خاصة المتربصين بنا سوف يتلقفون هذه التصريحات ليبنوا عليها قصصا وهمية غير واقعية عن عدم الاستقرار الأمنى لضرب اقتصادنا وبث حالة من القلق لدى المستثمر والسائح ومنظمى الرحلات فى العالم ليتراجعوا عن ضخ أى استثمارات جديدة او تيسير رحلات الى مقاصدنا السياحية المختلفة. وعلى الرغم من ان العالم كله الآن يحارب الأرهاب.. فإن وسائل الأعلام الغربية خاصة المأجورة منها رأت فى هذه التصريحات الصادرة من رأس الحكومة فرصة للنيل من اقتصاد مصر الذى بدأ فى التعافى مجددا.
وبالفعل حدث ما حذرنا منه بالحرف الواحد وقامت شركة فرانك روسو اكبر منظم للرحلات بالسوق الإيطالية بإلغاء خطط إقامة اكبر مؤتمر للبنوك الإيطالية فى سهل حشيش بالغردقة وأعلنت عن توقيف 6 رحلات طيران كانت ستقل رجال البنوك من إيطاليا وأوروبا اضافة الى نجوم السينما والرياضة فى الأندية الإيطالية.. وأكدت الشركة الإيطالية فى خطابها للجانب المصرى ان هذا الإلغاء سببه تناول الصحافة الايطالية لتصريحات رئيس مجلس الوزراء المهندس ابراهيم محلب بان مصر فى حالة حرب..مما دفع المنظمين للإلغاء عقد المؤتمر ونقل وجهته الى دولة اخري.
كان من الممكن ان تمر هذه التصريحات مرور الكرام لو صدرت من دولة أخرى غير مصر..ولكن لأن هناك لوبى أوروبى يعمل ضد مصر فقد اغتنم هذه التصريحات وحشد وسائل الإعلام لينال من السياحة المصرية.. وللأسف فقد نجح فى التأثير على صناع القرار السياحى فى العالم فى ظل عدم وجود لوبى مصرى لتوضيح الصورة.
واقع الحال يقول إن قطاع السياحة ليس لديه خطة لمواجهة الأزمات الطارئة واكتفى بالحملات الإعلانية التى ستعلن عنها وزارة السياحة خلال الشهور القليلة المقبلة..وأن مكاتب هيئة التنشيط السياحى وهيئة الاستعلامات غير مؤهلة لمواجهة آلة الأعلام الغربي..ونستطيع أن نسرد العديد من الأدلة على ذلك منها نقل عقد المؤتمر من مصر وإلغاء شركة إنجليزية لرحلاتها اليتيمة من مانشستر إلى مدينة الأقصر..وتوقف إجراء حجوزات جديدة لشركة فرانك روسو الإيطالية إلى شرم الشيخ.
وفى هذا الشأن تلقيت اتصالا هاتفيا من شريف شاهين أحد كبار المستثمرين بشرم الشيخ والغردقة تناول تفاصيل صراعه من اجل الحصول على تنظيم مؤتمر Banca General وهو من أكبر وأضخم المؤتمرات الايطالية التى تقام خارج إيطاليا..وأضاف انه نظرا لضخامة الحدث فقد قام بضخ استثمارات جديدة لإضافة 250 غرفة فندقية لطاقة المنتجع حتى يستطيع استيعاب الأعداد المشاركة فى المؤتمر والتى تصل إلى ما يزيد على ألف مشارك بالإضافة إلى عدد من نجوم السينما والأوبرا والرياضة الايطالية ضيوف شرف المؤتمر.
وأردف إننا فوجئنا بالشركة الايطالية تقوم بإلغاء عقد المؤتمر وأرسلت بريدا إلكترونيا جاء فيه انه نظرا لتصريحات رئيس مجلس الوزراء إبراهيم محلب بأن مصر فى حالة حرب وكذلك تحديث تحذيرات السفر لمصر الصادرة عن الخارجية الايطالية.. بجانب الهجوم على القنصلية الايطالية بالقاهرة..فإننا نبلغكم بإلغاء المؤتمر من مصر استنادا إلى بند القوة القاهرة.
مضيفا ان الشركة قامت بإلغاء بعض رحلاتها مع عدم إجراء حجوزات جديدة مما يؤشر الى أن السياحة الايطالية قد تتراجع مما يستدعى تحرك جميع الأجهزة المعنية..وتسأل أين خطتنا لمواجهة هذه الحرب التى تشن ضد الاقتصاد المصرى لافتا الى ان غيابنا عن الاعلام الدولى ومنظمى الرحلات ادى إلى نقل السائحين من تونس عقب الهجوم الارهابى إلى تركيا بدلا من مصر!!، وأضاف ان قطاع السياحة الخاص والحكومى يعلم جيدا اننا نواجه ارهابا وانه من المتوقع ان تحدث بعض العمليات الاجرامية هنا او هناك..ومع ذلك لا توجد لدينا خطط مسبقة للرد على كل ما قد يقال عن مصر. وهنا طالب شريف بأن يتم تخصيص ميزانية ضخمة لمواجهة «الأزمات الطارئة» لتشكيل «لوبي» من الإعلاميين فى الصحف الأوروبية.. وذلك حتى يدحض الافتراءات التى تنشرها بعض الصحف عن الأوضاع السياسية والأمنية فى مصر..وعلى الرغم من أهمية السوق الايطالية باعتبارها من أكبر الأسواق المصدرة للسياحة لمصر فإن رئيس مجلس الوزراء ابراهيم محلب لم يصطحب معه وزير السياحة خالد رامى واكتفى بوزير الصناعة منير فخرى عبد النور..مما يؤكد أن صناعة السياحة لا ترقى إلى أهمية الملفات الاقتصادية الأخرى التى ينوى رئيس الوزراء اثارتها مع الجانب الايطالي.