رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

فتاة شيشانية تفضح ولاء «قديروف» للحليف الروسى

هدير الزهار
خيدا جوالابيفا، فتاة شيشانية جميلة، تبلغ من العمر 17 عاما، بين ليلة وضحاها أصبحت مسار حديث وجدل عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وذلك عقب نشر صور وفيديوهات لها يوم زفافها وهى تبدو فى غاية الحزن تنظر للأرض وتمشى بخطوات ثقيلة وكأنها مقدمة على الانتحار وليس على الزواج.

 العروس الحزينة كان بجوارها فى كل الصور رجل يكسو البياض شعره ،ظن الجميع أنه والدها لتصدمهم بعد ذلك حقيقة أنه العريس «نزهود جوشيجوف» ضابط الشرطة الروسى الذى يبلغ من العمر 50 عاما ويكبرها بأكثر من 30 عاما.

وبعد البحث والتقصى حول تلك الزيجة، اتضح أن الضابط الروسى طلب الارتباط بتلك الفتاة الشيشانية ولكن طلبه قوبل بالرفض، مما جعله يلجأ لتهديدها بأنه فى حال استمرار رفضها سيقوم بخطفها وارغامها على الزواج منه، كما سيقوم بتشريد أهلها، مما جعلها توافق على التضحية بنفسها وحماية أهلها. وقد أثارت تلك الزيجة غضب الرأى العام وعدد من الجمعيات الحقوقية فى الشيشان وروسيا، وشن على أثرها حملة انتقاد وتهكم شرسة على الرئيس الشيشانى رمضان قديروف، الذى حضر العرس، والذى خرج لوسائل الإعلام ليقول بأنه قام شخصيا بالتحقيق فى تلك الزيجة، وأن العروس وأهلها كانوا موافقين عليها، وأن إجبار العروس وتهديدها ما هى إلا شائعات يروجها عدد من الليبراليين، الذين يريدون هدم العادات والتقاليد المحافظة فى الشيشان!

وقد اتضح فيما بعد أن الرئيس الشيشانى صديق شخصى للضابط الروسى «العريس»، ليس هذا فقط بل تصدى قديروف للدفاع أكثر عن الضابط الروسى ،الذى انتقد البعض اقدامه على الزواج بفتاة شيشانية بالرغم من أن لديه زوجة أولى روسية لا تزال على ذمته، بالاعلان عن تأييده لتعدد الزوجات بل ومحاولته إقناع نساء الشيشان بمدى أهمية أن يتزوج رجالهم باثنين وثلاث نساء بحجة «أن لتعدد الزوجات فوائد شرعية حيث يساعد الرجل على التخلى عن الكذب، و يحميه من الانزلاق فى فخ العلاقات المحرمة. كما ذكر أن تعدد الزوجات له فائدة قومية ألا وهى أنه يقى من الأمراض التى قد تنتج عن العلاقات».

وبالرغم من عدم قانونية تعدد الزوجات داخل روسيا لكن جاءت موافقة السلطات الروسية على قرار قديروف بحجة احترام التعاليم الإسلامية . ولكن الحقيقة هى أن قديروف، المعروف بقبضته الحديدية فى حكم الشيشان، منذ أن عينة رئيسا للشيشان فى عام 2007 و كان عمره آنذاك لا يتعد الـ 30 عاما، لنجاحه فى السيطرة على شعبه.

واثار اعلان قديروف الصادم واهتمامه المبالغ بأمر تعدد الزوجات سخرية وتهكما من جانب عدد كبير من مستخدمات وسائل التواصل الاجتماعى واللواتى يحاولن دوما انتقاد أرائه الخاصة بالنساء، والتى تنم عن أن أفكاره تعود للقرون الوسطي، وذلك بعد أن طالب قديروف الرجال بإبقاء نسائهم بالمنازل وعدم السماح لهن بالخروج وإبعادهن عن كل وسائل التواصل الاجتماعي.

و ذكرت يكاتيرينا سوكيريانسكا، الخبيرة فى شئون دول القوقاز وعضو مجموعة إدارة الأزمات الدولية¡ أن العديد من المدافعين عن حقوق الإنسان أكدوا أن وضع المرأة فى بعض الجمهوريات القوقازية يتدهورخاصة فيما يتعلق بإجبار النساء على الزواج.وأشارت إلى أن تلك المسألة تحديدا تعتبر جديدة بالنسبة للشيشان. فقد كان من العار سابقا على العائلة الشيشانية إرغام المرأة على الزواج من رجل ما. وأضافت يكاتريرينا أن لباس المرأة فى الشيشان أصبح مراقبا بشدة وذلك منذ أن طبق عام 2008 معيارا لا يسمح للمرأة بدخول المدارس والجامعات ومؤسسات الدولة إلا إذا ارتدت تنورة طويلة، وقميصا أو بلوزة بأكمام طويلة، وكانت محجبة. كما أن التدخين يعرض المرأة للاعتقال.أما الكاتبة والمصورة الروسيةـ الأمريكية ديانا ماركوسيان، المتخصصة فى الشئون الشيشانية والتى حاولت على مدى عامين أن ترصد ما تعانيه الفتيات والمراهقات فى الشيشان من خلال عدة تقارير مصورة، فقد ذكرت أنه «كونك امرأة شيشانية يعنى أن تفقدى كثيرا من حقوقك وحرياتك» حيث ان نسبة كبيرة منهن لم يكملن تعليمهن وبعضهن أرغمن على الزواج وأخريات اخترن بأنفسهن الزواج كسبيل للاستقرار والتخلص من القيود الأسرية وكسب احترام المجتمع. وقد أيدها فى الرأى بافل استاخوف مفوض موسكو فى مجال حقوق الطفل، والذى قال «إن الفتيات فى الشيشان اللواتى لا تتعدى أعمارهن الـ 27 عاما أصبحت التجاعيد تملأ تفاصيل وجوههن وكأنهن فى الـ 50 من العمر».

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق