دار بن لقمان التى إفتتحها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1960 لتكون رمزا للمقاومة الشعبية وأيقونة الإنتصار الوطنى ضد المحتل الغاصب غرقت فى تفاصيل كثيرة وتنازعتها سلطات متداخلة مع بعضها ، وكانت فى السابق أهم مزار سياحى يعزز دخل السياحة فى الدقهلية من خلال زيارات طلاب المدارس والسياح الأوروبيين والفرنسيين بوجه خاص . «هنا أُسِر لويس التاسع ملك فرنسا من 7 أبريل 1250م إلى 7 مايو 1250م» .. هكذا تقابلك اللوحة الرخامية التى تعتلى بابا ضخما مرصعا ببعض أبيات الفخر التى تسخر من تزايد عدد قتلى الفرنسيين عن 30 ألفا ، لكن هذه الدار التى تنسب إلى القاضى فخر الدين ابن لقمان قاضى قضاة مصر تواجه فى الوقت الحالى إهمالا غريبا وتقاسما فى الإختصاصات بين وزارتى الآثار والثقافة .
يقول الدكتور مهند فودة مدرس مساعد بهندسة المنصورة وعضو لجنة حصر المبانى ذات القيمة فى محافظة الدقهلية أن الدار مغلقة لدواعى أمنية فى البداية وعندما زارها وزير الآثار مطلع السنة الحالية وكنا معه وجدنا المعروضات داخل صناديق واللوحات تم تشوينها وكان مشهدا يبعث على الأسى ، مشيرا إلى أن المشكلة أنه يتبع وزارتين الثقافة والآثار مع أنه مكان واحد .
وأضاف الدكتور فودة أن عملية الترميم التى جرت للمبنى قبل الثورة لمعالجة المياه الجوفية تمت بطريقة غير صحيحة وأدت إلى عودة الرطوبة إلى الجدران مرة أخرى .
أما أحمد حسن مدير متحف بن لقمان فيؤكد أن المتحف تضرر من تفجير مديرية الأمن نهاية العام قبل الماضى وحدثت شروخ فى الجدران وتلفيات فى « الشخاشيخ «، فضلا عن الإعتبارات الأمنية ، مضيفا بأن العمل جار حاليا من قبل إحدى الشركات لترميم قاعة الفنون التشكيلية وصيانة الأجهزة ووضع دوائر الإنذار ومنع السرقة وترميم الشبابيك المكسرة حيث يشمل المتحف كل ما يخص لوازم حملة لويس التاسع وتحتاج إلى التأمين ، لكن مدير المتحف وهو إدارى يتبع وزارة الثقافة فيؤكد حاجة المتحف إلى المبادرات المجتمعية الخلاقة من رجال الأعمال والشركات للمساهمة فى إنجاز ما تبقى من أعمال، حيث أعلنت غرفة السياحة بالدقهلية عزمها دفع مبلغ 5 آلاف جنيه لإستكمال أعمال الترميم ونظرا لقيود الصرف التى تلزمهم بالتبرع فقط لهيئة تنشيط السياحة لم نتسلم المبلغ إلى الآن ودخل موضوع الدعم فى دوامة ، لكنه توقع أن تنجز الشركة أعمالها فى غضون شهرين بحيث تكون الدار مفتوحة قبيل بدء العام الدراسى الجديد .
ومن جانبه يؤكد الدكتور محمد طمان مدير عام مناطق الآثار بالدقهلية أن ابن لقمان كدار أثرية تتبع الآثار الإسلامية والقبطية ، لكن قاعة العرض المتحفى تتبع قصور الثقافة وخاصة قاعة الفنون التشكيلية التى تحتوى على خط سير الحملة الفرنسية، مشيرا إلى وجود مشكلة لديهم تتمثل فى أن اللوحة الجدارية بحاجة إلى ترميم وهم يشتغلون عليها وسمعت أن أحد رجال الأعمال تبرع بمبلغ الـ 5 آلاف جنيه لإستكمالها متوقعا أن يعاد الإفتتاح خلال شهر أو شهرين على أقصى تقدير .
ويعتبر الدكتور طمان أن دار بن لقمان لا تواجه مشاكل بخصوص الترميم فقد سبق ترميمها قبل عام 2011 من قبل المجلس الأعلى للآثار معبرا عن أسفه لأن الدار حاليا تمثل ربع أو ثلث الدار القديمة التى تأسست مع بناء مدينة المنصورة .
وتقع دار ابن لقمان فى منتصف شارع بورسعيد فى الجهة المقابلة لشارع الثورة بالسكة الجديدة ، وأقيمت على شاطئ النيل حينئذ ولكن بمرور الزمن ابتعد النيل عنها مسافة حوالى 500 متر وقد بنيت على الطراز العربى القديم المكون من السلاملك وهو سكن الرجال والحرملك وهو سكن النساء.. وأقيمت الدار مع بدايات إنشاء الكامل محمد بن العادل لمدينة المنصورة عام 975م تقريبا وتتكون الدار من طابقين على الطراز الإسلامى حيث أن باب الدار كبير يصل طوله إلى ما يزيد على مترين ومنقسم إلى باب آخر يحويه لايتجاوز طوله الأربعين سنتيمترا ويقال أن الباب الصغير أنشئ خصيصا فى قلب هذا الباب لكى يدخل الملك لويس محنى الظهر إلى الأسر.