رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

٢٨٥ فقط المسجلون رسمياً بالنقابة
عيادات «التخاطب» تحت رقابة العلاج الحر بالصحة

تحقيق ـ نيرمين قطب :
طالبت نقابة الأطباء الإدارة العامة للعلاج الحر بوزارة الصحة بعدم تسجيل أى عيادات للتخاطب فى المراكز الطبية، أو مدارس ذوى الاحتياجات الخاصة إلا تحت إشراف أطباء متخصصين فى التخاطب، وكذلك مراجعة العيادات القائمة بالفعل للتأكد من استيفائها لهذا الشرط.

وكانت نقابة الأطباء قد تابعت التحقيق الصحفى الذى تم نشره بتحقيقات الأهرام فى ٨ ابريل الماضى تحت عنوان «بيزنس مراكز التخاطب»، ورأت ضرورة توعية الجمهور وإيضاح ما يتم اتخاذه من إجراءات لوقف هذه التعديات، حيث أبلغت النقابة إدارة العلاج الحر بانتشار وجود مراكز مفتوحة تحت مسمى «مراكز تخاطب» كل القائمين عليها ليسوا أطباء، وأيضاً قيام بعض المراكز الطبية بالاستعانة ببعض معالجى اللغة والكلام من غير الأطباء للقيام بتأهيل الحالات فى عيادتهم من دون إشراف طبيب تخاطب.

وأوضحت النقابة فى خطابها الموجه لإدارة العلاج الحر أن هناك بعض الأشخاص الحاصلين على ماجستير أو دكتوراة فى أفرع علمية أخرى مثل الآداب وعلم النفس والخدمة الاجتماعية والتربية أو ما شابه ذلك من كليات غير طبية وحصلوا على دورة تأهيل تخاطبى بينما يقدموا أنفسهم للمرضى تحت مسمى «دكتور أخصائى أمراض تخاطب».


وبحسب الدكتورة نيهال هشام عبدالحميد مدرس مساعد أمراض التخاطب وعضو لجنة التخاطب بنقابة الأطباء، فقد تم الإجماع على أن أمراض التخاطب تخصص طبى إكلينيكى يشمل تشخيص وعلاج أمراض الصوت، والكلام، والبلع، وصعوبات التعلم، ويتم من خلاله تشخيص وعلاج أمراض التخاطب بمعرفة طبيب أمراض التخاطب وتكون مسئوليته تشخيص المرض ورسم استراتيجية العلاج ووصف العقاقير واجراء الجراحات فى اطار هذا التشخيص.


واتفق أعضاء الجمعية المصرية للتخاطب وعلاج الكلام فى اجتماعات سابقة على أن يكون المسمى الوظيفى الخاص بالطبيب المتخصص بأمراض التخاطب هو «طبيب أخصائى أو استشارى أمراض التخاطب»، بينما من هو مؤهل للقيام بتدريبات التأهيل التخاطبى من غير الأطباء فيسمى «معالج كلام ولغة».


وتقول: يجب علينا التصدى لمثل هذه التعديات على المسمى الوظيفى تجنباً لما يتعرض له المريض من تضليل ومضيعة للوقت المفترض استغلاله للتأهيل والعلاج وما ينتج عنه من إساءة للمهنة وحفاظاً على حقوق المريض وفقاً لعضو لجنة التخاطب بنقابة الأطباء فقد اتخذت الجمعية العمومية العادية لنقابة الاطباء عدة قرارات فى مارس الماضى بعدم السماح بالترخيص لإى منشأة طبية سواء عيادة أو مركز، أو مستشفي، أو مدرسة ذوى الاحتياجات الخاصة، بممارسة مهنة التأهيل التخاطبى إلا بعد التأكد من وجود طبيب امراض تخاطب بالمكان لضرورة الاشراف الطبى المتخصص فى هذا المجال وايقاف ممارسة هذا التخصص بالمنشآت فى حالة عدم وجود طبيب امراض تخاطب.


كما قررت الجمعية العامة تشكيل لجنة لبحث القانون المنظم لمهنة التأهيل التخاطبى ومخاطبة وزارة الصحة والجهاز المركزى للتنظيم والادارة لتحديد المسمى الوظيفى والمهام الوظيفية للتفرقة بين اطباء التخصص والزملاء الفنيين العاملين بالتخصص لمنع الخلط وحماية للمرضي.


الطب النفسى


ووفقاً للدكتورة نيهال فهناك ٢٨٥ طبيبا فقط المسجلون فى تخصص التخاطب بنقابة الأطباء وهو عدد ضئيل جداً مقارنة بعدد العيادات المنتشرة الآن. واشارت الى أن علاج حالات التخاطب قد يحتاج إلى التعاون مع عدد من التخصصات الطبية ومنها الطب النفسى والانف والاذن والسمعيات ولكن لا يمكن لاى منهم تقديم العلاج بالكامل من دون طبيب التخاطب.


وأشارت إلى أن بعض الأهالى يتوجهوا بأبنائهم إلى اطباء الأطفال أو الطب النفسى عندما يلاحظون تأخرهم فى الكلام، وتكون النصيحة من بعض هؤلاء الأطباء هو الانتظار لسن ثلاث أو اربع سنوات مما يؤخر علاج الطفل.


وتضيف: عشوائية الحصول على شهادات التأهيل التخاطبى أدت إلى ظهور الكثير من «النصب» فى هذا المجال وإلى انتشار العيادات غير المرخصة وتطالب نقابة الاطباء المواطنين الذين يتعرضون للنصب من هذه المراكز بضرورة ابلاغ العلاج الحر عن اماكنها. واكدت أن هناك ثلاث مراكز فقط على مستوى الجمهورية هى التى تقدم دورة معتمدة للتأهيل التخاطبى للحاصلين على ليسانس الأداب والتربية أو الكليات التى لها علاقة بالتخصص حيث لهم الأولوية عن باقى المتقدمين وهذه الأماكن هي، وحدة امراض التخاطب بطب عين شمس، ووحدة امراض التخاطب بمعهد السمع والكلام ووحدة امراض التخاطب بطب الأسكندرية، وتمتد الدورة لأكثر من عامان ونصف العام.


واستنكرت وجود دورات مقدمة من كليات الأداب والتربية فى مجال التأهيل التخاطبى بينما هو تخصص طبى فى المقام الاول!!


تداخل التخصصات


وتؤكد على ما سبق الدكتورة وفاء وافى استاذ التخاطب بطب عين شمس مشيرة إلى أن طب امراض التخاطب وصعوبات التعلم موجود فى مصر منذ عام ١٩٧٤، حيث انشأ هذا القسم الدكتور محمد ناصر قطبى بكلية طب جامعة عين شمس، وبعدها تم تأسيس اقسام التخاطب بمختلف الجامعات المصرية مثل القاهرة والاسكندرية والمنصورة واسيوط والمنيا، وانشأت اول دورة تدريبية بكلية الطب جامعة عين شمس لتعليم وتخريج اخصائى التأهيل التخاطبى ولمدة ثلاث سنوات ووضٌع لهم برنامج دراسى يحتوى على الكثير من المواد الطبية الأساسية للتدريب وبعض المواد الهامة الأخرى مثل الصوتيات، واللسانيات، حيث تجرى للطلاب فى هذه الدورات اختبارات جادة نظرية، وشفوية، وعملية، وقد لا يجتاز هذه الاختبارات اكثر من ١٠٪ من الطلاب والتى تقدم الآن فى ثلاثة أماكن فقط.


وتؤكد أن هذه هى الدورة الوحيدة المعترف بها بمصر لتخريج اخصائى التأهيل التخاطبى الذى يعمل تحت اشراف طبيب امراض التخاطب، وهو الوحيد المنوط به الكشف والتشخيص الاكلينكى وعمل التقويمات والاختبارات اللازمة لاتمام التشخيص، مثل التقويم اللغوى، واختبارات النطق، واختبارات التلعثم، والصوت، وملاحظة السلوك وليس اى تخصص طبى آخر ولكنه قد يستعين باخصائى علم نفس الاكلينيكى لمعرفة معامل الذكاء، ويعد طبيب التخاطب البرنامج الخاص بكل طفل تبعا لما تظهره نتائج الاختبارات من نقاط ضعف، ثم يعهد به إلى أخصائى التأهيل التخاطبى لتنفيذ هذا البرنامج تحت اشراف طبيب التخاطب للمتابعه على المدى الزمنى الذى يحتاجة كل طفل.


وبسبب فوضى الألقاب تعترض الدكتورة وفاء وافى على استغلال مسمى اخصائى لغير المتخصصين فى مجال التخاطبن، وتقول:” كلمة اخصائى تخاطب لا تطلق ابدا إلا على طبيب تخرج من كلية الطب بعد دراسة سبع سنوات، ثم امضى فترة النيابة بقسم امراض التخاطب لمدة ثلاث سنوات، وقضى بعد ذلك خمس سنوات لنيل درج الماجستير فى امراض التخاطب، ثم خمس سنوات اخرى بعد الماجستير اى نحو واحد وعشرين عاما على الاقل ليفوز بلقب اخصائى التخاطب”. وتطالب وافى برفع الوعى لدى المواطنين بضرورة التوجة إلى طبيب أمراض التخاطب وليس إلى أى تخصص آخر فى حال ملاحظة مشكلات متعلقة بالنطق والكلام عند الأطفال لتداركها فى السن المناسب.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق