رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

المناورات المصرية المشتركة خبرات متبادلة ودروس مستفادة

إسماعيل جمعة
خطوات كبيرة قطعتها القوات المسلحة على طريق تنفيذ خطتها للتعاون مع الدول الصديقة لتبادل الخبرات والتعرف على كل ما هو حديث في أساليب القتال وصولا إلى أعلى معدلات الكفاءة والاستعداد القتالي، لفتح افاق جديدة فى التعاون والتدريب مع قوات مختلفة العقيدة ودول تعد من اعظم دول العالم تسليحا واداء وخبرة فى مجالات القتال، وهو ما ظهر جليا فى الفترة الاخيرة ومشاركة مصر فى تدريبات مشتركة مع دول صديقة وشقيقة من اجل رفع كفاءة المقاتل المصري، واكتساب خبرات جديدة والتدريب على وسائل قتال مختلفة .

المناورات والتدريبات المشتركة التى نفذتها القوات المسلحة خلال الأشهر القليلة الماضية تهدف فى المقام الأول الى حفظ السلام والاستقرار فى المنطقة وليست موجهة الى أى طرف آخر، كما أنها تفتح مجالات جديدة لصقل عناصر القوات المسلحة والاطلاع على مدارس مختلفة وفى ظروف خاصة مما يعود بالنفع على القوات المسلحة المصرية.

وقد ظهر ذلك جليا من خلال التدريبات المشتركة مع دولة الامارات العربية "سهام الحق"، والتدريب الجوى مع دولتى البحرين واليونان، والمناورة البحرية المشتركة مع روسيا "جسر الصداقة 2015، والتى تعد من المدارس البحرية القوية، نظرا لما تمتلكه من خبرة قتالية عالية فى المجال البحري، وامتلاكها تكنولوجيا تسليحية عالية، وأيضا المملكة العربية السعودية التى اشتركت مع مصر فى المناورة البحرية مرجان 15 .

كما أن مشاركة القوات الصديقة والشقيقة فى تدريبات عسكرية مع الجانب المصرى هي اعتراف حقيقى بأن القوات المسلحة المصرية بافرعها المختلفة تمتلك قدرة قتالية عالية علاوة على احدث اساليب القتال، بل ان تلك الدول تستفيد كثيرا من التدريب مع الجانب المصرى .

نفذت القوات المسلحة خلال الأشهر الأربعة الأخيرة عددا من المناورات والتدريبات لها أهمية كبيرة واسهمت فى إعداد وتأهيل ورفع كفاءة الفرد المقاتل والانفتاح على مدارس وخبرات جديدة أخرى، نستعرض أهمها..

"حمد 1"

اختتمت فعاليات التدريب البحري الجوى المشترك "حمد 1"، فى مايو الماضى بعد أن أستمر لعدة أيام بمملكة البحرين، بمشاركة عناصر القوات البحرية والجوية بالدولتين، الذي تم تنفيذه لأول مرة بين البلدين، وقد عكست المناورات المشتركة استمرار تنمية وتعزيز العلاقات العسكرية بين مصر ودولة البحرين، وأيضا حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على تبادل الخبرات مع الدول المختلفة لتنمية مهارات القادة والضباط للحفاظ على الكفاءة القتالية وتوحيد المفاهيم العملياتية بين الدول الشقيقة والصديقة.

اشتمل التدريب على أعمال الاستطلاع البحري للأهداف المعادية وتنفيذ عدة تشكيلات بحرية اظهرت مدي قدرة الوحدات البحرية لكلا البلدين على اتخاذ أوضاعها بدقة وسرعة عالية، والاستعداد القتالي المستمر لخوض المعارك البحرية والتعامل مع الأهداف البحرية المعادية بكفاءة عالية.

كذلك تم التدريب على عمليات البحث عن الغواصات المعادية بالاستعانة بطائرات الهليكوبتر مختلفة الطرازات التي تعمل مع القوات البحرية والتي نفذت العديد من المهام والطلعات الجوية ليلا ونهارا، وتنفيذ تمارين عمليات البحث والإنقاذ واقتحام سفينة مشبوهة والسيطرة عليها.

ويذكر أن القوات المسلحة المصرية تشترك مع مملكة البحرين فى العديد من التدريبات المشتركة فى كل التخصصات الجوية والبحرية والبرية والتى تساهم فى تعزيز أوجه التعاون العسكرى وصقل مهارات العناصر المشاركة فى التدريبات لكلا البلدين

مرجان 15

نفذت القوات البحرية المصرية بالتعاون مع البحرية الملكية السعودية التدريب البحرى المشترك "مرجان 15" فى فبراير الماضى واستمر لعدة أيام بنطاق البحر الأحمر، بمشاركة العشرات من الطرازات والقطع البحرية وعناصر من الوحدات الخاصة لكلا الجانبين، وتضمن التدريب تخطيط وتنفيذ عمليات بحرية مشتركة لكلا الجانبين لتأمين نطاق البحر الاحمر بإعتباره ممراً دولياً لحركة النقل البحري وحماية الأهداف الاقتصادية البحرية والساحلية.

بدأت مراحل الإبحار بالتدريب على التصدى لمخاطر الزوارق والعائمات السريعة التى تعترض السفن والوحدات البحريه فى أثناء الإبحار فى الممرات الملاحية وكيفيه مجابهتها ، حيث قامت إحدى القطع البحرية بالتصدي لهجوم عدد من الزوارق والعائمات السريعة المعادية والقيام بأعمال تخريبية والاشتباك معها وتدميرها.

ثم قامت القطع البحرية بتنفيذ مهام الإبحار فى تشكيلات متجانسة وغير متجانسة بهدف التدريب على أعمال المناورة بالبحر فى ظروف مناخية غير مستقرة مع ارتفاع الأمواج وشده الرياح .

كما قامت إحدى الوحدات تعاونها طائرات الهليكوبتر بالتدريب على تنفيذ أعمال البحث والإنقاذ ، حيث قامت الهليكوبتر بإستطلاع السفينة الموجوده بالبحر وقامت المدمرة المصرية بالوصول لمنطقه البحث وإنزال الزوارق المطاطية لنجده المصابين وانتشال الغرقى  

ولإستعادة الكفاءة القتالية للوحدات المشاركه فى أثناء الإبحار ولاستكمال تنفيذ المهام طبقاً للمتغيرات والمواقف الطارئه تم التدريب على أعمال الإمداد والتزود بالوقود للقطع البحريه أثناء الإبحار مع سفينة الإمداد المصريه والتى تتطلب مستوى تدريبياً عالياً ودقة ومهارة فائقة لجميع الأطقم المشاركة للعمل تحت مختلف الظروف بما يساعد على نجاح القوات بتنفيذ مهامها بكفاءة عالية .

ولتحقيق الواقعية في التدريب تم تقسيم الوحدات البحرية إلي مجموعتين تضم عناصر مشتركة من الجانبين ، تمثل إحداهما تشكيلا سطحيا معاديا تم اكتشافه داخل المياه الإقليمية وتنفيذ عدة تشكيلات بحرية للدخول في معركة تصادمية للتصدي للأهداف المعادية وتدميرها بإستخدام أحدث نظم ومقلدات الرماية بالصواريخ والمدفعية  اظهرت المهارة الفائقة والدقة في إصابة الاهداف والتعامل معها وسرعة اتخاذ العناصر المشاركة الاوضاع الهجومية والدفاعية وتنفيذ المهام القتالية والنيرانية المخططة والطارئة في الوقت والمكان المحددين .

 "سهام الحق"

شارك الجيش المصرى القوات المسلحة الإماراتية فى أكبر تدريب مشترك على مستوى المنطقة العربية "سهام الحق" فى مارس الماضى، وذلك فى إطار تعزيز التعاون مع دولة الإمارات، وتوطيد أواصر العلاقات العسكرية معها، ورفع الكفاءة القتالية والتدريبية للقوات المشاركة فى تلك المناورة من الجانبين المصرى والإماراتى وتبادل الخبرات الفنية والعسكرية.

ويعد "سهام الحق" التدريب المشترك الثالث فى أنشطة التعاون العسكرى بين البلدين الشقيقين هذا العام، بعد التدريبين "زايد -1 " بالإمارات و"خليفة-1" والذى تم تنفيذه بمصر بهدف نقل وتبادل الخبرات فى مجالات التدريب والاستعداد القتالى فى العديد من الموضوعات العامة والتخصصية، بما يعكس عمق العلاقات الإستراتيجية المصرية الإماراتية فى العديد من المجالات.

وقد شملت مراحل الإعداد والتجهيز للتدريب المشترك رفع معدلات الكفاءة الفنية والقتالية لجميع العناصر المشاركة، والإعداد الجيد للتمارين والمشروعات التدريبية المطلوب تنفيذها لصقل مهارات القوات المشاركة لكلا الجانبين والتدريب على تخطيط وتنفيذ وإدارة المعارك الهجومية والدفاعية المشتركة، وأعمال تأمين ونجدة الأهداف الحيوية وأعمال القتال فى المدن، مع التدرج فى تنفيذ الأنشطة التدريبية المتنوعة وصولاً إلى تنفيذ مشروع تدريبى بالذخيرة الحية تجريه عناصر مشتركة من القوات المصرية والإماراتية فى ظل ظروف جغرافية ومناخية متدرجة الصعوبة، بما يسهم فى تحقيق أعلى معدلات الكفاءة والاستعداد القتالى للقوات المسلحة لكلا البلدين.

"حورس 2015"

تأكيدا للعلاقات التاريخية والاستراتيجية التي تربط البلدين، وصل إلى مصر نهاية مايو الماضى تشكيل من القوات الجوية اليونانية للمشاركة في التدريب الجوي المشترك المصري – اليوناني "حورس 2015".

ويمثل التدريب أحد أقوى وأكبر التدريبات المشتركة، الذي يستمر لعدة أيام بإحدى القواعد الجوية المصرية، ويشتمل التدريب على العديد من الأنشطة والفعاليات لتوحيد المفاهيم القتالية ونقل وتبادل الخبرات التدريبية بين القوات المشاركة، والتدريب على إدارة أعمال القتال الجوي المشترك باستخدام احدث التكتيكات الجوية وأساليب القتال الحديثة.

"جسر الصداقة 2015"

اختتمت منذ أيام فعاليات التدريب البحري المصري - الروسي المشترك "جسر الصداقة 2015 " الذي اجرته تشكيلات من القوات البحرية المصرية بالتعاون مع القوات البحرية الروسية واستمر لعدة أيام بالمياه الإقليمية المصرية.

وتضمَّنت مراحل التدريب بالبحر أعمال الاستطلاع والتصدي للأهداف البحرية المعادية وتنفيذ عدة تشكيلات إبحار لاتخاذ الأوضاع الهجومية والدفاعية والتدريب على أعمال الإمداد والتزود بالوقود فى أثناء الإبحار، وأعمال حق الزيارة والتفتيش للسفن ومكافحة الغواصات والقرصنة البحرية وأعمال البحث والإنقاذ ونجدة السفن الغارقة.

واختتم التدريب، بمؤتمر صحفي، عقده اللواء بحري أركان حرب أسامة منير ربيع، قائد القوات البحرية، والفريق أليكساندر فيدوتينكوف، نائب قائد القوات البحرية الروسية، اللذان أكدا أهمية التدريب في دعم التعاون البحري المشترك بين القوات المسلحة للبلدين وتنمية قدرات ومهارات العناصر المشاركة للعمل في مختلف المسارح البحرية، بما يسهم في إرساء دعائم الأمن والاستقرار والتصدي للمخاطر والتحديات التي تواجه المنطقة. 

اهتمام الجانب الروسي بالمناورة البحرية جسر الصداقة انعكس في رساله وجهها، القائد العام للأسطول الروسي فيكتور تشيركوف إلى المشاركين فيها قبل انطلاق فعالياتها، وحرص أن يعبِّر عن ثقته بأنَّ هذه المناورات الأولى من نوعها ستساهم في تعزيز التفاهم بين الدولتين في مجال ضمان الاستقرار والأمن في منطقة المتوسط وفي المحيط العالمي على حد سواء.

ووصف تشيركوف المناورات بأنَّها فرصة جيدة لتبادل الخبرات والتقاليد بين الأسطولين، إذ سيتعاون خلالها أعضاء هيئات الأركان وأطقم السفن وسفن التموين والطيارون؛ تنفيذًا لخطة موحدة، من أجل الرد المشترك على التحديات والمخاطر التي قد تظهر في البحر.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق