فمنذ زمن بعيد استدرك الناس بركة هذا المكان واستشعروا عبق التاريخ فيه فيعمر طوال العام بصفة عامة ويزداد عمرانا وكثافة بشرية فى رمضان, خاصة فى العشرة الأخيرة من شهر رمضان إذ يكتظ بالمصلين الذين يصل عددهم إلى أكثر من مليون ونصف المليون مصل.
الصلاة فى مسجد عمرو بن العاص بمنطقة الفسطاط أصبحت من معالم الشهر المبارك فى مصر, يتوافد المصلون إليه من أحياء القاهرة وسائر المحافظات من الظهيرة ليحجزوا أماكنهم لصلاة التراويح فى مشهد إيمانى رائع, تملأ أروقته الداخلية وجنباته الخارجية, وتمتد إلى شارع صلاح سالم شمالا ومنطقة مارى جرجس جنوبا وغربا حتى سور مترو الأنفاق.
وعن الاستعدادات التى اتخذتها إدارة المسجد لاستقبال المصلين فى آخر ليالى رمضان وخاصة ليلتى "27 و29" أى ليلة القدر وختم القرآن، أكد المهندس محمد عبدالواحد بإدارة المسجد أنه تم توفير لجان لتنظيم المصلين داخل وخارج المسجد, والإعانة على أى طوارئ, وتوفير مكبرات للصوت التى تنتشر على جنبات الشوارع المجاورة للمسجد.
حالة متأججة بالنور والثقافة والنشاط العلمى فى مختلف الحضارات الإسلامية التى شهدها هذا الجامع, حيث دُرس فيه علماء أفاضل وأئمة كبار على رأسهم عمرو بن العاص نفسه ووصلت فيه حلقات الدرس إلى أكثر من 120 حلقة.
ومن الأشياء المهمة التى تذكرها المصادر عن جامع عمرو أنه رابع مسجد فى الإسلام بعد مساجد المدينة والكوفة والبصرة, يرتفع فيه صوت الأذان منذ أن بناه عمرو بن العاص حتى الآن ومن الثابت أن صحابه الرسول "ص" من الفاتحين الأوائل على أرض مصر هم الذين وضعوا اللبنات الأولى لهذا المسجد العتيق, وأصبح أول مسجد جامع فى مصر وإفريقيا ومن الأسماء التى أطلقت عليه مسجد أهل الراية ومسجد النصر والجامع العتيق.