وصرح المحاسب سمير مصطفى متولى احد خبراء سوق التأمين المصرية ورئيس الفريق المشرف على اعداد الكتاب الموسوعى - والذى ترجم ايضا الى اللغة الفرنسية من خلال احدى الشركات الفرنسية الكبرى التى تعمل بسوق التأمين المصرية – بأن هذه العروض تؤكد مكانة سوق التأمين المصرية التى تعد من اقدم اسواق التأمين فى العالم، كما أسهمت بجهد كبير فى تطور صناعة التأمين عالميا ونشرها فى اسواق الدول العربية ومعظم الأسواق الإفريقية بل وفى أسيا أيضا حيث استعانت تلك الاسواق بالكوادر المصرية لتأسيس شركات تأمين وهيئات الرقابة بها وبالقانون المصرى الحاكم للصناعة لوضع قوانينها الوطنية.
وأشار الى ان الموسوعة تعرض لكل هذه التجارب ولتطور صناعة التأمين المصرية عبر اكثر من 150 عاما بدءا من تاريخ الصناعة وكيف دخلت مصر عام 1854 والذى شهد اصدار امر عال لوالى مصر محمد على باشا فى ذلك الوقت بإنشاء اول نظام للمعاشات المدنية ، حيث لم يكن التأمين التجارى معلوما للمصريين ولا يمثل اهمية بالنسبة لهم الى ان بدأ تدفق الاجانب على مصر واشتغالهم بتجارة القطن وتصديره للخارج.
واشار متولى الى ان من المعلومات المهمة التى يكشفها الكتاب ايضا ان اول وثيقة تأمين على الحياة صدرت فى مارس 1935 لصالح مدرس بمدرسة الرمل بالاسكندرية ، كما ان الزعيم جمال عبد الناصر استصدر وثيقة تأمين على حياته بقيمة 1500 جنيه ، بجانب رصد اثار العدوان الثلاثى على مصر على صناعة التامين المصرية حيث منعت انجلترا وفرنسا شركات إعادة التأمين الاجنبية من التعامل مع مصر وهو القرار الذى رفضته شركتا ميونخ رى وسويس رى العالميتان حيث استمرا فى تعاملاتهما معنا وهو موقف ايجابى لا ينساه العاملون بسوق التأمين المصرية، لافتا الى ان من تداعيات هذا الموقف انشاء اول شركة مصرية لاعادة التأمين التى صدر مرسوم تأسيسها من الرئيس جمال عبد الناصر فى 2 سبتمبر عام 1957 وهو ما يوضح اهمية الخطوات التى تتبناها وزارة الاستثمار واتحاد التأمين لاعادة تأسيس شركة مستقلة لإعادة التأمين مرة اخري. وقال ان الكتاب يستعرض جميع التطورات التى مرت بصناعة التامين من نشأتها ، مع رصد لتطور اداء جميع الشركات العاملة حاليا بالسوق المصرية عبر سلسلة من البيانات والمعلومات لاكثر من 10 سنوات مما يعد ثورة من البيانات التى تفيد الباحثين والخبراء حيث تعرض لتطور مراكزها المالية وارباحها والاشتراكات التأمينية التى حققتها والتعويضات المنصرفة لعملائها.