وكان الرئيس قد وجه بسداد ديون الغارمات وإعادة دمجهن فى المجتمع على أساس أن المرأة هى عماد الأسرة المصرية ، وكلف المجلس التخصصى للتنمية المجتمعية، التابع لرئاسة الجمهورية، بمتابعة هذه القضية مع الجهات التنفيذية والقضائية المختلفة، للتخفيف عن البسطاء اللائى ضاقت بهن سبل العيش واضطررن إلى الاستدانة.
وأوضحت د. رندا رزق، عضو المجلس التخصصى للتنمية المجتمعية، أن الرئيس السيسى كلف المجلس بالتنسيق مع الحكومة للتوصل الى عدد من الحلول من أجل تجفيف المنابع لعدم الوقوع فى الاستدانة، على أن يكون الهدف الوصول إلى أن تصبح مصر بلا غارمات قبل نهاية 2015.
وأشارت إلى أنه يجرى حاليا دراسة تعديل عدد من التشريعات لسد المنافذ وتوفير احتياجات المرأة، بحيث تقوم وزارة التموين باقتراح تعديلات على قانون حماية المستهلك، لطرح مبادرات جديدة للبيع بالتقسيط، حتى لا يستغل بعض ضعاف النفوس حاجة الغارمات.
وأضافت أن الحكومة تدرس كذلك تعديل قانون التجارة، لا سيما المواد الخاصة بالتعاملات بالشيكات وإيصالات الأمانة، فضلا عن حل العديد من القضايا عن طريق النيابة العامة قبل أن تصل إلى مرحلة التقاضى والإدانة.
وأوضحت أن هناك اقتراحا يجرى مناقشته حاليا لإنشاء دوائر قضائية خاصة بالغارمات، حتى يتم اتمام القضايا بصورة ناجزة ومتخصصة، وقالت إن هناك حالات معقدة من القضايا لوجود الآباء مع زوجاتهم من الغارمات فى السجون، موضحة أنه تم الإفراج أمس على 13 زوجا من أزواج الغارمات المفرج عنهن.
وأشارت إليأنه سيتم توفير مظلة من الحماية الاجتماعية للغارمات فور خروجهن من السجن، بحيث يتم تأهيلهن للاندماج فى المجتمع وحتى يصبحن قادرات على توفير الرزق، وذلك من خلال توفير العمل لهن عن طريق المشروعات الصغيرة، أو العمل فى بعض الجمعيات الأهلية.
وقالتإن توجيهات الرئيس السيسى أكدت ضرورة أن تكون الأم موجودة داخل أسرتها، حتى نتجنب المشكلات الاجتماعية القائمة فى المجتمع مثل تسرب الأولاد من المدارس، مرورا بالمشكلة الأكبر بوجود أطفال بلا مأوي.
وأضافت أن رؤية الرئيس فى شأن الغارمات، تتركز فى تجفيف منابع المشكلة، بحيث يتم توفير السبل المثلى لهن قبل الزج بهن فى السجون، وحتى نتجنب ما قد نفقده من موارد لإعادة تأهيلهن.
وكانت الغارمات قد غادرن السجن أمس بعد مشاركتهن فى احتفالية كبرى داخل أسواره، حضرتها د. ليلى إسكندر، وزيرة التطوير الحضرى والعشوائيات، والمهندس محمد عبد الظاهر، محافظ القليوبية، ود. أسامة الأزهري، عضو المجلس التخصصى للتنمية المجتمعية، واللواء حسين السوهاجى مدير مصلحة السجون، اللواء راضى عبد المعطي، مدير إدارة التواصل المجتمعى بوزارة الداخلية. وتم توزيع كارتونة من السلع التموينية تزن 30 كيلو لكل غارمة.
وأشادت الغارمات بمبادرة الرئيس السيسي، وسط دموعهن، وقدموا الشكر له على تحقيق حلمهن بالعودة إلى بيوتهن قبل عيد الأضحى المبارك، ودعوا الله أن يحفظ الرئيس للبلاد ويحميه من كل سوء، طالما يعمل الخير من أجل المواطنين.
وبكت بعض الغارمات وسجدن لله شكرا على خروجهن من السجن، وحكت بعضهن عن الظروف التى اضطرتهن إلى الاستدانة، ومنها أموال بسيطة لرعاية أسرهن وأزواجهن المرضي، ومنهن من حكم عليها بالسجن 30 عاما، وطالب عدد منهن بتوفير مساكن لايواء أسرهن التى تصل إلى 12 فردا.
ومن جانبها أكدت وزيرة التطوير الحضرى والعشوائيات، أن وزارتها تعمل على تطوير الأماكن جنبا الى جنب مع تطوير القوة البشرية، وأن الدولة تعمل على الاهتمام بالقضية السكانية قبل العمران، وقالت إن مبادرة الرئيس تسهم فى تحسين مستوى معيشة المرأة المصرية وتقديم الدعم لها من خلال تواجدها داخل أسرتها.
وقال د. أسامة الأزهرى إن مبادرة الرئيس تتحقق بالتعاون بين المجلس التخصصى وأجهزة الدولة المختلفة، حتى تعود كل سيدة كريمة حملت على عاتقها عبء الاسرة إلى منزلها، وقال إن هذه السيدة بطلة وفدائية واليوم يرد إليها الاعتبار ،وأن الوطن يمد يده إليها، وناشد الدائنين بالعودة إلى المعدن المصرى الأصيل من التسامح.
وعلى جانب آخر، شهدت محافظة القليوبية أمس تدشين أعمال المبادرة الجديدة للرئيس السيسى بإخلاء السكان من الخيام وتوفير مجمعات سكنية لهم فى نفس أماكن الإيواء.
وقام اللواء عادل لبيب، وزير التنمية المحلية ويرافقه محافظ القليوبية ووزيرة التطوير الحضرى والعشوائيات، بتسليم 44 وحدة سكنية جديدة بحى شرق شبرا الخيمة للأهالى مفروشة بالكامل فضلا عن الاجهزة الكهربائية طبقا لتعليمات الرئيس السيسي، الذى حياه الأهالى وهتفوا بتحيا مصر، كما تسلموا هدية الرئيس من السلع التموينية.
ومن جانبه أوضح وزير التنمية المحلية أن برنامج الرئيس لإخلاء الخيام السكنية واستبدالها بمساكن سيتم تعميمه على مستوى الجمهورية، فضلا عن البرامج الاجتماعية الأخرى لتحسين مستوى المناطق الشعبية وتوفير الوحدات للفئات المحتاجة ودون مأوي، حتى يتحقق الهدف الأساسى بألا ينام أى مواطن فى الشارع.
وأعلن محافظ القليوبية أن المحافظة ستكون خالية من مساكن الخيام مع نهاية العام الحالي، وأن هناك 4 مجمعات سكنية جديدة فى المحافظة سيتم تسليم اثنين منها بعد العيد فى منطقة الخانكة.