ورحل الأمير سعود الفيصل، الذي عين وزيرا لخارجية المملكة العربية السعودية عام ١٩٧٥، بعد شهرين من تركه منصبه.
واحتفظ الأمير سعود بموقع مؤثر في دوائر صنع السياسة الخارجية السعودية حتى بعد تغييره وأصبح مستشارا رسميا للعاهل السعودي الملك سلمان الذي تولى منصبه في يناير ، وكان أحيانا حاضرا عندما التقى زعماء أجانب بالملك.
ومن جانبه، نعى وزير الخارجية سامح شكري عميد الدبلوماسية العربية وفقيد الأمة العربية والعالم الاسلامي المغفور له سمو الامير سعود الفيصل الذي وافته المنية بعد حياة حافلة مليئة بالتفاني والعطاء والعمل المتواصل والمواقف المشرفة في خدمة قضايا الامتين العربية والإسلامية.
وأكد الوزير شكري علي ان الشعب المصري لن ينسي للفقيد الكبير مواقفه المشهودة الداعمة والمساندة لمصر ولقضايا أمته العربية علي مدار العقود الأربعة الاخيرة ومنذ توليه لمنصبه كوزير للخارجية، مضيفا ان الشعب المصري العظيم لإ يمكن ايضا ان ينسي للمغفور لَهُ مواقفه الداعمة لإرادته فى ٣٠ يونيو وتحركاته الخارجية الداعمة لمصر مذكرا بمقولته الشهيرة بان مصر لا يمكن ان ينالها سوء وتبقى المملكة والامة العربية صامتة.
وأعرب الوزير شكري عن بالغ تعازي ومواساة مصر حكومة وشعبا لأسرة الفقيد الكبير وللحكومة والشعب السعودي الشقيق ولسائر الشعوب العَربية والأسلامية في مصابها الجلل، سائلا الله عز وجل ان يسكنه فسيح جناته جزاء علي ما قدمه طوال حياته من عطاء وتفان في خدمة قضايا بلاده وامتيه العربيّة والاسلامية.. ومن جانبه، نعى الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي ببالغ الحزن وعميق الأسى إلى الأمة العربية والإسلامية الأمير سعود الفيصل.
وعبر العربي عن حزنه العميق لفقدان الدبلوماسية العربية والدولية فارسا نبيلا وشجاعا ، طالما دافع عن قضايا أمته بكل شجاعة وبسالة ، وقاد دبلوماسية المملكة بكل كفاءة واقتدار على مدى أربعة عقود.وتقدم الأمين العام للجامعة العربية بخالص تعازيه لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وإلى الأمير محمد بن نايف ولي العهد ، وإلى الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد، وإلى جميع أبناء الشعب السعودي، داعيا الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وغفرانه.
حياة حافلة بالعطاء
نعت السعودية أمس وزير خارجيتها السابق الأمير سعود الفيصل رجل السياسية والإنسانية الذى توفى في لوس انجلوس الأميركية عن عمر ٧٥ عاما بعد رحلة مع المرض، وقد ولد الأمير سعود الفيصل بن عبد العزيز آل سعود عام ١٩٤٠، وظل الفيصل على رأس وزارة الخارجية السعودية طيلة ٤٠ عاما، وهي أطول فترة يقضيها وزير للخارجية في منصبه على مستوى العالم من عام١٩٧٥ وحتى ٢٠١٥ إلى أن حل محله عادل الجبير الذي كان سفيرا للمملكة فى واشنطن فى ٢٩ ابريل الماضى .
حصل الأمير سعود على شهادة البكالوريوس بالاقتصاد من جامعة برنستون بولاية نيوجيرسى بالولايات المتحدة الامريكية ثم التحق بوزارة البترول والثروة المعدنية حيث عمل مستشاراً اقتصادياً لها وعضواً فى لجنة التنسيق العليا بالوزارة، وانتقل بعدها إلى المؤسسة العامة للبترول والمعادن وأصبح مسئولاً عن مكتب العلاقات البترولية واحتفظ الأمير سعود بموقع مؤثر في دوائر صنع السياسة الخارجية السعودية حتى بعد تغييره وأصبح مستشارا رسميا للعاهل السعودي الملك سلمان الذى تولى منصبه فى يناير الماضى.. وكان الأمير سعود لاعبا مهما على الساحة الدبلوماسية فى الشرق الأوسط الذى تغير بصورة جذرية بفعل ثورات الربيع العربى عما كان عليه عندما تولى الفقيد الكبير منصبه في اكتوبر عام ١٩٧٥.