في البداية تحدث د. عمرو مطر الأستاذ بطب القاهرة ورئيس الجمعية والمؤتمر عن التغيرات الجديدة على دستور الغذاء لعام 2015، ومنها الاتجاه لتقليل كمية الدهون المشبعة باعتبارها الأسلوب الأفضل لتقليل مستوي الكوليسترول في الدم، وليس تقليل الطعام المحتوي على كوليسترول كما كان متعارفا عليه.
كما احتل السمان الأبيضان (السكر والملح) نصيبا مهما من توصيات الدستور الغذائي. إذ تم تحديد نسبة السكريات بألا تتجاوز 10% من إجمالي السعرات اليومية لتجنب مخاطر التعرض للسكر والسمنة وأمراض القلب.
وبالنسبة للملح المضاف للطعام يجب ألا يزيد عن نصف ملعقة في اليوم، وتقل الكمية للنصف بالنسبة لمن يعانون من مرض السكر أوالضغط أو تصلب الشرايين، لتجنب الإصابة بارتفاع ضغط الدم. كما وردت التوصية بالحرص على تناول لحوم الأسماك مرتين أسبوعيا نظرا لفوائده مقارنة باللحوم الحمراء. وأوضح د. عمرو أنه تم حسم الجدل العلمي عن أهمية تناول البيض نظرا لاحتوائه على أحماض أمينية ذات قيمة غذائية عالية مفيدة للجسم، ويفضل عدم طهيه بالسمن. وأيضا حسم الخلاف حول القهوة إذ ثبت بالدليل العلمي فوائد تناولها في تحسين الأداء العضلي، والوقاية من أمراض السكر والقلب والشلل الرعاش، شرط ألا يتجاوز متوسط استهلاكها 3-5 فناجين في اليوم. كما تناول القواعد الاسترشادية في علاج السمنة التي تهدف إلي خفض 3-5% من وزن مريض السمنة نظرا لما يحققه ذلك من تحسين وظائف الجسم شرط المحافظة على هذا الفقد للوزن. ومن جانبها، تحدثت د.دينا شهاب رئيسة قسم التغذية العلاجية بالمعهد القومي للتغذية عن تصلب الجلد، وهو مرض مناعي مزمن يصيب النساء بنسبة 3 مرات مقابل الرجال، ويصيب الجلد مسببا تليفه، لكنه غالبا ما يمتد لمساحات أكبر من الجلد والأوعية الدموية والأعضاء الداخلية مثل الرئة والقلب والكلي والجهاز الهضمي. ويهدف علاج تصلب الجلد لتخفيف الأعراض عن طريق التخفيف من الالتهابات الناتجة عن مهاجمة الجهاز المناعي لأنسجة الجسم، وأعضائه.
وتشير لتأثير ما نأكله على محاربة تلك الالتهابات، مثل السالمون والأنشوجة والسردين والرنجة، نظرا لمحتواها الغني من الأوميجا 3، وكذلك الدهون أحادية التشبع، وتتواجد في الفستق واللوز وزبدة الفول السوداني، والحرص على تناول الخضراوات والفاكهة داكنة اللون، والتوابل مثل الكركم والزنجبيل والروزماري والشوكولاتة الداكنة.
ومن جهتها، أكدت د.مايسة شوقي أستاذة الصحة العامة بطب القاهرة، دور العوامل البيئية مثل التدخين وأسلوب الحياة والغذاء، في الإصابة بالتهاب القولون التقرحي عندما يهاجم جهاز المناعة وأنسجة القولون مما يتسبب في التهابات تصل في الحالات المتقدمة لقروح مؤلمة تنزف نتيجة عدوي أو تفاعلات مناعية. وعادة ما يشكو المريض من انخفاض الشهية والضعف نتيجة التزامه بنظام غذائي محدد أو تجنبا للأعراض المرتبة على تناول الطعام، لكنها توضح أهمية الفحص وتحديد المسبب، من خلال الفحص بالأشعة، والاختبارات المعملية. وتتراوح أعراض التهاب القولون التقرحي بين الإسهال وآلام البطن وفقدان الوزن والإرهاق والنزف من المستقيم. ويمثل اختيار النظام الغذائي المناسب للمريض -وفقا لمدى تقدم حالته- دورا مساعدا للأدوية مثبطات المناعة، فمثلا يوصي بتجنب اللبن، ومنتجاته في المراحل النشطة من المرض، وكذلك الإقلال من الخضراوات الغنية بالألياف لصعوبة هضمها، والابتعاد عن التوابل الحريفة.. بينما يفضل الإكثار من تناول الأسماك والدواجن مقارنة باللحوم الحمراء، نظرا لسهولة هضمها، مع تجنب الأطعمة الدسمة والمقلية.