ورغم أن هذه الثورة تم تقديمها فى العديد من الأعمال الفنية فإن للخبراء وأهل الفن رأيا أخر، فيقول المخرج عمر عبد العزيز: إن ثورة يوليو ثورة عظيمة فى أهدافها والمبادئ التى إرتكزت عليها وكانت بحق ثورة حقيقية ضد الظلم والإستبداد وكان لها دورها فى تحقيق العدالة الإجتماعية وبالتالى هى من أهم الثورات فى العصر الحديث أما من الناحية الفنية فهى فى رأيى لم تجسد بالشكل المطلوب حتى الآن ورغم الأعمال الفنية العديدة التى تناولتها فلم تعطيها حقها، فنريد أعمال عن مجلس قيادة الثورة مثلا ودورهم فى نجاحها وأعمال عن أبناء وأسر قيادات الثورة وأين هم الآن وأعمال توضح ماذا بقى من أهداف الثورة وأعمال عن مساهمات الثورة فى ثورات التحرر الأخرى عربيا وأفريقيا، فتاريخ مصر يحتاج الى أعمال فنية ضخمة وليس أعمال متناثرة تكتب حسب الهوى.
وأضاف: أيضا نحتاج إلى حياد فى الكتابة بعيدا عن الإنتماء السياسى فتاريخ مصر يستحق كتابته برؤية فنية مختلفة وإنتاج ضخم حتى يبقى محفوظا فى ذاكرة الأمم والشعوب وأتمنى تقديم أعمال عن ثورة يوليو خاصة فيما يتعلق بقيادات الثورة لأنه هناك شخصيات كبيرة ومؤثرة شاركت فيها وكل واحد منها يستحق عمل فنى خاص به أيضا، كما أتمنى المشاركة فى تقديم عمل فنى عن علاقة الرئيس عبد الناصر بالمشير عبد الحكيم عامر لأن تاريخ الأمم والشعوب يجب ألا ينسى وقد قدمت مسلسل «أهل الهوى» منذ سنوات قريبة عن ثورة 19 إذن التاريخ به زوايا عديدة وأسرار لاتنتهى وطوال الوقت هو مشوق وجذاب فنيا
ويقول المؤلف محمد السيد عيد: إن ثورة يوليو ثورة فارقة فى تاريخ مصر ومن حسن حظها أن كبار الأدباء والمفكرين والكتاب عاشوا هذه اللحظات وكتبوا عنها الكثير والكثير ولكن حتى هذه اللحظة هناك جوانب كثيرة فى الثورة لم تأخذ حظها فى المجال الفنى وتحتاج للمزيد من الأعمال الموضوعية التى تكرس هذه الفترة الهامة من تاريخ مصر وهناك جوانب إنسانية وإجتماعية وسياسية وأهداف داخلية وخارجية تحتاج إلى كتابتها برؤية فنية متجددة لأن الجمهور متجدد والحقيقية أن الأحداث الكبرى فى مصر التاريخية والسياسية تحتاج إلى كتيبة عمل بمشاركة الدولة وأهل الفن لإنتاج أعمال تليق بتاريخ مصر العظيم وأنا لدى مشروع لكتابة تاريخ مصر منذ سنة 50 وحتى الآن وهو مشروع ضخم أتمنى إنجازه خلال السنوات القادمة
ويقول د.جاد طه أستاذ التاريخ وعميد أداب عين شمس الأسبق: إن كتابة الأعمال الفنية التاريخية يجب أن تخرج على أعلى مستوى خاصة فى المراجعة الدقيقة للتاريخ والمعلومات فهى تحتاج إلى وقت ومراجعة لأنها تعتمد على حقائق وليست قصص من الخيال ولا يوجد حتى الآن العمل الفنى المتكامل عن ثورة يوليو خاصة أهدافها الكثيرة والمتعددة والتى لم يتطرق إليها أحد وأطالب بإنتاج عشرات الأفلام المتكاملة فى منظومة واحده تحكى تاريخ الثورة ومراحلها وأهدافها وماتحقق منها وتأثيرها على المجتمع حتى الآن.