضية افترست يد الإهمال هذا الشريان المائي ليحوله لمقلب زبالة وكومة لمخلفات الشركات وبؤرة ضارة للنفايات ،وسرعان ما حاك لها الفاسدون مؤامرة لردمها لولا تدخل المهندس ابراهيم محلب مجلس رئيس الوزراء الذى استجاب لصرخات شعب ونداء تاريخ ومطالبات مجتمع مدنى، وفى قرار يحسبه له التاريخ امر بتطهير الترعة وتطوير محاورها لتكون متنفسا لاختناق الكورنيش والطرق الرئيسية .
وكالعادة لم يتحرك الساكن فينا إلا بتوجيهات الكبار ،فتحرك المسئولون وعلى رأسهم وزير الري ومحافظ الاسكندرية هاني المسيري الذى شكل لجنة لمتابعة سير العمل بالترعة وتجميل محاورها وكباريها وحددت اللجنة 20 يوما للانتهاء من تطهير الترعة على ان ينتهى العمل بها خلال شهر رمضان !! وبالفعل دارت محركات الآلات واتجهت للترعة الكراكات وزارها الوزراء وألقوا من على جانبيها بالتصريحات .وجاء يوم الحصاد ليكتشف السكندريون ان المسئولين باعوا لهم الترام ، فمازالت المحمودية تطل عليهم بوجهها القبيح الا في مناطق مرورها في سموحة التي يقطنها اولاد الذوات !!
ففي منطقة غيط العنب يقول (بمرارة ) عاطف الاحمر (سائق) رغم ان عملية التطوير دي شكلية الا ان ملهاش اثر في مناطق الغلابة التي تمر بها الترعة، ويوضح قائلا في اول شهر رمضان مرت كراكات وزارة الري مرور الكرام وانتشلت اكوام القمامة من على سطح الترعة وقامت بوضعها على جانبي الطرق وتركتها ،وبمرور الايام تراكمت القمامة والمخلفات ونزلت في الممر وكأنك يا ابو زيد ما غزيت كله رجع زي الاول .
وبجوار مجرى الترعة في منطقة محرم بك يقول عبد الراضي محمد (صاحب محل) : الموضوع باختصار ان عربات القمامة تشيل في المساء والأهالي يقومون بالرمي في الصباح، ويستطرد قائلا بس الناس معذورة ما فيش مكان ولا صناديق مخصصة للزبالة داخل تلك المناطق العشوائية ليتخلصوا من مخلفاتهم ولم يجدوا امامهم الا جانبي الترعة !!
اما محمد عبد الاخر (صياد) بالقرب من منطقة سموحة فيقول ان عملية التطهير لم تتم على المستوى المطلوب رغم ما يبدو ان منطقة سموحة قد طالتها يد التجميل والتطوير بوصفها تحتضن علية القوم، موضحا ان كراكات الري نزحت ورد النيل والقمامة فقط الا ان بطن الترعة مازالت مملوءة بطبقات زبالة تجاوز عمرها عشر سنوات ، ويضيف بحسرة قائلا هذه الترعة كان فيها خير كثير واسماك رائعة وكانت فاتحة بيوت كثيرة للصيادين ، وقال بصوت عال ربنا يقطع ايدي الفساد والمفسدين في مصر ،وينتهى الكلام ويبقى الحال !!!