وإضافة منهج مستقل بجميع مراحل التعليم الأساسى بهدف زيادة الوعى السياحى لدى الطلاب بالتوازى مع برنامج قومى لتنشيط السياحة الداخلية برحلات سياحية للطلاب طوال أشهر الإجازة الصيفية بأسعار مدعمة تحت إشراف المدرسين مع مراعاة أن تكون الأولوية لزيارة الأماكن السياحية والأثرية المقررة عليهم فى المناهج .
فكرة السفر والتعرف على البيئة المحيطة كما تراها الدكتورة بثينة عبد الروؤف الباحثة التربوية من العادات المكتسبة التى يلعب التعليم فيها دورا رئيسيا ، وذلك من خلال الممارسة وليس بوضع موضوعات حول أهمية السفر والسياحة فى المناهج التى تدرس بطرق تقليدية يحفظ الطالب الأماكن السياحية وأنواعها ، وقد تنتهى فترة التدريس التى تمتد حتى 14 عاما دون أن يذهب إلى أى من الأماكن التى قام بدراستها فيفتقد الطلاب الاتجاه الإيجابى للسفر والتنقل والتعرف على البيئة المحيطة .
والغرب كما تقول الدكتورة بثينة يعشق السفر ويعتبره من أهم خططه السنوية ، ويرجع ذلك إلى أن طوال فترات الدراسة تعمل المدارس على تنمية هذه القيمة حيث يخرج الطلاب أسبوعيا لدراسة البيئة المحيطة على الطبيعة وفى هذا اليوم يتم تدريس التاريخ والجغرافية والعلوم واللغة وحتى الرياضيات ، كما أن المدارس لديهم تنظم طوال أشهر الصيف رحلات للكشافة فى المناطق البعيدة ويعطى درجات للطلاب المتميزين فى هذه الرحلات . وجميع دول العالم تتفق على أهمية منح الطلاب عطلة قصيرة ( إجازة نصف العام ) وعطلة طويلة ( الإجازة الصيفية ) فى جميع المراحل التعليمية وإذا كانت الأولى متنفّسا يمدّ الطالب بطاقة إضافيّة من أجل الاستعداد لضغط نهاية العام الدراسى ، فالإجازة الصيفية تسمح بنمو عقل الطالب وشخصيته من خلال تعامله مع الآخرين بعيداً عن القوالب التربوية فى المدرسة ويجمع علماء النفس والتربية على أهمية التمتع بالإجازة فنجد الدول المتقدمة تهتم بالإجازة الصيفية من خلال إقامة المعسكرات الصيفية ونشاطات ترفيهية ورياضية وتوفير الرحلات السياحية المخفضة وتأتى أمريكا على رأس دول العالم فى السياحة الداخلية طوال فترة الصيف وبعدها فرنسا ثم انجلترا .
المناهج
أما الدكتور أشرف بهجت عبد القوى أستاذ المناهج وطرق التدريس بجامعة القاهرة فيرى
أن السياحة من أهم مصادر الدخل القومى لما نمتلكه من مقومات كالآثار والمزارات السياحية الثقافية والتاريخية والدينية والعلاجية المتعددة وبنية تحتية عملاقة وشواطئ رائعة وموقع جغرافى مميز وطبيعة خلابة وطقس معتدل وقد شهدت السنوات الأخيرة تدهورا كبيرا فى قطاع السياحة نتيجة للظروف السياسية التى نمر بها منذ ثورة 25 يناير ولم تستطع السياحة الداخلية أن تعالج هذا التدهور نظراً لانخفاض الوعى السياحى لدينا .
ويؤكد الدكتور أشرف أهمية تأثير المناهج الدراسية فى الحفاظ على قطاع السياحة وتنميته سواء المناهج التخصصية التى تدرس بالمدارس والمعاهد الفندقية وكليات السياحة والفنادق والآثار، والتى يعمل خريجوها فى قطاع السياحة وتشير الدراسات والبحوث المتخصصة إلى أن أغلب هذه المناهج لا تتماشى مع متطلبات سوق العمل السياحى ، لذلك فإن الأمر يتطلب ضرورة إعادة النظر فى التخصصات والشعب والخطط الدراسية والمناهج والمحتويات العلمية لهذه المناهج بما يتناسب مع متطلبات سوق العمل السياحى من خلال لجان علمية تضم متخصصين فى قطاع السياحية وتربويين ووكلاء سياحة مصريين وأجانب وممثلين للوزارات المعنية , أو المناهج الثقافية التى تدرس للطلاب غير المتخصصين بجميع مراحل التعليم مثل اللغة العربية والدراسات الاجتماعية والعلوم والاقتصاد وغيرها وهى مناهج تفتقر إلى متطلبات الثقافة السياحية والوعى السياحى للطلاب .
أوصى الدكتور أشرف بضرورة إضافة منهج مستقل بجميع مراحل التعليم الأساسى تحت مسمى الوعى السياحى يتضمن التعريف بالسياحة وأهميتها لمصر وأنواعها والمزارات السياحية وأماكن وجودها وكيفية التعامل مع السائحين وكل ما من شأنه أن يزيد الثقافة السياحية لدى الطلاب و ضرورة تضمين متطلبات الثقافة السياحية ضمن المناهج الثقافية الموجودة بالفعل فى مدارس التعليم الأساسى فعلى سبيل المثال يتم إدخال العديد من موضوعات القراءة والتعبير بمنهج اللغة العربية عن السياحة وأهميتها وأنواعها و إدخال الموضوعات الخاصة بالمزارات السياحية ضمن منهج الدراسات الاجتماعية و الحديث عن السياحة العلاجية وأهميتها ضمن موضوعات العلوم ،والحديث عن السياحة كمصدر أساسى للدخل القومى وتشغيل الشباب فى منهج الاقتصاد.
أجدادنا
أما صفاء المعداوى عضو مجلس إدارة المعاهد القومية ووكيلة وزارة سابق بالتربية والتعليم والتى تقدمت لوزير التربية والتعليم السابق بمشروع لربط التعليم الفنى بسوق العمل – قبيل إنشاء وزارة التعليم الفنى - فى عدد من القطاعات منها السياحة وأكدت من خلاله ضرورة التعاون العملى فيما بين وزارة التربية والتعليم ورجال السياحة على تحديد احتياجاتهم من العمالة ونوعية المهارات التى يحتاجون إليها فى الخدمات الفندقية وفن التعامل مع السائح وإجادة اللغة الهيروغليفية والإرشاد وصنع المقلدات وحتى المطبخ الفرعونى , خاصة أن إمكانات مصر تؤكد أنها دولة سياحية بامتلاكها ثلثى آثار العالم مما يتطلب وضع برنامج تثقيفى سياحى طول المراحل التعليمية من خلال إصدار عدة كتيبات متسلسلة تحت عنوان " أجدادنا " ويتم ذلك بالتوازى مع برنامج قومى تشارك فيه وزارات السياحة والتعليم والآثار والنقل والمواصلات والمحليات والبيئة والطيران المدنى لتنشيط السياحة الداخلية برحلات منظمة فى برامج للطلاب ومعلميهم بأسعار مدعمة ومشجعة , و ضرورة تعليم التلاميذ منذ الصغر أهمية السياحة الثقافية ليس فقط لتنشيط السياحة ولكن أيضا ليشعر هؤلاء الأطفال بان أجدادهم كانوا أصحاب أقدم حضارة و سبقوا العالم بالعلم والتقدم مع مراعاة أن تكون الأولوية لزيارة الأماكن السياحية والأثرية المقررة عليهم فى المناهج ومراعاة البعد الاجتماعى والاقتصادى للطلاب أبناء محدودى الدخل خاصة المتفوقين دراسيا منهم .
للتعليم دور
من جانبه يرى الدكتور سلامة طراد وكيل أول وزارة التربية والتعليم أن السياحة بشتى أنواعها مرآة الوطن داخلياً و خارجياً و من أهم دعائم الاقتصاد الوطنى ,والتعليم على مر العصور الداعم الأساسى للسياحة و لو نظرنا إلى السياحة الدينية أو العلاجية أو الترفيهية أو الجغرافية نجد أن التعليم له دور واضح فى هذه المجالات .
ويدلل الدكتور سلامة بأحداث البر الغربى وما شهده معبد حتشبسوت وما آلت إليه السياحة فى تلك الفترة مما دفع وزارة التربية و التعليم من خلال المديريات والإدارات التعليمية إلى تنظيم قوافل لتنشيط السياحة و الانتقال إلى الأقصر و أسوان ونشر اللجان والأفراد فى المجتمع لبث الطمأنينة بين السياح , و من أهم أدوار التعليم فى تنشيط السياحة بث ثقافة جذب السائحين وتعريف المجتمع بكنوز مصر السياحية من آثار ومنتجعات للسياحة العلاجية والترفيهية وغيرها . ولا ننسى أن نهضة التعليم التى أحدثها محمد على قامت على إرسال البعثات التى كانت الداعم الأول للسياحة فى مصر .
وأكد طراد دور وزارة التعليم فى تنشيط السياحة أيضا من خلال تنظيم الرحلات داخلياً و خارجياً ودراسة آثار البلاد ومعرفة الأماكن الجغرافية و التاريخية و وجود نماذج لجذب السياح و ثقافة معاملة السياح و إعداد جميع الكوادر التى تخدم منظومة السياحة من مرشدين سياحيين والعاملين بالسفارات وأى فرد يتعامل مع السائحين يستقى ثقافته من التعليم فلو صلح حال التعليم صلح حال السياحة و التعليم هو المنوط به نشر خارطة البلاد الثقافية و الدينية و السياسية .