المسرحية اسمها سهرة ملوكى وهى من تأليف سعد الله ونوس عن أبوخليل القبانى أول من فكر فى المسرح فى دمشق ليغادرها إلى القاهرة.
المسرحية يحارب فيها القبانى الأفكار المظلمة والبعيدة عن الاستنارة والتحضر وأيضا تقدم لها الموعظة والسلوك القويم من خلال مشاهد المسرح المختلفة.. تلك المشاهد التى بدأها القبانى فى منزله ليمضى الجميع لمشاهدة العرض وعندما يتكاثر العدد يستأجر كازينو ليقدم فيه مسرحياته التى تلقى إقبالا كبيرا.. ولكن هذا الاقبال يوغر صدر شيخ المسجد الذى يعتبره ـ أى يعتبر ما يقدمه هذا المسرح من المحرمات ـ علما بأن معظم المشايخ ورجال الدين لهم مقولة شهيرة وهى أن الفن حلاله حال وحرامه حرام.
وذلك بمعنى أن ما يقدم من فضائل شئ مطلوب ويستطيع أن ينفذ إلى داخل المتفرج المتلقى ببساطة وأيضا بقوة.
بالطبع هذا لايرضى رجل الدين ليضطر القبانى إلى السفر إلى مصر ليعرض فيها أعماله أو لنقل باكورة أعمال المسرح.
المخرج هنا هو خالد حسونة الذى نجح فى أن يقدم عرضا مختلفا من خلال هذه الجوقة كما كان المسرحيون فى الماضى يطلقون على الممثلين.
حركة جيدة وأداء فيه من الحيوية ما لا يجعلك تلتفت ولو للحظة يمينا أو يسارا.. ملابس متميزة تظهر هذا العصر القديم وإلى جواره بعض من مقدمى فقرات العرض بالملابس الحديثة للغاية.
أيضا هناك المخرج بين لغة المسرح الرصينة وبعض الكلمات الحديثة أو التغيرات الحديثة للغاية وجو عام من المسرح الذى يحدثك عن كل شىء تقريبا مع استخدام قطع ديكور بسيطة للغاية وأيضا لها بعض من الاكسسوارات البسيطة أيضا التى تناسب كل مشهد أو كل موقف. هناك الأغانى وهى بديعة وأيضا الرقصات أو الاستعراضات التى أجاد فيها الممثلون للغاية.
وأسأل عن المواهب الحقيقية التى شاهدتها فى هذا العرض لأعرف أن عددا منهم من طلبة وطالبات معهد الفنون المسرحية وبعضا من الهواة. لدينا إلى جانب مضمون العمل الجاد والمؤثر.. لدينا كوميديا بديعة غير مقحمة ولكنها تنساب ببساطة من خلال أكثر من موقف.
عرض إستمر لمدة ساعة واحدة وهى المرة التى أراها حاليا مناسبة لكثير من العروض حتى لا يمل المتفرج من بعض من الإطالة أو الملل.
الممثلون فى مجموعهم كانوا كلا بطلا فى مشهده أو موقعه.
أقدم تهنئة خاصة لكل منهم.. شباب متحمس ومقدر وفاهم لدور الفن ومتفهم لخطورة الخروج عن النص الذى يلجأ إليه بعض الممثلين طلبا للمزيد من لفت الأنظار. مصمم الديكور هنا أقول عنه أنه مصمم ذكى قدم لنا جو الشام فى الأزمنة الماضية بصورة فعلا ذكية.
وتحية خاصة للدكتور أسامة رءوف مدير المسرح ولفتوح أحمد رئيس البيت الفنى للمسرح.