محمود طاهر حقى وعلي الجارم ومحمد فريد أبو حديد وعلي أحمد باكثير ومحمد سعيد العريان ونجيب الكيلانى.وها هو محمد إبراهيم يقدم لنا رواية تاريخية جديدة بعنوان »فى بلاط الخليفة«, عن حياة الخليفة العادل عمر بن الخطاب.
وربما يكون عنوان الرواية خادعا، رغم أنها تبدأ بفارس اختاره أحد الملوك ليحمل رسالته إلى حاضرة الدنيا وعاصمة المسلمين, ويطأ بقدميه بلاط خليفة المسلمين، الذى تترنم بعدله الدنيا وتنشد باسمه الأناشيد. . ذلك لأن فارسنا ربما اعترته بعض خيبة الأمل حينما وطأ المدينة، ولكن عجبه كان أشد: أمن هذه البيوت الفقيرة خرجت جيوش دوخت كسرى وقيصر؟ أهذه هى التربة التى أنبتت خير جند الأرض وخير من ساس الأمم؟ ويقلب بصره عله يجد قصرا سيقطنه الخليفة، ليجد الخليفة نائما فى ظل نخلة... إذن لم يكن هناك بلاط للخليفة كما يبدو من العنوان.أو كان هذا الظل بلاط خليفة المسلمين.
وإذا كانت الرواية التاريخية يمتزج فيها التاريخ بالخيال، بأسلوب مبنى على معطيات التاريخ، فهذه الرواية قد التزمت جانب التاريخ تقريبا، فقدمت سيرة عمر بن الخطاب كما قرأنا عنه. فقدم لنا الكاتب عمر الحائر بين دين أجداده والدين الجديد، ثم إعلان إسلامه، وعمر القوى الذى يطوف بالكعبة ويهاجر علنا أمام كفار قريش متحديا. ثم عمر الزاهد الذى يحكم الأمة الإسلامية بينما اكتسى برداء ملأته الرقع، والذى ذهب ليتسلم مفتاح بيت المقدس بقميصه الذى تخرق. وقدم لنا عمر التقى الورع الذى تنساب دموعه خوفا وخشية من الله أن يكون قد قصر فى حمل أمانة الأمة.. ولكن المؤلف لم يقدم لنا عمر العادل، وهى من أهم الصفات التى اشتهر بها الخليفة عمر بن الخطاب ، كما أن شخصية عمر ضاعت فى الفصول التى اهتم فيها المؤلف بسرد الفتوحات الإسلامية التى تمت فى عهده.
ولأن المؤلف التزم بتقديم رواية تاريخية بعيدة عن الخيال ، اللهم إلا الحوارات التى كان يجريها على لسان أبطال الرواية، فقد خرجت الرواية وهى تفتقر إلى الحبكة القصصية، فغاب التشويق نوعا ما واختفت الإثارة. وإن كانت الرواية قد كتبت بلغة سلسة بسيطة دون تقعر أو فذلكة. ويبقى أن هذا العمل- الذى يعد التجربة الأولى للمؤلف- هو جهد محمود.. ومخاطرة أيضا!
الكتاب: فى بلاط الخليفة (رواية)
المؤلف: محمد إبراهيم
الناشر: كيان للنشر والتوزيع 2015