وهو المستشار أحمد الخازندار، حيث إن حسن البنا المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين قال فى اجتماع بجماعته ربنا يريحنا من الخازندار وأمثاله. وهو ما اعتبره أعضاء فى التنظيم بمثابة ضوء أخضر لاغتيال الخازندار، وعلى الفور قاموا بتنفيذ إشارة مؤسس الجماعة، ففى صباح يوم الاثنين الموافق 22 من مارس 1948 فى الساعة الثامنة والنصف صباحاً، خرج الخازندار كعادته من منزله بشارع رياض باشا بحلوان، وكان يسير مُترجلا فى طريقه إلى محطة حلوان ليركب القطار إلى القاهرة وبعد عدة خطوات من منزله أطلق عليه الرصاص فسقط قتيلا فى الحال وسالت دماؤه على الأرض.. انتظر الإخوان سبعة وستين عاما أخرى ليعيدوا المشهد، ولكن أكثر بشاعة وخسة وغدرا لاستهداف القضاء ضمن مخطط استهداف رجال الدولة من شرطة وجيش وقضاء، ففى سبتمبر الماضى أطلقوا الرصاص على نجل المستشار محمود السيد، بمحكمة استئناف القاهرة، أثناء تواجده داخل سيارته، بمنطقة حى الجامعة بمدينة المنصورة، الأمر الذى أدى إلى مصرعه فى الحال، وفى نفس اليوم تم العثور على قنبلة بدائية الصنع أسفل سيارة المستشار مصطفى عبادة، المحامى العام لنيابات بورسعيد.
وسرعان ما تطور الأداء، وزاد التصميم على استهداف القضاة، ففى مارس الماضى تم استهداف منزل المستشار فتحى البيومي، عضو دائرة جنايات الجيزة، التى أصدرت حكمًا ببراءة اللواء حبيب العادلي، حيث انفجرت قنبلة أمام منزله بمنطقة أوسيم، واتهم البيومى جماعة الإخوان بارتكاب الحادث.. وجاء شهر مايو الأسود ليشهد تفجير منزل القاضى معتز خفاجى ويتم اغتيال ثلاثة قضاة بالعريش، ففى 9 مايو الماضي، تعرض المستشار معتز خفاجي، رئيس محكمة جنايات القاهرة، لمحاولة اغتيال فاشلة، حيث تفاجأت أسرته بسماع دوى انفجار شديد نتيجة تهشم زجاج نوافذ المنزل، وتبين فيما بعد أن مجهولين زرعوا ثلاث عبوات ناسفة أسفل سيارة المستشار وعدد من سيارات أفراد أسرته، مما أدى إلى انفجارها.. يذكر أن المستشار معتز خفاجي، رئيس دائرة الجنايات بالجيزة، ينظر عدة قضايا من أهمها، قضية محاكمة 21 متهما بالوايت نايتس، وخلية أجناد مصر، وخلية الصواريخ، وأحداث مكتب الإرشاد، وقضية الغواصات الألمانية المتهم بها جاسوس إسرائيلي.
وبعد حادث المستشار معتز خفاجى بأسبوع، جاء الحادث الغادر والبشع باغتيال ثلاثة قضاة من خلال هجومابالأسلحة النارية استهدف سيارة تابعة لـ «السلك القضائي»، فى مدينة العريش، أسفر عن سقوط مقتل ثلاثة قضاة وإصابة قاض رابع، هم : «محمد مروان»30 عاما، و«مجدى محمد رفيق» 32 عاما، إثر إصابتهم بطلقتين بالوجه والصدر، و «عبد المنعم مصطفى عثمان» 45 عاما، إثر إصابته بطلق نارى فى الرأس، وأصيب «أيمن سعيد مصيلحي» 40 عاما، وكيل نيابة بطلق نارى بالكتف الأيسر، وجاءهذا الحادث يأتى بعد ساعات من إصدار حكم بالإعدام بحق الرئيس المعزول محمد مرسي.