تلك الحشود من الأعضاء وفى ثانى أيام عيد الفطر المبارك جاءت لتحتفل «بالحياة» ولم يرهبها «أراجيف» التهديد بتحويل أرض مصر إلى بحر من الدماء حال عدم التوصل إلى «مصالحة» بين الكبير والمتربصين، لقد أثبت الشعب المصرى العظيم باحتفالاته المترامية فى طوال البلاد وعرضها أن أحدا مهما تكن هويته ونياته وغدره حتى بجيرانه وبنى بلدته، أيا كان لن يستطيع أن يرهب ويرعب هذا الشعب ويحول بينه وبين الاحتفال بالأعياد، ومصر أم الأعياد وهى التى اخترعتها وجاء الإسلام ليضيف إليها عيدى الفطر والأضحى ويمارس فيهما الشعب بكل حرية طقوسه وعاداته. لقد رأيت الفرحة الطاغية فى عيون أطفال النادى وهم يلعبون مع أقرانهم، ويتسابقون فيما بينهم فى الألعاب المختلفة، ورأيتهم وهم يصرون على مشاهدة أفلام «الرعب» فى دار السينما الموجودة داخل النادي، وحاولت تفسير ذلك فلم أجد تفسيرا محددا ربما يكون السبب هو أفلام الرعب التى تقدمها دور السينما، أو مسلسلات الرعب والعنف التى تمتلئ بها الفضائيات خاصة فى شهر رمضان الكريم وربما تفاسير كثيرة، ولكنها واقع شاهدته حتى من أطفال عمرهم ثلاث سنوات يتزاحمون على قطع تذاكر للمشاهدة وتسألهم: ماذا تفضلون؟ يجيبونك نريد أفلام «panic» وتجد هذه الصورة فى جميع ربوع مصر من زحام فى حدائق الحيوانات والحدائق العامة، ولو زرت الإسكندرية هذه الأيام، فلن تجد مكانا خاليا فى الشوارع لتركن سيارتك فيه، ولا مكانا متاحا على الشواطيء لتحط رحالك على رمالها. الزحام رهيب ليلا ونهارا، وسوف يمتد هذا الازدحام لباقى موسم الصيف، فالحياة تدب بكل قوة على أرض مصر، واليأس يتملك كل من يهدد أمنها وسلامها مهما طال الوقت، والشعب حينما يخرج للاحتفال والتنزه فهو يعبر عن تحديه لكل من يريد به سوءا، والمطلوب هو أن تتضافر جميع القوى الشعبية لترسيخ هذا التحدي، وأن يكف البعض عن التحريض، وأن يمتنع من فى قلبه مرض عن الترويع، ويدرك أن التفخيخ لا ينصر أى قضية، وقد حسم الشعب أمره واتخذ قراره ويجب أن يخجل البعض من نشر معلومات مغلوطة تسيء لأجهزة الأمن والجيش، ومن المهم نشر روح التفاؤل بالمشروعات الحيوية القادمة التى سوف تنتقل بمصر إلى آفاق عالمية ننتظرها منذ أمد بعيد وعلى رأسها افتتاح قناة السويس الجديدة التى خرج الشعب بكل الحب لتمويل مشروعها فى أسبوع.
محاسب ــ عبدالمنعم النمر
جليم ــ رمل الإسكندرية