رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

«الحرب والقرار» سياسة القضاء على الإرهاب

◀محمد إبراهيم:
الحرب والقرار واحد من أهم الكتب السياسية التى ألفت أخيرا لتشريح السياسة الأمريكية وتوجهاتها فى خوضها لحربها على الارهاب فى الشرق الأوسط.

وتكمن أهمية الكتاب فى أن مؤلفه واحد من أفراد المطبخ السياسى والذى اتاحت له الفرصة معايشة سياسة الولايات المتحدة ومعرفة الكثير من المسكوت عنه والذى يظل قابعا خلف جدران حجرات مغلقة وربما لا يرى النور أبدا.. إنه الجنرال دجولاس ج. فايث الذى شغل منصب وكيل وزارة الدفاع الأمريكية لشئون السياسة فى الفترة من 2002 إلى 2005 أى فى بداية عملية الغزو الأمريكى لدولة العراق وكان واحدا من صناع القرار، كما أن دوجلاس خدم قبل ذلك كخبير فى الشرق الأوسط ونائب مساعد وزير الدفاع للمفاوضات.

فإن كتاب «الحرب والقرار» يمثل نافذة على قرارات إدارة بوش وكيف تشن حربا على الإرهاب لاسيما أن الحرب على الإرهاب هى نزاع غير تقليدي، ويبحر دوجلاس فى غمار الحرب على الإرهاب متسائلا فى كتابه تتحدانا الإجابة حتى عن الأسئلة الأساسية والأكثر بداهة متى بدأت الحرب، نكسب أم نخسر كيف نعرف.

ثم يعود دجولاس ليجب عن أسئلة ربما تدور بذهن الكثير: إننا ندرك أننا فى حرب مع الإرهاب وهو نشاط وليس عدوا تقليديا، فكيف يمكننا أن نقاتل عدوا تنتشر جيوشه حول العالم وكثير من المنتمين لهذه الجيوش يعيشون فى بلدان نحن لسنا فى حرب معها، ولكن فى 11/9 فقد هاجم الإرهابيون، أمريكيين على الأرض الأمريكية وطمسوا معالم مركز التجارة العالمى وحطموا الجهة الغربية من البنتاجون وتسببوا فى سقوط طائرة أمريكية فى بنسلفانيا وهو ما أدى إلى أن مقتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص فى غضون ساعة وربع الساعة وهو ما دفع الرئيس بوش وفريق الأمن القومى لاتخاذ إجراءات سريعة.

ويواصل دوجلاس سرده لبعض الأسرار التى شهدتها الحرب على العراق والتى لا يعرفها الكثير قائلا: زترأست المنظمة السياسية فى وزارة الدفاع وسيكتشف المؤرخون أن بوش وكبار مستشاريه واجهته مشكلات عصيبة غير مسبوقة وهو ما دفع المسئولين لوضع خطة متكاملة لتعطيل الشبكات الإرهابية ولاستهداف قيادات الارهابيين واموالهم وتحركاتهم وضرب الحكومات والبلدان التى تدعمهم، وعن أهم مخاطر الحرب على العراق هى ترك صدام حسين على كرسى الرئاسة واستمعنا الى خصومنا السياسيين ومنتقدينا فى الداخل والخارج وطورنا خططا مناسبة للتعامل مع سلسلة من الطوارئ ، كما أننى اسهمت فى التوصل إلى نتائج جيدة أهمها أن ست سنوات انقضت دون حدوث أى هجوم داخل حدود الولايات المتحدة وهو يعتبر إنجازا.

وذلك لا يعنى أن جميع المشاكل التى صادفتها الولايات المتحدة فى العراق لا يمكن إرجاعها إلى أخطاء وأوضح دوجلاس فى كتابه أن التحذير الأهم من الخطر فى العراق لم يصدر عن وزارة الخارجيّة أو الـ(CIA)، بل عن البنتاجون، ويظهر الكتاب القصة الحقيقية وراء الإدعاءات بأن البنتاجون أراد أن يكرس أحمد الجلبى حاكماً للعراق، وما حدث فعلاً عندما تحدّى البنتاجون عمل الـ(CIA) على علاقة القاعدة مع العراق، كما أن الكتاب يعطى أول رواية دقيقة عن التخطيط لفترة ما بعد الحرب العراقية، وهى مسألة أُسئ التعامل معها حتى تاريخه ويقدم الكتاب أيضاً صوراً جديدة لرامس فيلد ورايس وباول وريتشارد ارميتاج وبول بريمر وغيرهم مبيناً كيف أثرت خلافاتهم على تشكيل السياسة الأمريكية.فى خليط قصصه الزاهية ونصه الأنيق لا يشبه كتاب «الحرب والقرار» أى كتاب آخر ، وسوف يحظى باهتمام الذين أزعجتهم القصص المتضاربة عن التخطيط للحرب والذين أحبطوا جراء غياب أى تركيز مباشر على عملية اتخاذ القرار، والمشككون فى الحكمة التقليدية لعملية الحرب الشاملة على الإرهاب.


الكتاب: الحرب والقرار

المؤلف: دوجلاس ج . فايث

الناشر: الانتشار العربى الطبعة الأولى 2010

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق