وجها لوجه ..ثلاثون ثانية

 واعتقد كل من شاهدنى معه اننى اعمل فى نفس الوظيفة حتى لواءات الشرطة رغم تأكيدى لهم اننى لا اعمل فى هذه الوظيفة الا ان هذا التأكيد كان يأتى بالعكس حتى عمال المصعد كانوا حينما يعلمون اننى سوف استخدم المصعد كان يتم حجزه حتى اتحرك فيه وفى احدى هذه المرات عند استخدامى المصعد وعند وقوفه وفتح الباب وانا اهم بالخروج وجدت امامى احمد زكى وعمر الشريف ينتظران المصعد وخلفهما زحام كبير لينظر عمر مباشرة الى عينى نظرة فيها من الابتسام والتساؤل من هذا الذى يستخدم المصعد وحيداً؟ ولكن الابتسامة كانت هى الغالبة فلم اجد نفسى الا ان ابادله نفس النظره والابتسامة حتى اننى لم أكن ادرى ماذا افعل فهو عمر الشريف ومعه احمد زكى لكن فى الحقيقة لم انظر لاحمد زكى ركزت مع عمر الشريف حيث انه فى مستوى نظرى ولم اجد سوى ان ابادله الابتسامة وهز راسى الى اسفل بما يعنى الاعتذار ليهز هو الاخر راسه لاسفل واشير له بيدى ان يتفضل ان يأخذ مكانى فى المصعد مع الابتسام ولست ادرى ماذا افعل قبل غلق باب المصعد ...فهو عمر الشريف ولكنى اكملت طريقى الى قاعة السينما ... بعد حوالى ثلاثين ثانية تقريباً مع عمر الشريف 

وفى حفل افتتاح دوره اخرى لمهرجان القاهرة السينمائى فى سينما مترو بوسط البلد وكانت هذه الدورة تكرم عمر الشريف وحينما صعد الى المسرح عمر الشريف لتسلم درع التكريم صرخ المخرج الكبير خيرى بشارة من وسط الجمهور وقال له كلمة ياعمر وهو على المسرح فاثنى عمر على المهرجان وقال فى كلمته كل التكريمات التى حدثت فى حياتى لاتمثل شيئا بجانب هذا التكريم الذى يأتى من بلدى وفى بلدى مصر لتضج القاعة بالتصفيق لفترة طويلة .... وخرجنا من القاعة فى انتظار عرض فيلم الافتتاح ( الارنب روجر) وكان معى صديقى الفنان الراحل هشام سالم صاحب دور ( فؤاد سراج الدين) فى مسلسل الملك فاروق مع تيم حسن وكنا فى الكلية وفجأة اختفى هشام من جانبى ثم عاد سريعاً فسألته اين كنت فأجابنى بمنتهى السعادة كنت مع عمر الشريف حيث رآه ينظر اليه بفرح ويحاول ان يكلمه فأشار عمر له ان يأتى اليه ويسأل هشام عايز ايه قاله عايز اسلم عليك فقال عمر بس فقال هشام وعايز اتوجراف فكتب له على الجنيه الذى اخرجه هشام سالم رحمة اللَّه عليه وكله سعادة فقالى عمر الشريف كتب لى على الجنيه ده ... رحم الله عمر الشريف